إغلاق كنيسة القيامة احتجاجاً على «فرض ضرائب»

يافطة علقت خارج أبواب كنيسة القيامة في القدس تعلن إغلاقها إلى إشعار آخر (إ.ب.أ)
يافطة علقت خارج أبواب كنيسة القيامة في القدس تعلن إغلاقها إلى إشعار آخر (إ.ب.أ)
TT

إغلاق كنيسة القيامة احتجاجاً على «فرض ضرائب»

يافطة علقت خارج أبواب كنيسة القيامة في القدس تعلن إغلاقها إلى إشعار آخر (إ.ب.أ)
يافطة علقت خارج أبواب كنيسة القيامة في القدس تعلن إغلاقها إلى إشعار آخر (إ.ب.أ)

أعلن البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، إغلاق كنيسة القيامة في القدس حتى إشعار آخر، احتجاجاً على فرض بلدية القدس ضرائب على ممتلكات الكنائس.
والخطوة غير المسبوقة أعلنت خلال مؤتمر صحافي عقده بطاركة ورؤساء كنائس القدس في ساحة كنيسة القيامة.
وأغلقت الكنيسة التاريخية أبوابها أمام المصلين والزوار.
وقال رؤساء الكنائس، في بيان: «إن فرض الضرائب على الكنائس في مدينة القدس هو خرق لكل الاتفاقيات القائمة والالتزامات الدولية التي تضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها، وهذا على ما يبدو محاولة لإضعاف الوجود المسيحي في المدينة».
وحذر البيان من تمرير مشروع من اللجنة الوزارية الإسرائيلية يفرض الضرائب على الكنائس في القدس، ويمكن أن تجري من خلاله مصادرة أراضي الكنائس في المدينة.ويفترض أن تكون اللجنة قد ناقشت مصير أراض كنسية، بما يسمح بمصادرتها لاحقاً.
وجاء الغضب المسيحي بعد قرار بلدية الاحتلال مخالفة التوجهات الحكومية الإسرائيلية، عبر فرض ضريبة الأملاك المعروفة بـ«الأرنونا» على الكنائس المقدسية. وتقول بلدية القدس إن الإعفاء الضريبي يتم فقط لدور عبادة وتعليم، وإن ممتلكات أخرى تابعة للكنيسة يجب أن تنضوي ضمن التسويات الضريبية.وأوضحت البلدية أنها ستجبي هذه الضريبة من مكاتب ومحال ومدارس.
وأصدر رئيس بلدية القدس، نير بركات، بياناً قال فيه: «إن كنيسة القيامة ودور العبادة الواقعة على أراض تابعة للكنائس معفاة من دفع الضريبة، وهذا الأمر لن يتغير، ولكن من غير المنطقي أن تكون مشاريع تجارية تقع على أراض كنسية معفاة هي الأخرى من هذه الضريبة، بمجرد كونها مبنية على هذه الأراضي»، وأضاف: «إن الدولة لم تسمح حتى الآن للبلدية بجباية هذه المبالغ الطائلة، التي تصل إلى 650 مليون شيقل (الدولار 3.48 شيقل)، وعليه يجب على الحكومة تعويض البلدية عن هذه الخسائر».
وتابع: «لن يسمح بأن يمول السكان هذه الميزانيات الباهظة».
وبحسب بركات، فإن البلدية ستواصل الحفاظ على العلاقات الطيبة والاحترام المتبادل مع كل الكنائس في المدينة، وستواصل دأبها في الاعتناء باحتياجاتها، والحفاظ على حرية العبادة.
لكن رؤساء الكنائس رفضوا بيان بركات، وقالوا إن إجراءات البلدية «تذكرنا جميعاً بقوانين مماثلة تم اتخاذها ضد اليهود خلال فترة مظلمة في أوروبا».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.