صحافيون ومحامون يشجبون اعتقال إعلامي مغربي معروف بـ «افتتاحياته اللاذعة»

TT

صحافيون ومحامون يشجبون اعتقال إعلامي مغربي معروف بـ «افتتاحياته اللاذعة»

اعتقلت السلطات المغربية مساء أول من أمس الصحافي توفيق بوعشرين، مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم»، والموقع الإلكتروني «اليوم 24» للتحقيق معه، من دون الإفصاح عن التهم الموجهة إليه.
وأعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أنه «بناء على شكاوى توصلت إليها النيابة العامة، أمرت هذه الأخيرة بإجراء بحث قضائي مع توفيق بوعشرين، كلفت به الفرقة الوطنية للشرطة القضائية». وأوضح البيان أنه «من أجل ضمان مصلحة البحث، وحفاظاً على سريته، وصوناً لقرينة البراءة، فإنه يتعذر في هذه المرحلة الإفصاح عن موضوع الشكاوى». وكشف الموقع الإلكتروني «اليوم 24»، الذي يرأس إدارة نشره بوعشرين، أن 20 عنصراً من قوات الشرطة داهموا بشكل مفاجئ مقر صحيفة «أخبار اليوم» بالدار البيضاء، وأمر عناصر الأمن كاتبة المقر بعدم الرد على أي مكالمة واردة، فيما جرى منع بوعشرين من مغادرة مقر الصحيفة، قبل أن يجري اقتياده إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة، حيث خضع للتحقيق. وأحيل بعد ذلك إلى الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة لاستكمال البحث. كما كشف الموقع أن عناصر الأمن أوقفت ابتسام مشكور، مديرة نشر موقع «سلطانة»، التابع للمجموعة الإعلامية ذاتها، كما توصلت موظفتان بالصحيفة والموقع الإلكتروني باستدعاء للحضور إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء للاستماع إليهما على خلفية اعتقال بوعشرين.
وخلف اعتقال بوعشرين، المعروف بافتتاحياته اللاذعة التي ينتقد فيها بعض الممارسات السياسية في البلاد، ردود فعل واسعة، وانتقد سياسيون وإعلاميون ومحامون الطريقة التي اعتقل بها، وعدوها «تراجعاً خطيراً». وقال محمد الخليفة، الوزير السابق والقيادي في حزب الاستقلال، إنه «لم يسبق في تاريخ المغرب أن اعتقلت النيابة العامة مواطناً بناء على شكاوى من مواطنين، كما لم يسبق أن تم اعتقال شخص مع إخفاء التهمة المنسوبة إليه»، مشدداً على أن «المسطرة الجنائية لا تسمح بهذا الاعتقال، خصوصاً بالطريقة التي تم بها». بدوره، عبر عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن رفضه الطريقة التي تمت بها مداهمة مقر جريدة «أخبار اليوم»، وقال إنها طريقة «غير مقبولة»، مشيراً إلى أن «الأسباب الحقيقية للاعتقال ما زالت غامضة».
وكشف محامون انتقلوا ليلة أول من أمس إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أنه لم يسمح لهم ولا لأفراد عائلتهم بلقاء بوعشرين. ويعرف عن الصحافي بوعشرين قربه من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، متزعم الائتلاف الحكومي، وأحد المدافعين عن توجهاته السياسية، لا سيما في عهد أمينه العام السابق عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة الأسبق، وظلت افتتاحياته المؤيدة لابن كيران مصدر إزعاج كبيراً لخصوم الحزب السياسيين.
وواجه بوعشرين دعاوى من وزراء اتهموه فيها بالتشهير، كما رفع هو أيضاً دعوى مماثلة، كان آخرها الدعوى التي رفعها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية ضده، حيث دانت محكمة بوعشرين بتهمة السب والقذف في حق الوزيرين، على خلفية نشر خبر نزع صلاحيات رئيس الحكومة السابق ابن كيران، في مشروع قانون المالية لسنة 2016.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.