ألقى إعلان نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم إصابة نجمه البرازيلي نيمار بالتواء في الكاحل وشرخ في مشط القدم بشكوك كبيرة حول قدرته على المشاركة في مباراة الإياب ضمن الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد ريـال مدريد الإسباني، الأسبوع المقبل.
كان النادي الباريسي، الباحث عن أول لقب له في المسابقة القارية، يعول بشكل أساسي على أغلى لاعب في العالم لقيادته في الإياب على أرضه ضد حامل اللقب في الموسمين الماضيين، آملاً في قلب تأخره 1 - 3 في مباراة الذهاب، التي استضافها ريـال على ملعبه في 14 فبراير (شباط).
وأثار تعرض نيمار، 26 عاماً، للإصابة، الأحد، في الدوري المحلي، أمام مرسيليا (3 - صفر)، وخروجه متألماً على حمالة من أرض الملعب، القلق؛ بداية من احتمال غيابه عن الموعد الأوروبي، رغم أن طبيعة إصابته لم تتحدد بدقة. إلا أن النادي الباريسي أكد إصابة نيمار بالتواء في الكاحل وشرخ في مشط القدم، دون أن يحدد مدة الغياب، علماً بأن لاعبين سابقين تعرضوا لإصابات مماثلة اضطروا للغياب أسابيع.
وأكد الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني لسان جيرمان، على أن لاعبه لن يخضع لعملية جراحية، وأنه لا يزال هناك احتمال ضئيل لمشاركة النجم البرازيلي في المباراة أمام ريـال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
وكانت بعض من وسائل الإعلام، مثل موقع «غلوبوسبورت» البرازيلي، قد أكدت أن نيمار قرر الخضوع لإجراء عملية جراحية حتى يتعافى من إصابته بشكل كامل، ولكي يشارك في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا وهو في قمة لياقته البدنية.
كما أشارت صحيفة «أس» الإسبانية، أمس، إلى أن إصابة نيمار أسوأ مما كان متوقعاً في البداية، وأن اللاعب يحتاج لإجراء عملية جراحية.
ورد المدرب الإسباني لسان جيرمان على ادعاءات وسائل الإعلام، وقال: «لن يخضع لعملية جراحية، هذا غير صحيح، يجب أن نتحلى بالصبر مع نيمار، لا يزال هناك احتمال ضئيل لمشاركته ضد ريـال مدريد، المعلومات التي تتحدث عن خضوعه لعملية جراحية غير صحيحة، نيمار لديه الرغبة في اللعب، سننتظر تطور حالته».
وقال نادي العاصمة، المملوك لهيئة قطر للاستثمارات الرياضية، إن «الفحوصات الكاملة التي خضع لها اللاعب أظهرت التواء في الكاحل الأيمن، بالإضافة إلى شرخ في مشط القدم».
وسيبحث مدرب سان جيرمان، الإسباني أوناي إيمري، مع الطاقم الطبي مدة غياب نيمار، علماً بأن الفريق التقي مساء أمس فريق مرسيليا، للمرة الثانية خلال 3 أيام، وهذه المرة في سياق الدور ربع النهائي لكأس فرنسا.
وكان إيمري قد أبدى بعد مباراة الأحد تفاؤله، قائلاً: «الفحص الأول لنيمار في غرفة تبديل الملابس أظهر أنه التواء؛ سنقوم بفحص طبي لمعرفة نوعية الإصابة واللاعب أكثر هدوءاً. سننتظر هذا الفحص، وسنكون متفائلين».
وأضاف: «إذا كان يتعين عليّ القول نعم أم لا، أقول: نعم للتفاؤل».
إلا أن صحافيين برازيليين، منهم مارسيلو بيكلر، الذي كان من أوائل من أعلنوا إتمام صفقة انتقال نيمار إلى سان جيرمان في الصيف، أشار عبر حسابه الرسمي على «تويتر» إلى أن نيمار «يتوقع أن يغيب لمدة شهر».
وكان مدرب الفريق الإسباني، الفرنسي زين الدين زيدان، قد أعرب بدوره عن أمله في تمكن نيمار من التعافي قبل موعد المباراة، وقال في مؤتمر صحافي: «لا أحب أن يتعرض اللاعبون للإصابة، ولست مسروراً من إصابة نيمار؛ آمل أن يكون جاهزاً من أجل مباراة دوري الأبطال».
