منذ ثمان سنوات ألغى ريكارود تيشي، المصمم السابق لدار «جيفنشي» خط الـ«هوت كوتير» فيها على أساس أن يُعطي للأزياء الجاهزة حقها بالكامل. مرت الثماني سنوات، وخرج تيشي من الدار الفرنسية بعد أن قضى فيها 12 عاما مسلما مقاليدها للبريطانية كلير وايت كيلر. لم يسبق لهذه الأخيرة أن خاضت هذا المجال، رغم أن سيرتها الذاتية غنية وأسلوبها في دار «كلوي» حيث قضت سنوات وسنوات، ارتبط بالأسلوب البوهيمي. دار «جيفنشي» في المقابل تعتبر من بيوت الأزياء التي كان لها باع طويل في الـ«هوت كوتير» في فترة من الفترات، وما علينا إلا أن نذكر اسم مؤسسها هيبار جيفنشي وتلك العلاقة الراقية التي ربطته بالنجمة الراحلة أودري هيبورن لنتأكد من ذلك. فهي لا تزال حية من خلال أفلام كلاسيكية وأزياء أيقونية أشهرها الفستان الأسود الذي ظهرت به في فيلم «إفطار في تيفاني».
لا شك أن كل هذا يجعل فكرة تسليم مهمة إحياء هذا الجانب لأول امرأة تدخل الدار كمصممة فنية، ولم يسبق لها أن خاضته من قبل، مغامرة. لحسن الحظ نجحت المغامرة وحققت المطلوب بالنظر إلى أن النجمة نيكول كيدمان اختارت الفستان الذي ظهرت به في حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب» منها، عدا أن عرضها كان حديث باريس في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. كانت تشكيلتها مفاجأة سارة لعشاق الدار من جهة وللداعمين للمصممة البريطانية من جهة ثانية. برهنت فيها على قدرات دفينة ونظرة منعشة للمرأة من حيث رقيها وقوتها، حيث جمعت فيها دقة التفصيل مع انسيابية أنثوية تتضمن لمسة إثارة خفيفة جدا، إن لم نقل خجولة. فالمصممة بريطانية الثقافة وبالتالي يعتبر تجنب أي إثارة يشي بالحسية بشكل فج من أولوياتها.
يبدو أيضا أنها درست أرشيف الدار جيدا، لأن أسلوب هيبار جيفنشي كان واضحا في مجموعة من الفساتين التي تعانق الخصر وتنسدل عنه في تنوارات وساعة، وأيضا في اصطباغها باللون الأسود. كانت كلاسيكية وعصرية في الوقت ذاته، ومما لا شك فيه أنها تخاطب امرأة ناضجة ومستقلة. بيد أن هذا لا يعني أن فتاة صغيرة في مقتبل العمر لن تقبل عليها، إذ هناك الكثير من القطع المفصلة التي تخاطبها مثل الجاكيتات التي يمكنها أن تنسقها مع بنطلونات ضيقة أو حتى مع فستان طويل في مناسبة مهمة. نفت المصممة أن تكون الحملة التي تشنها الموضة ضد التحرش الجنسي وراء غلبة اللون الأسود، الذي اتخذته الحملة شعارا لها، وذكرت بأن هذا اللون ارتبط بالدار منذ تأسيسها بدليل فستانها الأسود الناعم الشهير. وصرحت أنها استلهمتها من أجواء ليلية في حديقة غناء «في تلك الفترة التي يسطع فيها القمر ويعكس ضوءه على الفساتين» حسب قولها. ترجمتها لهذه الصورة تجسدت في فساتين تتخللها خيوط وأحيانا أهدابا من الفضة ومرصعة بأحجار الكريستال تتماوج مع كل حركة.
ما نجحت فيه إلى جانب مخاطبتها امرأة مستقلة ذوقا وإمكانيات، أنها أنستنا تماما الأسلوب القوطي الذي تبناه ريكاردو ريتشي وروج له لـ12 عاما. أسلوب فيه الكثير الجرأة التي جعلته أول من فكرت فيه كيم كارداشيان ليصمم فستان زفافها وأيضا بيونسي عندما حضرت حفل الميتروبوليتان في عام 2015.
أول تشكيلة «هوت كوتير» لكلير وايت كيلر... أول مصممة امرأة تدخل «جيفنشي»
أول تشكيلة «هوت كوتير» لكلير وايت كيلر... أول مصممة امرأة تدخل «جيفنشي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة