مستشار عباس: لا دولة في غزة ولا دولة من دونها والقدس هي العاصمة

TT
20

مستشار عباس: لا دولة في غزة ولا دولة من دونها والقدس هي العاصمة

قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدولية، نبيل شعث، إن القيادة الفلسطينية دخلت في مواجهة كاملة مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن صفقة القرن المنتظرة مرفوضة تماما من قبل فلسطين.
وأضاف شعث، في لقاء عقده في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة: «الرئيس محمود عباس هو في موقع المواجهة الكامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية وقرار الإدارة الأميركية الأخير باعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها»، متجاهلة أن «القدس الشرقية، هي أرض فلسطينية محتلة منذ عام 1967، وهي عاصمتنا التي نريدها أن تكون مدينة مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية». وتابع: «بالنسبة لنا التسليم بصفعة القرن خيانة للقضية الفلسطينية ولن نقبل هيمنة أميركا بعد الآن».
وأردف: «إننا شعب له سيادة، حيث زاد عدد سكانه من مليون ونصف المليون عام 1948 إلى 13 مليونا هذا العام».
وفي إشارة إلى «صفقة القرن» المرتقبة، رفض شعث كل قرارات وإجراءات وسياسات عنصرية وعدوانية تتنافى مع حقوق الفلسطينيين في تحرير أرضهم وحريتهم واستقلالهم الوطني وإقامة الدولة.
وقال شعث: «لن نقيم دولتنا على غير ترابنا الوطني. لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة، ولا دولة من دون القدس عاصمة ولا عاصمة في القدس وإنما القدس هي العاصمة». وانتقد شعث غياب موقف عربي واحد وقادر على حماية المشروع الفلسطيني، لكنه قال إن العالم سيتغير.
وتابع، إن «العالم سيتغير وأميركا ليست مالكة للعالم، ونحن لن نترك وحيدين في مواجهة هذه المعركة السياسية».
ومضى يقول: «خلال 3 سنوات سينتهي العالم الذي تحكمه الولايات المتحدة الأميركية، وسيتحول إلى عالم متعدد الأطراف، وسوف نكون أحد هذا العالم الجديد».
وجاءت تصريحات شعث في وقت أعلنت فيه الإدارة الأميركية أنها قريبة من طرح «صفقة القرن»، متجاهلة خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طالب بعقد مؤتمر سلام دولي لفرز آلية متعددة الأطراف.
ويرفض الفلسطينيون التعامل مع الولايات المتحدة بصفتها راعيا وحيدا للمفاوضات، وقالوا إنهم مستعدون للقبول بها كجزء من الآلية المتعددة ضمن الرباعية الدولية إلى جانب دول أوروبية وعربية.
وانقطعت العلاقة بين السلطة وواشنطن بعد إعلان الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومرت بمراحل من الاتهامات والتهديدات.
والأسبوع الماضي شن الفلسطينيون هجوما عنيفا على الولايات المتحدة بعد اختيارها نقل السفارة في مايو (أيار) المقبل، بالتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطينية.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن واشنطن تحولت إلى جزء من المشكلة.
وجاء القرار الأميركي بعد أيام من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة سلام تقوم على عقد مؤتمر دولي في منتصف العام الحالي، ينتج عنه تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم، حسب اتفاق أوسلو بما في ذلك القدس.
واقترح عباس، خلال فترة المفاوضات، توقف جميع الأطراف عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، وكذلك تجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأميركية للقدس.
ورجحت مصادر إسرائيلية بأن تقدم واشنطن من خلال صفقة القرن أو قبلها «جزرة» للفلسطينيين بعدما استخدمت «العصا» ضدهم.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية ترجيحات بأن تبدي الإدارة الأميركية لفتة للفلسطينيين.
ونقل موقع «المصدر» عن جهات قال إنها «أميركية»، أن من بين بوادر حسن النية ثمة عدة أمور تؤخذ بعين الاعتبار، أحدها هو اعتراف الإدارة الأميركية بشكل علني بحل الدولتين، الخطوة التي تم تجنبها حتى الآن. واحتمال إقامة قنصلية أميركية في رام الله، الأمر الذي لم يحدث منذ اتفاقيات أوسلو.
وبحسب المصادر: «هناك عدة أفكار أخرى تعكس حقيقة أنه لا يمكن إدارة المفاوضات، بينما يشعر أحد الطرفين أنه مستهدف ومظلوم بشكل دائم».
ولم تؤكد أي أطراف رسمية فلسطينية أو أميركية أو حتى إسرائيلية وجود مثل هذه التوجهات في هذا الوقت.



«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

ساعات حاسمة يترقبها قطاع غزة لتأمين هدنة بالتزامن مع دخول عيد الفطر عبر مخرجات مفاوضات تستضيفها الدوحة، مقابل تحديات عديدة أبرزها احتمال استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار منذ 18 مارس (آذار) الماضي.

