رؤساء موريتانيا... من محطة الاستقلال حتى اليوم

رؤساء موريتانيا... من محطة الاستقلال حتى اليوم
TT

رؤساء موريتانيا... من محطة الاستقلال حتى اليوم

رؤساء موريتانيا... من محطة الاستقلال حتى اليوم

قبل سنوات كانت موريتانيا تنافس الولايات المتحدة الأميركية على صدارة العالم في عدد الرؤساء السابقين على قيد الحياة، إلا أن الموت اختطف بشكل مفاجئ العديد من رؤساء موريتانيا، لتبتعد عن المنافسة إلى حين. وفيما يلي أسماء من تعاقبوا على الرئاسة:
- المختار ولد داداه: أول رئيس لموريتانيا، حكم منذ الاستقلال يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1960، وأُطيح به في «انقلاب عسكري أبيض» يوليو (تموز) 1978. يوصف ولد داداه بأنه «الرئيس المؤسس»، ويعود إليه الفضل في وضع البلاد على سكة النهوض في فترة تاريخية حرجة. وتميزت سياساته الخارجية بقدر كبير من القوة والفاعلية.
- مصطفى ولد محمد السالك: قائد الانقلاب عام 1978، إلا أنه خرج من الرئاسة في انقلاب آخر عام 1979، ليخلفه محمد محمود ولد لولي الذي لم يستمر له الحكم أكثر من سنة واحدة.
- محمد خونه ولد هيدالة: وصل للحكم هو الآخر في «انقلاب أبيض» عام 1980، وأُطيح به في انقلاب آخر عام 1984، لكنه خلال 4 سنوات أحكم قبضته الحديدية على البلاد، واعتقل العديد من القيادات السياسية القومية (الناصرية والبعثية)، ونفّذ أحكام الإعدام في قيادات عسكرية حاولت الانقلاب عليه، كما قطع العلاقات مع مؤسسات التمويل الدولية وأعلن تطبيق الشريعة الإسلامية.
- معاوية ولد سيد أحمد الطائع: الرئيس صاحب أطول فترة حكم في موريتانيا. وصل للسلطة بـ«انقلاب أبيض» آخر عام 1984، وغادرها بانقلاب مشابه عام 2005، يوصف بأنه مؤسس موريتانيا التي نعرفها اليوم، إذ استطاع أن ينهي فترة الاضطراب السياسي، وأدخل إصلاحات دستورية منحت التعددية، كما شهدت البلاد في عهده مكاسب اقتصادية مهمة، مع أن تهم الفساد ظلت تلاحقه طيلة فترة حكمه.
- إعلي ولد محمد فال: ترأس البلاد بعد انقلاب 2005، وأشرف على فترة انتقالية انتهت بانتخابات رئاسية سلّم بعدها السلطة عام 2007 لأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد. شهدت فترة حكم ولد محمد فال الكثير من الانفتاح والانفراج السياسي وارتفع سقف الحريات في البلاد، كما ارتفعت رواتب الموظفين وتحسنت الأوضاع المعيشية للسكان.
- سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله: أول رئيس مدني منتخب في تاريخ موريتانيا. وصل للحكم عام 2007 في انتخابات رئاسية شهد المراقبون الدوليون بنزاهتها، ولم تقدم المعارضة أي طعون في نتيجتها، لكن الرجل سرعان ما دخل في صراع مع قادة المؤسسة العسكرية الذين دعموه وفي مقدمتهم رئيس أركانه الجنرال محمد ولد عبد العزيز، قبل أن ينقلبوا عليه عام 2008.
- الجنرال محمد ولد عبد العزيز: ترأس المجلس الأعلى للدولة بعد الإطاحة بولد الشيخ عبد الله عام 2008، وواجه عقوبات دولية ودخل في عزلة تامة. غير أنه أصر على المواصلة، وأعلن خطة للعودة إلى الشرعية من خلال انتخابات رئاسية عام 2009، استقال قبلها من المؤسسة العسكرية وسلم البلاد لرئيس مجلس الشيوخ وفق ما ينص عليه الدستور، وترشح للانتخابات التي فاز فيها، وأُعيد انتخابه عام 2014 لولاية رئاسية ثانية هي الأخيرة بموجب الدستور الحالي للبلاد. تميّزت فترة حكمه بالصراع السياسي المحتدم مع المعارضة، وبحرب شرسة ضد الإرهاب استطاع أن يحقق فيها مكاسب مهمة، بالإضافة إلى حرب على الفساد استعاد فيها الكثير من الأموال للخزينة، لكنه لم يَسلَم من تهم الفساد.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»