رئيس الاتحاد الإنجليزي تحت الشبهات بعد زيارته قطر

ما العائد من زيارة الدولة التي تحوم حولها اتهامات فساد للفوز باستضافة مونديال 2022؟

كلارك وضع نفسه تحت الشبهات بزيارته قطر
كلارك وضع نفسه تحت الشبهات بزيارته قطر
TT

رئيس الاتحاد الإنجليزي تحت الشبهات بعد زيارته قطر

كلارك وضع نفسه تحت الشبهات بزيارته قطر
كلارك وضع نفسه تحت الشبهات بزيارته قطر

إذا ما نظرنا إلى سجل رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، غريغ كلارك، في مجال العلاقات الدبلوماسية، فإن السؤال الواضح الذي يجب أن نطرحه عندما نعلم أنه قام بزيارة إلى قطر، كجزء من خطة الاتحاد للتعاون مع الاتحادات والبلدان الأخرى حول العالم، لا يجب أن يكون: «ما الخطأ في هذه الزيارة؟»، بل يجب أن يكون: «ما العائد من تلك الزيارة؟».
في أعقاب فضيحة الإهانات العنصرية للاعبة المنتخب الإنجليزي للسيدات إيني ألوكو، ظهرت تقارير في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي تشير إلى أن كلارك قد زار بالفعل ثلثي البلدان التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كجزء من برنامج عالمي للتوعية يهدف إلى محو الفكرة القائمة لدى نظرائه في اتحادات كرة القدم الوطنية في تلك البلدان، من أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يتسم بالتعجرف الشديد.
وكان من المفترض بالفعل أن يقوم تجار التجزئة غير الشرعيين بطباعة قمصان تذكارية للجولة التي قام بها كلارك للعالم الآسيوي والأفريقي، والتي ذهب خلالها الأسبوع الماضي إلى قطر، وتفقد ملعب خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة.
وفي حين أن التفاصيل الواردة في التقارير الرسمية عن زيارة كلارك لقطر كانت مبهمة وغير واضحة، لا يمكننا إلا أن نفترض أنه قد تم استضافته وتقديم التحية له في معسكرات العمل التي تضم العمال المهاجرين الذين قاموا ببناء الملعب الذي يتسع لـ40 ألف متفرج، ضمن خطة استضافة مونديال 2022، ومدينة أسباير الرياضية المحيطة.
ومن غير الواضح ما إذا كان كلارك قد شاهد المكان الذي سقط منه عامل البناء البريطاني زاك كوكس، ومات به قبل 13 شهراً بينما كان يعمل في هذا الملعب، على الرغم من أنه لم تكن هناك أي رواية رسمية من سلطات البلاد فيما يتعلق بالوفاة، وبالتالي فنحن لا نعلم على وجه التحديد ما إذا كان كلارك قد أثار هذه النقطة بالتحديد عند زيارته للدوحة أم لا.
ومن المؤكد أن فيرونيكا هاميلتون - ديلي، المحققة البريطانية التي ستجري التحقيق في وفاة كوكس، قد وجدت عدم تعاون من جانب السلطات في الدوحة عند الحديث عن الحادث الذي أودى بحياة المواطن البريطاني الذي كان في الأربعين من عمره. وقالت هاملتون - ديلي، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «لقد ثبت أنه من المستحيل تقريباً الحصول على المعلومات».
وبالنظر إلى أن مسؤولي الصحة العامة القطريين لم يردوا على طلبات للحصول على معلومات بشأن أسباب وفاة ما يقدر بنحو ألفين أو أكثر من عمال البناء المهاجرين منذ عام 2012، فإننا نعتقد أن هاملتون - ديلي سوف تنضم إلى هذا «الطابور الطويل» من طالبي المعلومات بشأن أسباب وفاة العمال، دون أي رد.
وفي تقرير نشر في عام 2016، كشفت منظمة العفو الدولية عن أن أولئك الذين يعملون على تجديد الملعب قد تعرضوا لمجموعة واسعة من الممارسات الاستغلالية، بما في ذلك «رسوم التوظيف العالية التي أجبرت كثيراً منهم على الحصول على قروض، ووعود كاذبة بشأن الأجر وطبيعة العمل عند تقديم العروض لهم، ومصادرة جوازات السفر الخاصة بهم، ووضعهم في مساكن قذرة ومكتظة، وتهديدهم في حال الحديث عن أوضاعهم». أما على الجانب الإيجابي، فقد انتهى العمل في هذا الملعب في الوقت المحدد على الأقل، على عكس ما يقوم به الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في مشروع تطوير ملعب ويمبلي!
