محمد بن سلمان: موجة الإصلاحات الجديدة جزء من العلاج بـ«الصدمة»

ولي العهد السعودي قال في مقابلة مع «واشنطن بوست»: هدفنا توظيف الشباب ذوي الطاقات العالية لتحقيق «العصرنة»

محمد بن سلمان: موجة الإصلاحات الجديدة جزء من العلاج بـ«الصدمة»
TT

محمد بن سلمان: موجة الإصلاحات الجديدة جزء من العلاج بـ«الصدمة»

محمد بن سلمان: موجة الإصلاحات الجديدة جزء من العلاج بـ«الصدمة»

أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن موجة الإصلاحات التي اتُّخذت أخيراً جزء من العلاج بـ«الصدمة»، لتحديث وتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة. وقال إن بلاده كانت محتاجة إلى مثل هذه الخطوة، بهدف وقف الفساد المستشري، الذي «أضر بقدرات العائلة المالكة».
وفي حواره مع الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس بصحيفة «واشنطن بوست»، أشار الأمير محمد بن سلمان إلى التغييرات التي طالت وزارة الدفاع السعودية، مشيراً إلى أنه تم التخطيط لها منذ زمن بهدف تطوير القطاع والحصول على أفضل النتائج، إذ إن المملكة العربية السعودية تعد رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، بينما يصنَّف جيشها بين الـ20 والـ30 في قائمة أفضل الجيوش.
وتحدث الأمير محمد بن سلمان أيضاً، عن الأوامر الملكية الأخيرة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، موضحاً أنها هدفت إلى توظيف الأشخاص ذوي الطاقات العالية الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة. وأضاف: «نريد العمل مع الطموحين».
ويستهل الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع المقبل، جولة خارجية، تبدأ من جمهورية مصر العربية، ثم بريطانيا، يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، وعدداً من القيادات الاقتصادية والعسكرية في البلدين... وفي مقابلته مع «واشنطن بوست» رفض الأمير محمد بن سلمان منتقدي سياساته الداخلية والخارجية، التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن «التغييرات تُعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران». كما أكد أنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي القلق، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة. وهنا نص المقابلة:

في مقابلة شاملة، جرت في وقت متأخر من الليل في قصره هنا، وصف ولي عهد السعودية الشاب الأمير محمد بن سلمان، الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ«الصدمة» الذي يُعد ضرورياً لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة.
وبدأ الحوار مع ولي العهد العنيد، البالغ من العمر 32 عاماً، قبل منتصف ليلة يوم الاثنين، في نهاية اليوم الذي أُصدرت فيه الأوامر الملكية التي هزّت الجيش السعودي والبيروقراطية الحكومية، وأمرت بتعيين امرأة في منصب وزاري، تماضر بنت يوسف الرماح، كنائبة لوزير العمل. ولأكثر من ساعتين، ناقش الأمير محمد بن سلمان حملاته ضد الفساد والتطرف، وكذلك استراتيجيته للمنطقة.
وقال ولي العهد إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي القلق، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة. كما رفض انتقاد سياساته المحلية والإقليمية، التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات تُعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران.
وخلال زيارتي القصيرة للمملكة، كان من المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات الأمير محمد بن سلمان. وبالتأكيد، هنالك نضوج ثقافي: النساء يخبرن الزوار بنوع السيارات التي يرغبن في شرائها عندما يُسمح لهن بالقيادة في شهر يونيو (حزيران). افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء. تعمل سيدات الأعمال في عربات الأطعمة، وتحضر مشجعات الرياضة من النساء مباريات كرة القدم العامة.
قد يوجد بعض المعارضين المحافظين بشكل خفيّ، ولكن الاستطلاع المستقل الذي قامت به شركة «إبسوس» على السعوديين المنتمين إلى جيل الألفية في عام 2017، كشف أن 74% منهم كانوا متفائلين بشأن المستقبل؛ وأن أكثر مخاوفهم كانت من ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.
وتحدث الأمير محمد بن سلمان باللغة الإنجليزية بشكل كامل، بينما في مقابلتين سابقتين أجريتهما معه، تلقى الأسئلة باللغة الإنجليزية، وأجاب باللغة العربية. ورفض المخاوف التي تعتري بعض المؤيدين في الولايات المتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جداً، وقيامه بالمخاطرة في كثير من الأحيان، قائلاً إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يُعدان ضروريين للنجاح.
وقال ولي العهد إن التغييرات التي أعلنها مساء الاثنين الماضي والدُه الملك سلمان بن عبد العزيز، هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية» الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة. وأضاف: «نريد العمل مع الطموحين».
ونصّت الأوامر الملكية على تعيين أمراء من الجيل الشاب في مناصب في المناطق الرئيسية، ومن بينهم تعيين الأمير تركي بن طلال نائباً لأمير منطقة عسير، حيث يشير هذا التعيين إلى التوافق داخل العائلة المالكة، إذ إن شقيقه الأمير الوليد بن طلال كان من بين الـ381 الذين اعتُقلوا بتهم فساد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (وأُطلق سراحه لاحقاً).
وأنهى الأمير محمد بن سلمان خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وعيَّن قادة عسكريين جدداً، وقال إنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع. وقال إن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين الـ20 والـ30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم. وتحدث عن خططٍ طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن، وهي حرب استغرقت وقتاً أطول مما كان يأمل السعوديون.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن حملته ضد الفساد في شهر نوفمبر كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاج إليه المملكة بسبب الفساد المستشري. وقال إن ذلك مثل أن «يكون لديك جسدٌ مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم». وأردف قائلاً إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حدٍّ لهذا النهب.
وقال ولي العهد إنه شخصياً يتذكر الفساد، حيث حاول الأشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التي بدأت في أواخر سن المراهقة: «لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت باهتمام أكبر. لقد أضرت بقدرة العائلة المالكة». وقد تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، ما عدا 56 شخصاً، بعد دفعهم تعويضات. وأضاف: «معظمهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية».
وقال الأمير محمد بن سلمان إن «الصدمة» كانت ضرورية أيضاً لكبح التطرف، وهي محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طُبقت في عصر النبي محمد.
وقال ولي العهد إنه تعرض لانتقادات غير منصفة لضغطه على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة في نوفمبر. وأضاف: «إنه الآن في وضع أفضل» في لبنان، مقارنةً بميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران.
ويشبِّه مناصرو الأمير محمد بن سلمان أحياناً مساعيه لتوطيد السلطة بالملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. ولكن الأمير محمد بن سلمان يرفض هذه المقارنة، مضيفاً إليها لمسة عصرية: «لا يمكنك تصنيع هاتف ذكي جديد. فلقد فعلها ستيف جوبز مسبقاً. ما نحاول فعله هنا هو شيءٌ جديد».



«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

يُفترض أن تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، جولةٌ جديدةٌ من المفاوضات المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

وبينما تحدث الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن توجه رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، إلى الدوحة لحضور الاجتماعات، برزت توقعات بأن ينضم أيضاً المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، من أجل دفع مساعي تأمين الصفقة قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.

ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول في «حماس» قوله إن الحركة وافقت على قائمة بـ34 رهينة قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف النار.

كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن «مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة» (لم تسمّه)، قوله إن «إسرائيل تحاول إتمام صفقة جزئية تشمل عدداً محدوداً من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين، وتتضمن وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة».