باريس سان جيرمان قادر على هزيمة ريال مدريد من دون نيمار

الاعتماد على المهارات الفردية فحسب لا يكفي لتحقيق الانتصارات

نيمار بعد إصابته في مواجهة مارسيليا
نيمار بعد إصابته في مواجهة مارسيليا
TT

باريس سان جيرمان قادر على هزيمة ريال مدريد من دون نيمار

نيمار بعد إصابته في مواجهة مارسيليا
نيمار بعد إصابته في مواجهة مارسيليا

نيمار؟ إنه لاعب رفيع المستوى. وآمل ألا يكون المانع خطيرا. من جانبي، أفضل رؤية أفضل اللاعبين داخل الملعب، حتى لو كان هذا في مواجهتنا. وفي ظل احتمالات عدم مشاركة المهاجم البرازيلي في صفوف باريس سان جيرمان أمام مارسيليا في إطار بطولة كأس فرنسا، الأربعاء، بدا بمقدور رودي غارسيا مدرب مارسيليا الظهور في صورة الشخص الكريم في هذه المناسبة، حتى لو بدت مسألة التعرض لهزيمة أخرى أمراً محتملاً في أعقاب الهزيمة التي مني بها فريقه بنتيجة 3 - 0 على ملعب سان جيرمان، الأحد.
وحتى قبل خروج نيمار في وقت متأخر من المباراة، لم يكن باريس سان جيرمان في أحسن حالاته. ومع هذا، فإنه في خضم مباراة اتسمت بمجهود بدني قوي (و11 إنذارا)، قدم متصدرو البطولة أداءً عكس قدراً كبيراً من قوة العزيمة والإصرار، بعيداً تماماً عن الصورة التي ظهر بها الفريق أمام ستراسبورغ منذ أسبوع مضى. ومع هذا، ربما يكون الأمر الأهم من متانة الصفوف وتماسكها، روح الفريق التي ظهرت حديثاً في صفوف اللاعبين، الأمر الذي افتقر إليه الفريق على امتداد فترة طويلة خلال الموسم الحالي، وسيتسم هذا الأمر بأهمية أكبر كثيراً خلال مباراة الإياب أمام ريال مدريد المقررة الأسبوع القادم.
من جانبهما، بمقدور نيمار وكيليان مبابي الفوز بمباراة بمفرديهما، الأمر الذي قوض أهمية تطوير توجه تكتيكي محدد على مستوى الفريق ككل. والمثير للقلق أن هذا التوجه امتد على ما يبدو إلى ما وراء أغلى لاعبين في تاريخ النادي، مع إقدام الكثير من اللاعبين على التحرك بشكل فردي، خاصة داني ألفيس ولايفين كورزاوا. ومع هذا، فإن الخسارة أمام ريال مدريد منذ أسبوعين وحتى الفوز أمام ستراسبورغ بنتيجة 5 - 2 ذكر الجميع بقوة أن الاعتماد على المهارات الفردية فحسب لا يكفي لإحراز النجاح على المستوى المأمول من قبل القائمين على إدارة النادي.
ومع هذا، أمام مارسيليا كان هناك وحدة في الصفوف وقوة في الأداء تكافئ ما أبداه الفريق الزائر. أما النتيجة، فبدلاً عن أن تكون مجرد فرص أتاحتها المصادفة وجرى استغلالها، فإنها جاءت مستحقة تماماً ونجح العديد من اللاعبين في الارتقاء بأدائهم خلال المباراة. وربما تكمن المفاجأة في أن أبرز هؤلاء اللاعبين كان كورزاوا، الذي ظل في حالة تنافس مستمرة على المشاركة في التشكيل الأساسي في مركز الظهير الأيسر مع الإسباني يوري بيرتشيتشي، وبلغت هذه المنافسة بين اللاعبين نقطة بالغة الخطورة بالنسبة لكورزاوا مع عدم وقوع الاختيار عليه للمشاركة أمام ريال مدريد في مباراة الذهاب. أما هنا، فقد تألق ليس فقط من حيث نشاطه الهجومي، وإنما كذلك بأدائه الدفاعي، الأمر الذي مكنه من تقييد جناح مارسيليا فلوران توفان وطرح إجابة حاسمة في وجه من كانوا يأملون في عودة بيرتشيتشي إلى الفريق، الثلاثاء القادم.