ومع ترويج منابر إسرائيلية إعلامية استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقول خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن التزام حكومة بنيامين نتنياهو بالتهدئة التي يعكف عليها الوسطاء منذ أيام هو الضمان الأكبر لرؤية هدنة إنسانية في عيد الفطر واستمرارها وإلا الانهيار سيعود مجدداً.

وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن حركة «حماس» أبدت مرونة مع الوسيطين مصر وقطر لتأمين هدنة في عيد الفطر، وفرص التوصل لها واستمرارها مع عيد الفصح لدى اليهود أكبر من تحدياتها طالما التزم نتنياهو بها وضغطت واشنطن عليه.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أفادت السبت، بأن «(حماس) قد تكون منفتحة على إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل هدنة في عيد الفطر»، مشيرة إلى أن هيئة البث الإسرائيلية تحدثت عن أن الرهائن الذين سيطلق سراحهم سيكون من بينهم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، مع مشاركة الولايات المتحدة وقطر بشكل مكثف في الاقتراح.

فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وجاء تقرير هيئة البث بعد يوم من تصريح دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ«تايمز أوف إسرائيل» بأن قطر عرضت على «حماس» مقترحاً أميركياً جديداً لإعادة وقف إطلاق النار من خلال إطلاق سراح ألكسندر، مقابل أن يصدر الرئيس دونالد ترمب بياناً يدعو فيه إلى التهدئة في غزة واستئناف المفاوضات من أجل إنهاء دائم للحرب، مشيراً إلى أن الوسطاء القطريين أبلغوا الحركة بأن الامتثال للمقترح الأميركي سيخلق لهم حسن نية مع ترمب، مما يزيد من احتمال أن يضغط على نتنياهو للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

وكشف استطلاع رأي حديث أجرته «القناة 12» الإسرائيلية أن 69 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة، مقابل اتفاق يفرج فيه عن جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وفي المقابل يعارض 21 في المائة من الإسرائيليين مثل هذه الصفقة.

وحتى بين أنصار الائتلاف الحاكم في إسرائيل الذي يقوده نتنياهو، أيدت أغلبية بنسبة 54 في المائة مثل هذه الخطوة، مقارنة بمعارضة 32 في المائة لوقف الحرب مقابل عودة الرهائن، ويأتي هذا وسط بيان جديد من هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، السبت يطالب بإبرام صفقة تبادل رهائن.

وباعتقاد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، فإن فرص التوصل لهدنة في عيد الفطر أكبر من العقبات، وخصوصاً بعد ما قدمته «حماس» من مرونة وتنازلات، حيث الأعياد لدى المسلمين واليهود.

ومدعماً فرص نجاح الهدنة، يقول أستاذ العلوم السياسية في «جامعة الأمة» بغزة، الدكتور حسام الدجني، إن أحد أهم أسباب التقدم وتحقيق اختراق نحو التهدئة هو حلول عيد الفطر لدى المسلمين و«الفصح» لدى اليهود، فضلاً عن حاجة «حماس» لتمرير صفقة تعيد فتح المعابر لدخول المساعدات لتجاوز التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد غزة، بخلاف استطلاعات الرأي التي تحث نتنياهو على التوصل لصفقة.

وكان عضو المكتب السياسي في «حماس»، باسم نعيم، أفاد في حديث «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة «تكثّفت في الأيام الأخيرة»، وقال: «نأمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انفراجة حقيقية»، لافتاً إلى أن الحركة تتعامل «بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، الخميس الماضي، بأن وفداً أمنياً مصرياً توجه إلى الدوحة بهدف «مواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى والرهائن، في إطار مرحلة انتقالية للسعي لخفض التصعيد»، في قطاع غزة، تزامناً مع إجراء وزير الخارجية المصري، اتصالين هاتفيين مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتركي هاكان فيدان، بشأن التهدئة بغزة، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية»، الجمعة.

يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي أسفر عن مقتل 921 شخصاً قتلوا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها الواسعة النطاق على القطاع في 18 مارس (آذار) الجاري، وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية السبت، بأن الجيش شن موجة هجمات واسعة على قطاع غزة حيث سمع دوي انفجارات عنيفة.

وعلى رغم التصعيد فإن جهود مصر حثيثة نحو إبرام «هدنة العيد»، بحسب اللواء سمير فرج، مؤكداً على أهمية أن تمارس واشنطن ضغطاً أكبر على إسرائيل لضمان نفاذها واستمرارها وعدم التذرع بأي حجج تعطلها أو تغير تفاصيلها.

وباعتقاد الدجني، فإن خروج رهينة إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية سيكون أحد أسباب ضغط واشنطن على إسرائيل لضمان استمرار أي تهدئة مستقبلية، مستدركاً: «لكن التهديدات والتحديات موجودة ولدى نتنياهو فقط، الذي قد يواصل الضغط العسكري، ظناً أن هذا سيضغط على (حماس) لمكاسب أكبر وهذا أصبح غير مجد والهدنة الأسلم للجميع».