الشياطين الحمر يتطلعون إلى إحكام قبضتهم على الوصافة

معركة الابتعاد عن منطقة الهبوط تتواصل في الدوري الإنجليزي والمفاجآت واردة

TT

الشياطين الحمر يتطلعون إلى إحكام قبضتهم على الوصافة

تطغى المواجهة بين المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أنطونيو كونتي على القمة التي تجمع فريقيهما مانشستر يونايتد وتشيلسي غدا الأحد في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم. وستكون الأنظار شاخصة على دكة بدلاء الفريقين، إذ إنه قبل نحو عام، فصل الحكم الرابع بين المدربين اللذين دخلا في حرب كلامية في يناير (كانون الثاني) حين اتهم مورينيو منافسه بأنه يتصرف «مثل المهرج» على خط الملعب، كما أنه لمح إلى علاقة كونتي بالتلاعب بنتائج المباريات في إيطاليا، لكن الأخير أكد أنه «لن ينسى» تعليقات منافسه.
وأقيل مورينيو من تدريب تشيلسي قبل نحو عامين بسبب سوء النتائج لينتقل إلى مانشستر يونايتد، حيث قاده إلى لقب كأس إنجلترا ثم لقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الموسم الماضي. تولى كونتي المهمة خلفا لمورينيو في تشيلسي وقاده إلى لقب الدوري الإنجليزي في موسمه الأول مع الفريق، لكنه يواجه ضغوطات كبيرة هذا الموسم بسبب تذبذب النتائج. وفي ظل اقتراب مانشستر سيتي من إحراز اللقب بابتعاده في الصدارة بفارق 16 نقطة عن مانشستر يونايتد أقرب منافسيه وله 56 نقطة، فان قمة «أولد ترافورد» ستكون مهمة في الصراع على المراكز الثاني والثالث والرابع، إذ يحتل تشيلسي حامل اللقب المركز الرابع برصيد 53 نقطة. ويفصل ليفربول بين يونايتد وتشيلسي وله 54 نقطة. ويخوض مانشستر سيتي مباراة قمة في هذه المرحلة لكنها مقررة الخميس المقبل في ضيافة آرسنال السادس، وذلك بسبب لقائهما غدا في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على ملعب ويمبلي.
وتأتي مباراة القمة بين يونايتد وتشيلسي في توقيت غير مناسب للأول، بعد خسارته أمام نيوكاسل في المرحلة الماضية صفر – 1، وهي الخسارة الثانية لفريق مورينيو في آخر ثلاث مباريات في الدوري بعد أن سقط أمام توتنهام في المرحلة الخامسة والعشرين بالنتيجة ذاتها. كما تأتي في ظل توتر العلاقة بين مورينيو ونجمه الفرنسي بول بوغبا، فبعد أن أبعده عن مباراة هادرسلفيد في المرحلة قبل الماضية بعد أداء متواضع أمام توتنهام، أشركه في التشكيلة الأساسية أمام نيوكاسل ثم أخرجه في الشوط الثاني وأدخل مايكل كاريك بدلا منه. وكان مورينيو نفى الإشاعات التي تحدثت عن تردي علاقته بلاعب الوسط الفرنسي واصفا إياها بأنها «أكاذيب».
وتراجع مستوى بوغبا الذي عاد إلى مانشستر يونايتد قادما من يوفنتوس مقابل 5.‏100 مليون يورو في أغسطس (آب) 2016، في الأسابيع الأخيرة وقد استبدله مدربه مرتين في آخر ثلاث مباريات، بيد أن مورينيو نفى بشدة وجود أي مشكلة بينه وبين الدولي الفرنسي. وقال مورينيو متوجها إلى الصحافيين «أعتقد أنكم لطفاء بأسئلتكم عندما تتحدثون عن وجود (الكثير من الإشاعات) والأصح أن تقولوا (الكثير من الأكاذيب)». وأضاف: «أستطيع الحديث بالنيابة عن بول من دون أي مشكلة. لقد أقر بول بأنه لم يلعب جيدا في المباريات الأخيرة وهذا كل ما في الأمر». واعترف مورينيو أن بوغبا «لم يلعب جيدا» في المباريات الأخيرة وقال: «الآن، إنها مشكلتي ومشكلة بول للتعامل مع هذا الأمر لمحاولة تطوير عروضه».
في المقابل، استعاد تشيلسي في المرحلة الماضية نغمة الانتصارات بعد خسارتين متتاليتين، إثر تغلبه على وست بروميتش ألبيون متذيل الترتيب 3 - صفر. وخفف الفوز من الضغوط على كاهل كونتي محليا بعد النتائج المخيبة في الآونة الأخيرة، إذ إن تقارير إعلامية عدة تحدثت عن قرب إقالته وطرحت أكثر من اسم لخلافته، لكنه بقي متماسكا وأكد الفاشل هو من يبحث عن الأعذار. وقدم تشيلسي أداء جيدا أمام برشلونة الإسباني الثلاثاء في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث تقدم بهدف لنجمه البرازيلي ويليان، قبل أن ينقذ الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه من الخسارة. ويلتقي الفريقان في إسبانيا في 14 مارس.
قال إدين هازارد، لاعب وسط فريق تشيلسي: «نحن بحاجة لإنهاء الموسم في المربع الذهبي، هذا هو هدفنا. أمامنا 11 مباراة ويجب أن نقدم كل شيء لتحقيق هذا». من جانبه قال ويليان لاعب وسط تشيلسي لقناة «سكاي» عقب التعادل 1 - 1 مع برشلونة: «لدينا ثقة. يمكننا أن نذهب إلى هناك وتقديم عمل رائع أمام مانشستر يونايتد». لعب أيضا مانشستر في دوري أبطال أوروبا، وانتزع تعادلا سلبيا أمام مضيفه إشبيلية الإسباني الأربعاء بفضل حارس مرماه الإسباني الرائع ديفيد دي خيا. وقال المدافع فيكتور ليندولف: «إنها جولة مهمة بالنسبة لنا - الآن ينبغي علينا العودة لمدينة مانشستر، وأن نرتاح ونتعافى لأن لدينا مباراة مهمة أخرى». ويتحين ليفربول صاحب العروض الهجومية الجيدة في الفترة الأخيرة بقيادة الهداف المصري محمد صلاح الفرصة لانتزاع المركز الثاني من مانشستر يونايتد، وهو سيخوض اختبارا في المتناول مع ضيفه وستهام الثاني عشر. ويحل توتنهام الخامس برصيد 52 نقطة ضيفا على كريستال بالاس في مباراة سهلة يسعى من خلالها للدخول إلى نادي الأربعة الأوائل. ويتطلع توتنهام لمواصلة الأداء الجيد الذي يقدمه عندما يواجه كريستال بالاس، الذي يبتعد بنقطة عن المراكز المهددة بالهبوط. لم يخسر توتنهام في آخر تسع مباريات بالدوري، وتضمنت هذه المباريات الفوز على مانشستر يونايتد وآرسنال والتعادل مع ليفربول. وقال كريستيان إريكسن لاعب وسط توتنهام: «بدأنا الموسم بشكل جيد، وتراجعنا، والآن استعدنا مستوانا في الأشهر القليلة الماضية. الحصول على سبع نقاط أمام مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال، كان إنجازا عظيما ويعطينا ثقة كبيرة لمواصلة تقدمنا».
وفي الأسبوع الذي يبدأ فيه العد التنازلي نحو نهاية الموسم مع تبقي عشر جولات على الختام، بدأت المنافسة تشتد على جميع المراكز. ويمكن مشاهدة ذلك أيضا على الجانب الآخر من الجدول، إذ تفصل خمس نقاط فقط بين صاحب المركز العاشر ومنطقة الهبوط. ويلعب وست بروميتش ألبيون متذيل الترتيب ضد هادرسلفيد تاون باستاد هوثورنز اليوم حيث سيسعى لإيقاف سلسلة من ثلاث هزائم متتالية. وقالت وسائل إعلام بريطانية إن هذه المباراة ستكون الأولى في مباراتين يجب فيهما على آلان باردو مدرب وستبروميتش ألبيون إنقاذ منصبه.
وتبدأ المباريات بزيارة ستوك سيتي إلى ليستر سيتي بعدما فشل الفريقان في الفوز في آخر ثلاث مباريات لكل منهما. ويمكن لساوثهامبتون صاحب المركز 18 الخروج من منطقة الخطر لو فاز على مستضيفه بيرنلي الذي لم ينتصر في آخر 12 مباراة منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول). وحصد فريق المدرب شون دايك نقطتين فقط في الدوري هذا العام مما أفسد بدايته الرائعة للموسم. ويلعب برايتون آند هوف ألبيون ضد سوانزي سيتي المتعثر اليوم أيضا فيما يلتقي واتفورد مع إيفرتون باستاد فيكاريدج رود.


