أول صالون أدبي متخصص بالرواية في الكويت

مريم الموسوي
مريم الموسوي
TT

أول صالون أدبي متخصص بالرواية في الكويت

مريم الموسوي
مريم الموسوي

هل بدأ عصر التخصص الأدبي يظهر على الساحة الثقافية فيما يخض المنتديات، وهل سيعزل هذا التخصص كل أصحاب جنس أدبي إلى ركن خاص بهم؟
في الكويت يبدو أن هذا العصر قد بدأ بالظهور فعلياً، فبعد أن اتخذ الشعراء بيتاً لهم في رابطة الأدباء، قرر الروائيون أن يكون لهم بيتهم أيضاً، ولكن أطلقوا عليه اسم «الصالون»، على غرار مسميات الصالونات الأدبية، ولكن الأخيرة كانت شاملة وعامة لكل أنواع الأدب. وبذلك يكون الصالون الروائي الجديد، الذي ترأسه الروائية مريم الموسوي، هو أول صالون متخصص في الرواية في الكويت التي تشهد الكثير من الملتقيات الثقافية، منها ما يتبع مؤسسات رسمية، والآخر أسسه أفراد إما في بيوتهم وإما في المقاهي.
وكي نعرف مدى حاجة الساحة الثقافية في الكويت إلى صالون متخصص في الرواية، علينا أن نقرأ المشهد الروائي أولاً، فقد شهدت الكويت حضوراً لافتاً في السنوات العشر الأخيرة، وحسب صاحب دار نشر هو عبد الوهاب السيد، الذي يكتب الرواية أيضاً، فإن أكثر المبيعات تكون لصالح الرواية. ويمكن أن نؤرخ للرواية في الكويت بفترتين زمنيتين: قبل التسعينات وبعدها، فقبل التسعينات كان عدد الروائيين قليلاً جداً قياساً إلى الباب الذي انفتح على اتساعه بعد التسعينات، ودخلت مجموعة شبابية هائلة من الجنسين إلى عالم الرواية، كما تمكنت الرواية الكويتية من الحصول على جوائز رفيعة مثل جائزة «بوكر» من خلال الكاتب سعود السنعوسي، إضافة إلى جوائز أخرى محلية وعربية، ونشطت الدورات المتعلقة بالكتابة الروائية بشكل غير مسبوق. كل هذا الزخم جعل من إنشاء صالون متخصص في الرواية أمراً مشروعاً، بل ربما حاجة ضرورية لتنمية القدرات وصقلها.
مريم الموسوي رئيسة صالون الرواية تجد مبررات مقنعة لانتشار الفن الروائي فتقول: «الرواية هي الشكل الأكبر من النثر الذي يفحص فيه المؤلف حتى النهاية وعبر ذوات تجريبية (الشخصيات) بعض الجوانب الوجودية، ففي الرواية يتم انتقاء أكثر الكلمات دقة وأشد الجمل عمقاً لتحاكي سلسلة من الأحداث تمر بها شخصيات متعددة يتفاعل كل منها تبعاً لحالته النفسية والخبرات السيكولوجية التي مرّ بها».
وتضيف: «الرواية ليست مجرد حكاية قد يتصارع فيها الخير والشر وينتصر أحدهما على الآخر... إنها دراسة لأعماق النفس البشرية ورسالة ثائرة على الظلم، وفلسفة وجودية... الرواية هي المحرّك لأسئلة خامدة في رؤوسنا... ولكل قارئ الحق في تأويلها مستنداً إلى رؤيته وزاويته الخاصة... من هذا المنطلق يسعدني أن أتاحت لنا رابطة الأدباء الكويتيين الفرصة لإقامة (صالون الرواية) الذي نستطيع من خلاله التعرف على أفكار الكاتب المُختبئة خلف الكلمات، ومناقشتها مع وجهة نظر القارئ ورؤيته... الأمر الذي يفتح مجالاً لتوسعة الأفق وتنمية الخيال لدى القارئ والكاتب معاً»
وتشرح مريم الموسوي أهداف الصالون: «صالون الرواية يهدف إلى تطوير الأقلام الشبابية من خلال إقامة دورات تدريبية وورش عمل فيما يخص كتابة الرواية، كما نحاول تطوير مهارة القراءة التحليلية، وذلك بإقامة حوارات مفتوحة مع أبرز الروائيين والاستفادة من خبرتهم وتجربتهم في الكتابة».



انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
TT

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء والموهوبين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، ويشارك فيه أكثر من 300 موهوب ومتحدثون محليون ودوليون من أكثر من 50 دولةً، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ونيابة عنه، افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» بالعاصمة السعودية، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات بين «موهبة» وعدد من الجهات.

أمير الرياض خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر (واس)

ورفع أمين عام «موهبة» المكلف الدكتور خالد الشريف، كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر، ودعمه المستمر لكل ما يُعزز ريادة السعودية في إطلاق المبادرات النوعية التي تمثل قيمة مضافة لمستقبل الإنسانية، مثمناً حضور وتشريف أمير منطقة الرياض لحفل الافتتاح.

وقال الدكتور الشريف: «إن قيادة السعودية تؤمن بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين باعتبارهم الركيزة الأساسية لازدهار الأوطان والطاقة الكامنة التي تصنع آفاقاً مستقبلية لخدمة البشرية»، مشيراً إلى أن العالم شاهد على الحراك الشامل لمنظومة تنمية القدرات البشرية في المملكة لبناء قدرات الإنسان والاستثمار في إمكاناته، في ظل «رؤية السعودية 2030»، بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية.

وأكد الدكتور الشريف أن هذا الحراك يواكب ما يزخر به وطننا من طاقات بشرية شابة موهوبة ومبدعة في شتى المجالات، يتجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالمية، وهو ما مكن المملكة من أن تصبح حاضنة لألمع العقول العالمية الموهوبة والمبدعة، وحاضرة إنسانية واقتصادية واعدة بمستقبل زاهر ينعكس على العالم أجمع.

وأوضح أن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بنسخته الثالثة يشكّل منصةً ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم، لتستلهم معاً حلولاً مبتكرة تعزز جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتبرز الفرص، وتعزز التعاون الإبداعي بين الشعوب.

انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي (واس)

ولفت النظر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي؛ حيث أمضت 25 عاماً في دعم الرؤى بعيدة المدى للموهبة والإبداع، وباتت مشاركاً رئيسياً في المنظومة الداعمة لاكتشاف ورعاية الطاقات الشابة الموهوبة والمبدعة، بمنهجية تُعد الأكثر شمولاً على مستوى العالم لرعاية الأداء العالي والإبداع.

عقب ذلك شاهد أمير منطقة الرياض والحضور عرضاً مرئياً بمناسبة اليوبيل الفضي لإنشائها، وإنجازاتها الوطنية خلال الـ25 عاماً الماضية، ثم دشن «استراتيجية موهبة 2030» وهويتها المؤسسية الجديدة، كما دشن منصة «موهبة ميتا مايندز» (M3)، وهي منصة عالمية مصممة لربط ودعم وتمكين الأفراد الموهوبين في البيئات الأكاديمية أو قطاعات الأعمال، إلى جانب تدشين الموقع الإلكتروني الجديد لـ«موهبة»، الذي تواصل المؤسسة من خلاله تقديم خدماتها لجميع مستفيديها من الموهوبين وأولياء الأمور.

ويهدف المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع إلى إظهار إمكانات الموهوبين، وتطوير نظام رعاية شامل ومتكامل للموهوبين، وتعزيز التكامل والشراكات الاستراتيجية، وتحسين وتعزيز فرص التبادل والتعاون الدولي، ويشتمل المؤتمر على 6 جلساتٍ حوارية، و8 ورش عمل، وكرياثون الإبداع بمساراته الـ4، ومتحدثين رئيسيين؛ حيث يسعى المشاركون فيها إلى إيجاد الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المعاصرة، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافيةً متنوعةً على هامش المؤتمر.