ولا توجد أوجه تشابه بالطبع بين الملعبين. فعلى عكس ملعب ويمبلي، سوف يستضيف استاد خليفة مباريات كأس العالم في المستقبل القريب، وقد أشار الساخرون والمتشائمون إلى أنه فضلاً عن السعي إلى تسليط الضوء على السمعة المتغطرسة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فإن الرجل الذي وصف أخيراً اتهامات العنصرية الموجهة للاتحاد الإنجليزي بأنها «تافهة» يطوف العالم اليوم متذللاً على أمل الفوز بأصدقاء جدد والتأثير على الناس، قبل أن تقدم بريطانيا عرضاً لتنظيم نهائيات كأس العالم عام 2030.
لقد كنا هنا من قبل. ففي عام 2010، وقبل 8 أيام من التصويت على الدولة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2018، وافق الاتحاد الإنجليزي على مواجهة تايلاند في مباراة ودية من أجل كسب دعمهم في العرض الإنجليزي لاستضافة البطولة. وقد ألغى العرض بعد ذلك، ووصف فيما بعد من قبل رئيس لجنة الترشح، جيف تومسون، بأنه «شكل من أشكال الرشوة». ورغم أنه لا يوجد أي دليل على ارتكاب كلارك لأية مخالفة، فقد لوحظ أنه بعد التوقيع على مذكرة غامضة بعنوان «مذكرة تفاهم» مع الاتحاد القطري لكرة القدم في الدوحة، أعلن الاتحاد الإنجليزي أنه «سوف ينظر في إمكانية تنظيم مباريات ودية عبر مختلف الفئات العمرية بين البلدين».
وقد أعلن الجانب القطري أن الاتفاقية تركز على التعاون بين الطرفين، ومشاركة الخبرات في عدة مجالات رئيسية، تتضمن تطوير لعبة كرة القدم وقدرات ومهارات اللاعبين الشبان، إلى جانب المنتخبات النسوية.
وأشاد الشيخ حمد بن خليفة، رئيس الاتحاد القطري، بهذه الخطوة، وزيارة رئيس الاتحاد الإنجليزي، بقوله: «فخورون بتوقعينا لاتفاقية التعاون مع الاتحاد الإنجليزي لتعزيز علاقاتنا القائمة والقوية معهم. الاتفاقية تشمل تطوير أداء اللاعبين، وإدارة فرق كرة القدم، مع إمكانية تنظيم مباريات ودية بين منتخبي قطر وإنجلترا في مختلف الفئات العمرية».
وأضاف: «ركزنا من خلال الاتفاقية على تطوير كرة القدم ونشرها في دولة قطر. وتقدم الاتفاقية فرصة قيمة لتبادل التجارب والخبرات في مجالات مختلفة، كالمنتخبات الوطنية، وتنمية اللعبة على المستوى الشعبي. سيكون للاتفاقية أثر إيجابي مباشر على تطوير كرة القدم في قطر، في طريق استعداداتنا لاستضافة بطولة كأس العالم 2022».
ورغم أنه من السابق لأوانه جداً أن نشير إلى أن التاريخ بدأ يعيد نفسه، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين ما حدث في الماضي وما يحدث الآن. وبصرف النظر عن الأخلاق المشكوك فيها لكلارك، فإن وضع السياسة قبل المبادئ قد عاد بآثار سلبية مذهلة على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في كثير من المناسبات السابقة.
وقد درس حسن الذوادي، رئيس اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، القانون في جامعة شيفيلد، وزار إنجلترا في نوفمبر الماضي، واستقبله كلارك، وتبادلا قمصان كرة القدم خلال التقاط صور تذكارية تعلن ضمنياً عن تأييد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لنظام يتعامل مع حقوق الإنسان بطرق غير قانونية، في الوقت نفسه الذي فشلت فيه المحققة البريطانية فيرونيكا هاميلتون - ديلي في الحصول على أية معلومات من الدوحة حول تفاصيل وفاة المواطن البريطاني.
إن إعلان رئيس الاتحاد الإنجليزي عن سعادته بتوقيع اتفاقية التعاون هذه مع الاتحاد القطري يثير الشكوك حول خلفية الرجل، وقد يعيدنا لفتح ملف فساد الـ«فيفا» خلال عملية الاقتراع على مونديالي 2018 و2022. وكان تصريح كلارك الواضح عن دعم تطوير كرة القدم، الذي يعتبر هدفاً أساسياً لقطر خلال استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2022، محل إحباط لدولة عملت كثيراً على فضح فساد الـ«فيفا».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.