مقالات ذات صلة

مصريون لتشجيع «السيتي» بعد سنوات من دعم «الريدز»

رياضة عالمية اللاعب المصري عمر مرموش (إنستغرام)

مصريون لتشجيع «السيتي» بعد سنوات من دعم «الريدز»

تصدَّرت أنباء انتقال اللاعب المصري، عمر مرموش، من الدوري الألماني إلى نظيره الإنجليزي (البريميرليغ) اهتمام الرأي العام الرياضي في مصر.

رشا أحمد (القاهرة )
رياضة عالمية نونيز يسدد ويهز شباك برنتفورد بهدفه الأول (أ.ف.ب)

ثنائية نونيز تمنح ليفربول فوزاً مثيراً على برنتفورد في الدوري الإنجليزي

أصبح فريق نيوكاسل مهدداً بفقدان المركز الرابع بجدول الترتيب إثر تلقيه أول خسارة بعد 6 انتصارات متتالية سجل داروين نونيز مهاجم ليفربول هدفين في توقيت قاتل،

«الشرق الأوسط» ( لندن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا «قلق للغاية» لإصابة ساليبا بعد التعادل مع فيلا

تفاقمت مشكلة إهدار أرسنال لنقطتين في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد تعادله 2-2 مع أستون فيلا اليوم السبت بسبب إصابة وليام ساليبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية ريتشارليسون (رويترز)

ريتشارليسون يخطط للرحيل عن توتنهام إلى الدوري السعودي

كشف موقع «فوتبول إنسايدر» عن أن مهاجم توتنهام، ريتشارليسون، أبلغ أصدقاءه برغبته في مغادرة النادي اللندني، حيث يخطط للانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ف.ب)

سلوت: راودتني الشكوك قبل الفوز على برنتفورد

اعترف أرنه سلوت بأنه شعر بخوف أن يعيد التاريخ نفسه، إذ عانى ليفربول ضد برنتفورد اليوم السبت، قبل أن يسجل البديل داروين نونيز هدفين.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».