بري يدعو إلى «انتفاضة دستورية» بعد الانتخابات

TT

بري يدعو إلى «انتفاضة دستورية» بعد الانتخابات

دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري إلى «انتفاضة دستورية بطرق سياسية وتطوير القانون الانتخابي بعد الانتخابات النيابية»، وحثّ على وجوب الموافقة على خفض سن الاقتراع، وتجديد الحياة السياسية، وتداول السلطة مع الأجيال الشابة.
وأكد خلال حوار مع طلاب الجامعة اللبنانية - الأميركية في مجلس النواب أنّه ضد التوريث السياسي، قائلاً: «لست ابن بيك ولا أنا بيك ولا ابني سيكون بيكا، ونبيه بري لا يورث بالسياسة». وأضاف: «أشكر نفسي أنني استطعت القضاء على الإقطاع في جنوب لبنان بعد أن كان مركز الإقطاع الأساسي في قلعة تبنين. أنا في خط الأمام موسى الصدر وهذا الخط ليس وراثياً».
واعتبر بري أنّ «الطوائف نعمة في لبنان والطائفية نقمة»، مشدداً على أن «الرقابة الحقيقية في مجلس النواب تكون من خلال المحاسبة في موضوع الفساد». وقال: «لكننا في لبنان لا نستطيع المحاسبة بسبب المنطلقات الطائفية».
وشبّه بري مجلس النواب بـ«مؤسسة مصغرة تشبه إلى حد ما منظمة الأمم المتحدة تضم ممثلين عن الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والقوى السياسية»، داعياً لـ«دراسة مفهومنا حول الديمقراطية التوافقية، والدبلوماسية البرلمانية من أجل قضايا لبنان، وعلى رأسها الدبلوماسية في مواجهة الاحتلال».
وأوضح أن «دراسة لبنان كنموذج تستدعي الانتباه إلى التهديد الذي تمثله إسرائيل، كما أن اقتصاده الحر ونظامه المصرفي يشكلان منافساً اقتصادياً لها»، معتبراً أن «المقاومة في لبنان نموذج لمقاومة الشعوب ومقاومة الاحتلال، وهذا النشاط يجب إظهاره، كما علينا كشف أطماع إسرائيل في مواردنا المالية، وهذا الملف يحتاج إلى الفهم التام بالقوانين الدولية». وأضاف: «يجب أن تكشف دبلوماسيتنا الدولية خروقات إسرائيل لقرارات مجلس الأمن، لا سيما 425 و1701»، مشدداً على أن «لبنان لعب أدواراً تاريخية لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين تبقى القضية المركزية».
ورداً على سؤال، اعتبر بري أن «القانون النسبي أكثر من ضرورة إلى لبنان، ولكن ليست هذه النسبية التي أحلم بها، فهي تكون بدوائر جغرافية أكبر كي لا يسيطر عليها العنصر الطائفي»، وقال: «فشلت 3 مرات في موضوع الحوار خلال العمل على إلغاء الطائفية السياسية».
وتناول رئيس المجلس النيابي ملف النزوح السوري، فأشار إلى وجود عدد أكبر من الطلاب السوريين في المدارس الرسمية من عدد الطلاب اللبنانيين، مؤكداً أن «مؤسسات الدولة لم تقصر في عرض الأمر أمام المؤسسات الدولية، وحل أزمة النازحين السوريين يجب أن تكون ضمن إطار إعادتهم إلى سوريا». كما دعا بري الطلاب الذين حاورهم على مكافحة الإرهاب من خلال التمسك بـ«لبنان بالتعايش»، مشدداً على «أهمية تجفيف منابع الإرهاب، وعلى الوحدة كأساس لكل عمل ناجح».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.