حركة فتح تستنكر تصريحات السفير القطري «المسيئة»

طالبته بالتراجع عن مواقفه التي «تكرس الانقسام»

السفير القطري محمد العمادي يغادر بسرعة بعد مؤتمره الصحافي في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ف.ب)
السفير القطري محمد العمادي يغادر بسرعة بعد مؤتمره الصحافي في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ف.ب)
TT

حركة فتح تستنكر تصريحات السفير القطري «المسيئة»

السفير القطري محمد العمادي يغادر بسرعة بعد مؤتمره الصحافي في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ف.ب)
السفير القطري محمد العمادي يغادر بسرعة بعد مؤتمره الصحافي في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ف.ب)

عبرت حركة فتح، اليوم (الأحد)، عن استنكارها لتصريحات السفير القطري في فلسطين، محمد العمادي، وعدتها تجاوزاً مقصوداً للدور الإنساني في غزة يهدف إلى تكريس الانقسام.
واعتبرت الحركة، في بيان، أن تصريحات العمادي الأخيرة «متناقضة مع ما تدعيه قطر لنفسها من دور إنساني في قطاع غزة، وهي بهذه التصريحات تنفي عن نفسها الصفة الإنسانية، إذ إنها تعبير عن مواقف غير مفهومة ومسيئة بحق القيادة الفلسطينية».
وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة «فتح»: «إن ما أدلى به العمادي من مواقف سياسية أمام وكالات الأنباء ضد الأخ الرئيس أبو مازن هو محاولة لاستغلال الوضع المأساوي في غزة، متنكراً لما نقدمه لأهلنا هناك من واجب الدعم والمساندة، وما نتقاسمه معهم من مال ودواء، منطلقين من اعتبار غزة الصامدة جزءاً ثابتاً وأصيلاً من مكونات البيت الفلسطيني».
وطالبت حركة فتح، السفير القطري، بالتراجع عن مواقفه، «التي تتساوق مع الحملات الهادفة إلى تكريس الانقسام وبث الفرقة بين أبناء شعبنا»، مؤكدة أن الرئيس الفلسطيني «يسعى بشكل دائم وحثيث لتأمين احتياجات أهلنا في غزة تماماً كباقي المحافظات الفلسطينية دون تفرقة أو تمييز».
وأكدت «فتح»، في بيانها، على أن «قطاع غزة هو ركن من أركان القضية الفلسطينية ومسؤولية وطنية لا تغادر أولويات العمل السياسي الفلسطيني مثلها مثل أي منطقة جغرافية فلسطينية أخرى».
وكان فلسطينيون هاجموا السفير القطري في مستشفى الشفاء بمدينة غزة الأسبوع الماضي، بعد انتهائه من مؤتمر صحافي حول المنحة الأميرية القطرية لدعم السكان، وأجبروه على المغادرة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.