المغرب: محاكمة جنائية لصحافي الشهر المقبل

دفاعه يشكك في الاتهامات ويربط الاعتقال بكتابته

TT

المغرب: محاكمة جنائية لصحافي الشهر المقبل

أعلن مسؤول قضائي مغربي، أمس، إحالة الصحافي توفيق بوعشرين الذي كان رهن الاعتقال الاحتياطي، على محاكمة جنائية الشهر المقبل، بتهمة «الاتجار بالبشر» و«الاغتصاب» و«التهديد بالتشهير». لكن دفاع الصحافي المتهم شكك في الاتهامات الموجهة إلى موكله، وربطها بكتاباته وعمله.
وقال الوكيل العام (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، إن الشرطة القضائية قدمت بوعشرين أمامه، أمس، وبعد استجوابه بحضور دفاعه، «تقرر إصدار أمر إحالته على غرفة الجنايات في حالة اعتقال، لمحاكمته من أجل الاشتباه بارتكابه لجنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد، والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب».
وأشار إلى أن بوعشرين ملاحق أيضاً بـ«جنح التحرش الجنسي، وجلب واستدراج أشخاص للبغاء، من بينهم امرأة حامل، واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل... وهي الأفعال التي يشتبه أنها ارتكبت في حق 8 ضحايا وقع تصويرهن بواسطة لقطات فيديو يناهز عددها 50 شريطاً مسجلاً على قرص صلب ومسجل فيديو رقمي». وحدد الثامن من الشهر المقبل موعداً لبدء المحاكمة.
وكان بوعشرين اعتقل مساء الجمعة الماضي من داخل مقر صحيفته للتحقيق معه، من دون الإفصاح عن التهمة الموجهة إليه. إلا أن النيابة العامة أصدرت لاحقاً بياناً أكدت فيه أن البحث القضائي الجاري مع بوعشرين تم «من أجل شكاوى تتعلق باعتداءات جنسية، سبق للنيابة العامة أن توصلت بها، وأنه لا علاقة للاعتقال بمهنة الصحافة»، بعد أن ذهبت التحليلات إلى أن بوعشرين اعتقل بسبب افتتاحياته المزعجة للسلطات ولجزء من الطبقة السياسية.
وشكك محمد زيان، عضو هيئة الدفاع عن بوعشرين، في كون شكاوى الاعتداء الجنسي هي التي أدت إلى اعتقال موكله. وقال في تصريحات لوسائل الإعلام، أمس، إن الاعتقال «له علاقة بالصحافة وبآرائه وكتاباته شئنا أم أبينا».
وكشف زيان أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية «رفضت 80 في المائة من الشكاوى التي تم التحقيق فيها». وربط بين اعتقال بوعشرين واعتقال الأكاديمي طارق رمضان في باريس بالتهمة نفسها، معتبراً أنها «إخراج رديء».
واحتجبت الافتتاحية الشهيرة لبوعشرين عن الظهور، في عدد أمس من صحيفة «أخبار اليوم»، وحل محلها البياض. وخلّف اعتقال بوعشرين، المعروف بافتتاحياته اللاذعة، ردود فعل واسعة.
وانتقد سياسيون وإعلاميون ومحامون الطريقة التي اعتقل بها، وعدوها «تراجعاً خطيراً»، بعد أن داهمت فرقة أمنية تتكون من 20 شرطياً مقر الصحيفة في الدار البيضاء لاعتقاله.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».