من ناحية أخرى، جاء أداء تياغو سيلفا على ذات القدر من الخطورة، وقد نجح القائد في إدارة خط الدفاع بصورة رائعة. كما أبدى مبابي قدرة على الابتكار تتجاوز المستوى المعتاد، وسعى لأن يكون مبتكراً وليس مجرد متصيد للفرص. أيضاً، بدا لاسانا ديارا واثقا في أدائه في وسط الملعب، حتى في مواجهة الثنائي القوي لويز غوستافو وأندري فرانك زامبو أنغويزا. أما جيوفاني لو سيلسو، الذي جرت الاستعانة به بديلاً عن ماركو فيراتي المصاب، فكان اللاعب الوحيد الذي لم يكن أداؤه مبهراً بين لاعبي الفريق المضيف، وفي أعقاب أدائه الكارثي في مدريد، من غير المحتمل أن يشارك بأي مباراة أخرى.
من ناحية أخرى، لا بد أن تقديم أداء متألق أمام واحد من أفضل فرق فرنسا سيضفي على مدرب سان جيرمان أوناي إمري هالة من السعادة هذا الأسبوع، لكنه بحاجة إلى وضع خطة إذا ما اتضح أن إصابة الكاحل التي يعانيها نيمار على درجة كافية من الخطورة لإبقائه بعيداً عن الملاعب. ورغم التفاؤل الحذر الذي أظهره في أعقاب المباراة، يجب أن تكون لدى المدرب خطة لقلب موازين العجز المتمثل في نتيجة فوز ريال مدريد 3 - 1 رأساً على عقب. الملاحظ أن باريس سان جيرمان قدم بالفعل أداءً مبهراً على نحو لم يتوقعه الكثيرون في حالات سابقة، منها التعادل الإيجابي بنتيجة 2 - 2 على أرض استاد تشيلسي في هذه المرحلة رغم مشاركته بـ10 لاعبين فقط على امتداد الجزء الأكبر من المباراة، إلا أن هذا يشكل نمطاً مختلفاً من التحديات بالنظر إلى الاستثمارات الضخمة التي تحملها النادي الصيف الماضي.
من ناحية أخرى، من غير المحتمل أن ينحرف إمري عن أسلوب لعب 4 - 3 – 3، ما يعني أن ثمة ثلاثة خيارات واقعية قائمة أمامه لطرح بديل للاعب البرازيلي، والتي يمثل جوليان دريكسلر المغضوب عليه إحداها، وبالتالي يجب استبعاد هذا الخيار فوراً. وعليه، يتبقى أمام المدرب أنخيل دي ماريا وخافيير باستوري، وهما لاعبان كثيراً ما ظلا على الهامش خلال هذا الموسم، رغم ما يتمتعان به من مهارات وخبرة. وربما يبدو دي ماريا الخيار الطبيعي، بالنظر إلى سيل الأهداف التي سجلها بداية العام، لكن تبقى مشكلة أنه بطبيعته لا يميل إلى اللعب في الجانب الأيسر. وربما يترتب على اختيار دي ماريا الدفع بمبابي إلى الجانب الآخر من الملعب.
والتساؤل هنا: هل يمكن أن يشكل باستوري خيارا أفضل؟ الملاحظ أن الوقت الذي قضاه في صفوف باريس سان جيرمان اتسم بكثرة الإصابات. ومع ذلك، فإنه نجح في تقديم أداء مبهر في كل مرة كانت تجري الاستعانة به. علاوة على ذلك، فإنه يوفر قدراً أكبر بكثير من التماسك الدفاعي عن نظرائه بالفريق، وجاء أداؤه مبهراً على نحو خاص أمام تشيلسي في مواجهة انتهت بالتعادل، وإن كان قد شارك في دور أكثر عمقاً بكثير في وسط الملعب. بجانب ذلك، فإنه يتميز بمهارات واسعة النطاق فيما يخص تمرير الكرة وبمقدوره المشاركة في عدة مراكز مختلفة لدعم الهجوم، والتأثير على سير مباراة من دون الحاجة إلى الدخول في مواجهات خشنة مع الخصوم مثلما يميل دي ماريا في بعض الأحيان.
ومع هذا، لا يزال أمام إمري كثير من الوقت قد يتخذ القرار المناسب في هذا الشأن ومن المحتمل أن يستغل المباراتين التاليتين (بما في ذلك رحلة الغد المقررة إلى تروا) لتجميع الأجزاء معاً. إلا أنه بغض النظر عن القرار الذي سيتخذه، فإن الأداء الذي قدمه أمام مارسيليا سيكون داعماً قوياً لمعنويات الفريق. وبغض النظر عن مشاركة نيمار، فإن هذا الفريق سيثبت قدرته على اللعب بعزيمة وإصرار وتركيز، واليوم يبدو له هدف تعويض الهزيمة في مدريد قاب قوسين أو أدنى.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».