العثور على مادة مشعة مجهولة المصدر في لبنان

هيئة الطاقة الذرية طمأنت المواطنين مؤكدة عدم حدوث تسريب

القارورة التي تحوي المادة المشعة التي عثر عليها (الوكالة الوطنية للإعلام)
القارورة التي تحوي المادة المشعة التي عثر عليها (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

العثور على مادة مشعة مجهولة المصدر في لبنان

القارورة التي تحوي المادة المشعة التي عثر عليها (الوكالة الوطنية للإعلام)
القارورة التي تحوي المادة المشعة التي عثر عليها (الوكالة الوطنية للإعلام)

طمأنت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية المواطنين في منطقة الأوزاعي بعد العثور على قارورة حديدية مكتوب عليها باللغة الأجنبية تشير إلى احتوائها على مواد مشعة.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن الهيئة، قولها إنها تلقت عند الساعة الخامسة مساء أول من أمس (الثلاثاء)، اتصالين هاتفيين من قائد فوج الهندسة في الجيش العقيد خوري ووزير البيئة طارق الخطيب في شأن العثور على المادة المشعة من أجل التحرك للقيام بالإجراءات العلمية اللازمة.
وبعد ساعة ونصف الساعة توجه فريق من الهيئة إلى المنطقة وقام، بالتعاون مع فوج الهندسة في الجيش، بالمعاينة التقنية لهذه المادة المشعة وبإجراء القراءات الإشعاعية اللازمة، وتولت الجهات الأمنية المعنية عزل المادة ومراقبتها.
وتابع البيان «أظهرت نتائج التحاليل الميدانية أن اسم المادة المشعة هو (Am – Be) من نوع نيوتروني وتستخدم كـ(well logging)؛ وهي محصورة داخل كبسولة مقفلة. فلم تسبب المادة المشعة تسربا للمواد المشعة في مكان العثور عليها أو تلوثا إشعاعيا. وراوحت القراءات الإشعاعية الصادرة عن هذه المادة ضمن المعدلات المتعارف عليها لهذا النوع من المصادر المشعة».
واختتم البيان: «قامت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، بالتنسيق مع فوج الهندسة في الجيش ووزارة البيئة، صباح يوم أمس (الأربعاء)، بنقل هذه المادة إلى مختبرات الهيئة لمعالجتها ولتخزينها بطريقة آمنة ومأمونة وفق المعايير الدولية».
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن هذه المادة المشعة تستخدم عادة، في الصناعات النفطية. ولا تتوافر، في لبنان، إمكانية لاستخدامها، وهي غير مرخصة، وفق سجلات تراخيص «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية» للمواد المشعة، فيبقى، بذلك، مصدر المادة مجهولا.
وطمأنت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية المواطنين إلى أن هذه المادة المشعة لا تشكل خطرا على صحة المواطنين أو على المحيط حيث عثور عليها.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.