وأضاف: «لا أتمنى أبدا أن يغيب لاعب خصم بسبب الإصابة، لم أكن مسروراً بالضرورة عندما أصيب نيمار لأنني كنت أتابع المباراة. آمل ألا تكون (الإصابة) كبيرة».
وسيكون مفتاح مشاركة نيمار من عدمها ضد ريـال معرفة مدى خطورة الإصابة في مشط القدم، إلا أن تجارب سابقة لا تبعث على التفاؤل.
فقد اضطر كثير من اللاعبين للغياب أسابيع بسبب هذا النوع من الإصابات، منهم مواطن نيمار غابريـال خيسوس الذي غاب عن مانشستر سيتي الإنجليزي لشهرين بسبب كسر في مشط القدم. كما غاب النجمان الإنجليزيان ديفيد بيكام وواين روني لنحو 6 أسابيع بسبب مشط القدم.
وفي حال تأكد غيابه، ستكون عدم مشاركة نيمار في مباراة ريـال نكسة كبيرة لسان جيرمان الذي أنفق 222 مليون يورو لضم البرازيلي الصيف الماضي، في خطوة رأى محللون أن أحد دوافعها الرئيسية هو السعي لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا، وتثبيت مكانة سان جيرمان كأحد الأندية الكبيرة قارياً.
وكان نيمار أحد «نجوم» دوري الأبطال الموسم الماضي، لكن في مواجهة سان جيرمان: فالبرازيلي الموهوب كان مهندس العودة التاريخية لبرشلونة في ثمن النهائي الموسم الماضي ضد النادي الفرنسي، عندما قاده إلى الفوز إياباً على ملعب «كامب نو» 6 - 1 (سجل هدفين، وصنع التمريرة الحاسمة للهدف السادس في الوقت القاتل لسيرجي روبرتو)، ليقلب تخلف فريقه بنتيجة قاسية صفر - 4 في مباراة الذهاب.
وفي حين يملك سان جيرمان في صفوفه خيارات هجومية، أبرزها الفرنسي كيليان مبابي والأوروغواياني إدينسون كافاني والأرجنتيني أنخل دي ماريا، إلا أن دور نيمار المحوري على الجهة اليسرى التي يشغلها عادة سيكون صعب التعويض، إذ إنه لا يكتفي بتسجيل الأهداف، بل يعتبر محركاً أساسياً لخط الهجوم، وقادراً بلمحاته الفنية على تغيير مجرى المباراة سريعاً.
كان نيمار قد سقط أرضاً قبل نحو ربع ساعة من نهاية المباراة ضد مرسيليا، إثر كرة مشتركة مع لاعبين منافسين لم يتعرض فيها لاحتكاك مباشر أو عرقلة. وبدا اللاعب باكياً من شدة الألم. ورغم ذلك، قرر إيمري الإبقاء على نيمار في أرض ملعب مباراة مرسيليا، وإخراج مبابي بدلاً منه، وهو الأمر الذي لقي انتقادات من بعض المعلقين نظراً لأن نتيجة المباراة كانت محسومة، ولأن البرازيلي خاضها بعد أيام من معاناته من فيروس.
ويتوقع أن تثير إصابة نيمار قلق مشجعي المنتخب البرازيلي أيضاً، لا سيما أنها تأتي قبل أشهر من انطلاق منافسات مونديال روسيا 2018، في منتصف يونيو (حزيران). وستثير هذه الإصابة ذكريات مؤلمة للبرازيليين، بعدما افتقدوا نيمار في نصف نهائي مونديال 2014 على أرضهم، وهي المباراة التي تلقوا فيها خسارة تاريخية أمام المنتخب الألماني بنتيجة 1 - 7.
وإذا ما غاب نيمار عن لقاء الريـال، فسيتأكد أيضاً غيابه عن صفوف منتخب البرازيل في مباراتيه الوديتين أمام كل من روسيا وألمانيا، المقرر إقامتهما منتصف مارس (آذار) المقبل.
الشكوك تحيط بمشاركة نيمار أمام الريـال في إياب دوري الأبطال
تأكد إصابة نجم سان جيرمان بالتواء في الكاحل وشرخ في القدم
الشكوك تحيط بمشاركة نيمار أمام الريـال في إياب دوري الأبطال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة