احتدام الاشتباكات بشمال العراق وتباين الموقف الإيراني

أمين عام «الناتو» يطالب بالإفراج «الفوري» عن الرهائن الأتراك في الموصل

احتدام الاشتباكات بشمال العراق وتباين الموقف الإيراني
TT

احتدام الاشتباكات بشمال العراق وتباين الموقف الإيراني

احتدام الاشتباكات بشمال العراق وتباين الموقف الإيراني

سيطر مقاتلو تنظيم "داعش" على بلدة تلعفر التي تسكنها أكثرية تركمانية في شمال غربي العراق الليلة الماضية، بعد قتال عنيف يوم أمس الاحد، ليشددوا بذلك قبضتهم على شمال البلاد.
وقال مسؤول بالمدينة، طلب عدم الكشف عن هويته، ان "المتشددين اجتاحوا المدينة. وقع قتال عنيف وقتل كثيرون"، حسبما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
من جهة أخرى، قال عبد العال عباس قائممقام تلعفر (380 كلم شمال بغداد) اكبر اقضية العراق والقريب من الحدود مع سوريا وتركيا في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك 200 ألف نازح والاشتباكات مستمرة داخل تلعفر". وأضاف "لدينا شهداء وجرحى وفوضى ونزوح"، داعيا "الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي الى ان ينقذونا من هذا الوضع".
من جهة أخرى، ذكر مصدر مسؤول رفيع المستوى في محافظة نينوى حيث يقع القضاء والتي خرجت معظم مناطقها عن سيطرة الدولة منذ اسبوع، ان المسلحين تمكنوا بعد هجوم شنوه في ساعة متأخرة من الليل من السيطرة اليوم على بعض أحياء القضاء. وأضاف ان "قضاء تلعفر يشهد حاليا سيطرة المسلحين على أبنية حكومية (...) ما عدا الأحياء الشمالية التي لا تزال تشهد اشتباكات".
على صعيد متصل، ضمن المستجدات الراهنة في العراق، دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرسن فو راسموسن، اليوم، الى الافراج الفوري عن أفراد طاقم دبلوماسي وأمني تركي يحتجزهم مسلحون في مدينة الموصل العراقية.
واحتجز مقاتلو جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام 49 تركيا بينهم أفراد قوات خاصة ودبلوماسيون وأطفال في القنصلية التركية يوم الاربعاء بعدما سيطروا على الموصل.
وقال راسموسن خلال زيارة لأنقرة "نتابع التطورات الخطيرة في العراق بقلق كبير. أدين الهجوم غير المقبول على القنصلية العامة في الموصل."
وقالت وزارة الخارجية التركية يوم السبت ان الدبلوماسيين والجنود المحاصرين في القنصلية بالموصل لم يكن أمامهم سوى الاستسلام بعدما حاصر مئات الاسلاميين المتشددين المدججين بالسلاح المبنى.
وذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أن الرهائن بخير وأن كل الجهود تبذل لتأمين اطلاق سراحهم هم ومجموعة ثانية تضم 31 تركيا من سائقي الشاحنات خطفهم التنظيم أيضا الاسبوع الماضي.
وتستمر الجهود الدبوماسية في المنطقة لمحاولة حل الأزمة، حيث اجرى رئيس وزراء كردستان العراق نجيرفان بارزاني اليوم زيارة غير معلنة الى طهران لبحث الوضع في العراق، حيث شنت الحكومة هجوما مضادا لوقف تقدم المسلحين، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
واعربت ايران عن دعمها للحكومة المركزية العراقية في وجه المسلحين في تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)" الذين سيطروا الاسبوع الفائت على مساحات واسعة من شمال ووسط البلاد، من بينها الموصل ثاني كبرى مدن العراق.
وأفادت وكالة مهر بأن بارزاني سيلتقي الامين العام لمجلس الامن القومي الاميرال علي شمخاني لبحث "الاحداث الاخيرة في العراق". ولم تكشف اي تفاصيل اضافية.
وتشارك القوات الكردية في المعارك ضد متمردي "داعش". واجاز هجوم المسلحين للقوات الكردية تثبيت سلطتها في أراض متنازع عليها منذ زمن طويل مع السلطات المركزية في بغداد، على غرار مدينة كركوك.
من جهتها، أعربت طهران عن استعدادها لمساعدة بغداد لكن من دون تدخل ميداني، مؤكدة ان القوات الحكومية العراقية قادرة على هزم المسلحين.
والسبت بدا ان الرئيس الايراني حسن روحاني لا يستبعد التعاون مع الولايات المتحدة ضد المسلحين، لكن شمخاني استبعد هذه الفكرة الاحد.
من جانبها، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاحد عن بدء مفاوضات مباشرة قريبا بين طهران وواشنطن من اجل التعاون لمساعدة بغداد.
ولكن قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، إن ايران لم تجر أي محادثات مع الأميركيين للتعاون المشترك في العراق.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن عبداللهيان القول:"طهران لم تتباحث مع المسؤولين الأميركيين للتعاون في هذا المجال أبدا، لأنها تعتقد أن الشعب والجيش العراقي قادران على حل هذه الأزمة المفتعلة".
وتباين الموقف الإيراني؛ إذ يذكر أنه تبادل وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني ويليام هيغ في اتصال هاتفي اليوم الاثنين وجهات النظر حول أزمة العراق والتطورات الجارية هناك، لم توضح وكالة الانباء الإيرانية (إرنا)، التي أوردت الخبر، المزيد من التفاصيل.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.