رئيس أركان الجيش المصري يشهد أكبر التدريبات البحرية «كليوباترا 2018»

تشارك في أنشطة قتالية للقضاء على الإرهابيين

جانب من تدريب القوات نشرها المتحدث العسكري على صفحته بـ«فيسبوك» أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من تدريب القوات نشرها المتحدث العسكري على صفحته بـ«فيسبوك» أمس («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس أركان الجيش المصري يشهد أكبر التدريبات البحرية «كليوباترا 2018»

جانب من تدريب القوات نشرها المتحدث العسكري على صفحته بـ«فيسبوك» أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من تدريب القوات نشرها المتحدث العسكري على صفحته بـ«فيسبوك» أمس («الشرق الأوسط»)

شهد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، المرحلة النهائية للتدريب المصري الفرنسي المشترك «كليوباترا 2018»، الذي يعد من أكبر التدريبات البحرية المشتركة بنطاق البحر الأحمر، وذلك في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الصديقة والشقيقة. بحضور الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، وقائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي، وعدد من قادة القوات المسلحة.
وبحسب بيان في الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس، شارك في التدريب عدد من الوحدات البحرية المصرية ممثلة في حاملة المروحيات طراز «ميسترال»، ووسائط الإبرار والفرقاطات، ولنشات الصواريخ والوحدات الخاصة البحرية، وعناصر من القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي والمنطقة الجنوبية العسكرية، بجانب وحدات من البحرية الفرنسية من حاملات المروحيات والفرقاطات والقوات الخاصة بالبحرية الفرنسية.
واشتمل التدريب على تنفيذ كثير من الأنشطة القتالية متمثلة في رمايات المدفعية السطحية بالذخيرة الحية، ومكافحة الغواصات والدفاع ضد التهديدات غير النمطية، وتبادل وسائط الإبرار وتبادل الهليكوبتر من أسطح الحاملات ليلاً ونهاراً، وتنفيذ تشكيلات إبحار نهاري وليلي وتمارين مواصلات وحق الزيارة والتفتيش، ومعركة تصادمية بين التشكيلات البحرية من خلال فتح مراكز قيادة وسيطرة مشتركة.
وقد تضمنت المرحلة النهائية للتدريب «كليوباترا 2018» تنفيذ عملية إبرار بحري متكامل لأول مرة على أحد جزر البحر الأحمر، بدأت بدفع مجموعات الاستطلاع على الجزيرة، تلاها التمهيد النيراني ومسح الشاطئ، وإنزال قوات الإبرار الرئيسية من عناصر الوحدات الخاصة البحرية والقوات البرية بواسطة وسائط الإبرار من خلال الحاملات المصرية والفرنسية.
وظهر من خلال التدريب مدى خبرة وكفاءة العناصر المشاركة من الجانبين في التخطيط وإدارة أعمال القتال البحري المشترك مع بحريات الدول الصديقة، وتحقيق السيطرة المستمرة على الوحدات البحرية المشتركة في التدريب، واكتساب القادة والضباط وأطقم الوحدات البحرية المهارة الفائقة في التنفيذ والتعامل مع التهديدات المختلفة السطحية والجوية وتحت السطح والتهديدات غير النمطية.
وفي نهاية التدريب، أشاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بعمق العلاقات المصرية الفرنسية وانعكاس ذلك على التعاون العسكري بين البلدين في كل المجلات، والتي كان من أثرها حصول القوات البحرية المصرية على كثير من الوحدات البحرية التي تقوم بتنفيذ الأنشطة القتالية لمكافحة الإرهاب، من خلال العملية الشاملة سيناء 2018، كما وجه الشكر لجميع العناصر المشاركة من الجانبين على الأداء المتميز والاحترافية في التنفيذ لتدريبات نوعية تنفذ لأول مرة.
وكانت العملية العسكرية الشاملة بسيناء قد انطلقت في التاسع من فبراير (شباط) الحالي، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية». وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة» لاقتلاع الإرهاب من جذوره، وفرض الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء شمال شرقي البلاد.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».