الإمارات ترفع كفاءة القطاعات الحكومية بالدفعة الثالثة من {المسرعات}

TT

الإمارات ترفع كفاءة القطاعات الحكومية بالدفعة الثالثة من {المسرعات}

أطلقت الإمارات أمس الدفعة الثالثة من المسرعات الحكومية، التي تهدف لرفع كفاءة أداء عدد من القطاعات الحيوية، والتي تتضمن الاقتصاد والبنية التحية والقضاء والبيئة والتقنية والتوطين، لتشمل 11 تحدياً تقود فرق العمل الخاصة بها 7 جهات حكومية اتحادية وفق الرؤية المستقبلية للبلاد.
وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في الإمارات، إن المسرعات الحكومية تمثل توجها مبتكرا تتبناه حكومة البلاد لتحفيز التكامل وتعزيز الشراكة الفاعلة بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، بما يدعم المساعي لتحقيق مئوية الإمارات 2071.
وأضاف القرقاوي في بيان للحكومة أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن الدفعة الثالثة من المسرعات ستعمل على تسريع تنفيذ عدد من مبادرات الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات التي عقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي بالعاصمة أبوظبي، للارتقاء بأداء القطاعات».
وزاد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل: «إن الإمارات تعبر مرحلة جديدة في بناء المستقبل، تركز على النتائج والعمل بروح الفريق الواحد وفق أعلى معايير التنسيق والتعاون بين جميع الجهات لوضع حلول مبتكرة لمواجهة التحديات وتحويل المبادرات إلى خطط وبرامج عمل يلمس نتائجها المجتمع، وتقود إلى تحقيق رؤية الإمارات وتعزيز موقعها الريادي عالمياً».
ويهدف فريق المسرعات الحكومية الخاص بتحدي وزارة الاقتصاد إلى وضع وتنفيذ خطة لدعم وزيادة عدد «الشركات الناشئة الحديثة المبتكرة» خلال 100 يوم، في مبادرة تستجيب لمخرجات الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، من خلال إطلاق برنامج وطني خلال العام الحالي يتضمن في مراحله الأولى تعزيز عمل صناديق رأس المال الاستثماري، وتخفيض رسوم التسجيل للفئة الثانية من العلامات التجارية، ودعم شبكة الحاضنات في الدولة، بهدف تعزيز موقع الدولة في مؤشر الابتكار العالمي من خلال المؤشرات الفرعية المتعلقة ببرنامج الشركات حديثة النشأة القائمة على الابتكار والصناعة.
وقال المهندس سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد، إن إطلاق برنامج وطني لدعم وزيادة عدد «الشركات الناشئة الحديثة» يأتي ضمن المبادرات الـ120 المقرّة في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في دورتها الأولى التي عقدت في 26 و27 سبتمبر الماضي.
كما تسعى الإمارات للاستفادة من البيانات المكانية في مشاريع استخدامات الأراضي والبنية التحتية على المستويين الاتحادي والمحلي، الذي تقوده وزارة تطوير البنية التحتية لبناء قاعدة بيانات موحدة واستعراضها في خريطة تفاعلية لدعم عملية اتخاذ القرار.
ويهدف تحدي محاكم المطالبات الصغرى الذي تقوده وزارة العدل إلى تسهيل وتسريع الفصل بالدعاوى، حيث سيتم وضع إجراءات المحاكم وطرق تنفيذ أحكامها وتمثيل الخصوم فيها خلال العام 2018، فيما يعمل فريق عمل المسرعات الحكومية الخاص بتحدي زيادة نسبة استخدام تطبيق ذكي وموحد للعنونة والإرشاد المكاني على مستوى البلاد، الذي تقوده وزارة التغير المناخي والبيئة على إنشاء نظام ذكي موحد للعنونة في الإمارات «سنيار» والوصول إلى 2000 مستخدم فعلي.
وفي تحدي زيادة عدد المواطنين في قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والطيران والنقل والعقارات ومراكز الخدمة، الذي تقوده وزارة الموارد البشرية والتوطين، ستعمل فرق المسرعات الحكومية على بناء شراكة مع الشركات والمنشآت في القطاعات الاستراتيجية لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية فيها من خلال توفير الفرص الوظيفية المناسبة وتأهيل المواطنين للالتحاق بها بشكل فعال ومستدام.
وتركز المبادرة على 4 تحديات هي: «زيادة عدد المواطنين في قطاع الطيران والنقل»، و«قطاع الاتصالات والتكنولوجيا»، و«قطاع التطوير العقاري»، و«قطاع مراكز الخدمة». وستعمل فرق المسرعات على توظيف ما لا يقل عن 4 آلاف مواطن إماراتي في القطاعات الأربعة من خلال توطين الوظائف وخلق فرص جديدة خلال 100 يوم.
وسيعمل فريق عمل المسرعات الحكومية الخاص بتحدي تحسين الوقت المستغرق لتبادل بيانات آنية ودقيقة بين السجلات المحلية والسجل الوطني، الذي تقوده الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات على زيادة عدد مرات الاستعلام في السجل الاقتصادي الوطني من قبل المستخدمين بنسبة 55 في المائة.
ويعمل فريق المسرعات الخاص بتحدي القوانين والتشريعات، الذي تقوده الأمانة العامة لمجلس الوزراء على مراجعة التشريعات ذات الأولوية بصورة دورية وتحديث التي تحتاج إلى تعديل ضمن إطار زمني واضح، ووضع منهجية دورية لمراجعة التشريعات ذات الأولوية في مدة زمنية لا تتجاوز 3 إلى 5 سنوات، بما يؤدي إلى خفض المدة الزمنية المستغرقة في إصدار اللائحة التنظيمية لقانون الإجراءات المدنية والإجراءات المطلوبة للتقاضي أمام المحاكم المدنية، وبالتالي خفض المدة الزمنية المستغرقة في الإجراءات المدنية لتبسيط وتسريع إجراءات التقاضي.



لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن قرار مجلس الإدارة بخفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للمركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس، يستند إلى التقييم المحدث لآفاق التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. وأشارت، في المؤتمر الصحافي عقب إصدار القرار، إلى أن عملية خفض التضخم تسير وفق المسار المخطط لها.

ويتوقع موظفو البنك أن يكون متوسط التضخم الرئيسي 2.4 في المائة خلال 2024، و2.1 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة خلال 2026، و2.1 في المائة خلال 2027، عندما يبدأ العمل بنظام تداول الانبعاثات الموسّع في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للتضخم، الذي يستثني الطاقة والطعام، يتوقع الموظفون متوسطاً يبلغ 2.9 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة في كل من 2026 و2027.

وأضافت لاغارد: «يشير معظم مقاييس التضخم الأساسي إلى أن التضخم سيستقر حول هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة بشكل مستدام. وعلى الرغم من انخفاض التضخم المحلي قليلاً، فإنه لا يزال مرتفعاً. ويرجع ذلك، في الغالب، إلى أن الأجور والأسعار في بعض القطاعات لا تزال تتكيف مع الزيادة السابقة في التضخم بتأخير ملحوظ».

وتابعت: «جرى تسهيل شروط التمويل، حيث أصبح الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأُسر تدريجياً نتيجة خفض الفائدة الأخير. لكن هذه الشروط لا تزال مشددة؛ لأن سياستنا النقدية تظل تقييدية، والفوائد المرتفعة السابقة لا تزال تؤثر على رصيد الائتمان القائم».

ويتوقع الموظفون، الآن، تعافياً اقتصادياً أبطأ من التوقعات السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى الرغم من تسارع النمو، خلال الربع الثالث من هذا العام، تشير المؤشرات إلى تباطؤه خلال الربع الحالي. ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال 2024، و1.1 في المائة خلال 2025، و1.4 في المائة خلال 2026، و1.3 في المائة خلال 2027.

وقالت لاغارد: «نحن ملتزمون بضمان استقرار التضخم بشكل مستدام عند هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة. سنتبع نهجاً يعتمد على البيانات ويعتمد على الاجتماع تلو الآخر لتحديد السياسة النقدية المناسبة. بشكل خاص، ستكون قراراتنا بشأن الفائدة مبنية على تقييمنا لآفاق التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار معين للفائدة».

النشاط الاقتصادي

نما الاقتصاد بنسبة 0.4 في المائة، خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وكان النمو مدفوعاً أساساً بزيادة الاستهلاك، جزئياً نتيجة العوامل الفريدة التي عزّزت السياحة في الصيف، وبناء الشركات للمخزونات. لكن أحدث المعلومات يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخمَ. وتشير الاستطلاعات إلى أن التصنيع لا يزال في حالة انكماش، وأن نمو الخدمات يتباطأ. وتُحجم الشركات عن زيادة الإنفاق على الاستثمار في ظل الطلب الضعيف وآفاق غير مؤكَّدة. كما أن الصادرات ضعيفة، مع مواجهة بعض الصناعات الأوروبية صعوبة في الحفاظ على قدرتها التنافسية.

ووفق لاغارد، لا تزال سوق العمل مرنة، حيث نما التوظيف بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وظلَّ معدل البطالة عند أدنى مستوى تاريخي له بنسبة 6.3 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على العمل في تراجع، حيث انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة خلال الربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من ذروته. وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى تقليص خلق الوظائف في الربع الحالي.

تقييم المخاطر

أشارت لاغارد إلى أن المخاطر الاقتصادية تظل مائلة نحو الجانب السلبي، حيث يمكن أن تؤثر الاحتكاكات التجارية والتوترات الجيوسياسية على نمو منطقة اليورو، وتقلل من الصادرات وتضعف الاقتصاد العالمي. كما قد يعوق تراجع الثقة تعافي الاستهلاك والاستثمار. في المقابل، قد يتحسن النمو إذا أسهمت الظروف المالية الميسَّرة وانخفاض التضخم في تسريع التعافي المحلي.

وأضافت: «قد يرتفع التضخم إذا زادت الأجور أو الأرباح أكثر من المتوقع، كما أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع أسعار الطاقة والشحن إلى الارتفاع، وتؤثر سلباً على التجارة العالمية. علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر. في المقابل، قد ينخفض التضخم إذا أدى انخفاض الثقة والمخاوف الجيوسياسية إلى إبطاء تعافي الاستهلاك والاستثمار، أو إذا كانت السياسة النقدية تعوق الطلب أكثر من المتوقع، أو إذا تفاقم الوضع الاقتصادي عالمياً. كما يمكن أن تزيد التوترات التجارية من عدم اليقين بشأن آفاق التضخم في منطقة اليورو».