«داعش» يسعى لكسب سكان الموصل بالماء والكهرباء.. وأسعار مخفضة

نازحون إلى كردستان يعودون ويعدون المسلحين «محررين»

«داعش» يسعى لكسب سكان الموصل  بالماء والكهرباء.. وأسعار مخفضة
TT

«داعش» يسعى لكسب سكان الموصل بالماء والكهرباء.. وأسعار مخفضة

«داعش» يسعى لكسب سكان الموصل  بالماء والكهرباء.. وأسعار مخفضة

بدأ عدد من نازحي الموصل في العودة إلى مدينتهم، بعد أن تركوها بسبب سيطرة مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عليها الأسبوع الماضي، موضحين أن الأوضاع الأمنية المستقرة في المدينة جعلتهم يقررون العودة، فيما أكدت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن عدد النازحين في أربيل ودهوك بإقليم كردستان ما زال كبيرا، وأن عددا قليلا من العائلات النازحة عادت إلى محافظة نينوى.
وقال المواطن جمال كريم، الذي كان يستعد مع عائلته للعودة إلى الموصل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نعم أعود للموصل، لأن ما حدث فيها ثورة شعبية لا علاقة لها بتنظيم (داعش)». وتابع «قررت الرجوع بعد توفر الأمن بالدرجة الأولى في نينوى. لم يبق قتل ولا تفجيرات». وأضاف هذا المواطن الموصلي أن العشرات من أقاربه الذين بقوا في الموصل اتصلوا به وطلبوا منه العودة لاستقرار الوضع في المحافظة وكل المناطق السنية، مستدركا بالقول «خوفنا فقط من قصف الحكومة ومن البراميل المتفجرة والقصف الكيماوي، أما الموجودون في المدينة حاليا من المسلحين فلا يؤذون أحدا.. فتحوا الدوائر ويحاولون تقديم الخدمات للمواطنين».
عامر بكر، مواطن آخر قرر العودة مع أسرته إلى الموصل أسوة بعشرات العائلات النازحة الأخرى التي شاهد مراسل «الشرق الأوسط» سياراتها عائدة إلى محافظة نينوى. وقال عامر «هناك هدوء في المدينة. أقاربي الباقون فيها أخبروني بذلك فقررت أن أعود. لم يبق هناك تدهور أمني».
وحيدة سليم، مواطنة موصلية، كانت هي الأخرى عائدة مع عائلتها إلى الموصل. وقالت إن القادمين من أقاربها أبلغوهم بأن الوضع في الموصل «هادئ، ولا وجود لأي اضطرابات أو توتر، لكن هناك تخوفا من هجوم حكومي».
ويبدو أن لـ«إغراءات» تنظيم «داعش» دورا في إقناع بعض النازحين بالعودة، حسب وكالة «أسوشييتد برس» التي أشارت إلى وعود بشأن غاز وطعام رخيصين وخدمات ماء وكهرباء أفضل من السابق. ووصف النازح العائد الثمانيني «أبو ثائر» مسلحي «داعش» بأنهم «محررون»، وقال «أدعو الله أن ينصرهم على قمع المالكي». بدوره، قال سائق سيارة الأجرة «أبو محمد»: «نرى أنهم جعلوا المدينة أفضل». وأضاف «الماء عاد والكهرباء عادت والأسعار أقل».
من جانبها، أكدت عالية البزاز، مديرة مكتب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في إقليم كردستان، عودة عدد من العوائل النازحة إلى الموصل، مشيرة إلى أن الوزارة لا تملك إحصائية محددة بعدد العائدين، موضحة أنه لم يجر حتى الآن توزيع المساعدات المالية من قبل بغداد على النازحين. وعزت تأخير عملية التوزيع إلى عدد من الإجراءات لضمان توزيعها بشكل عادل.
بدوره، ناقش برلمان كردستان، في جلسة مغلقة أمس، الوضع الراهن في العراق وأوضاع المناطق المتنازع عليها ووجود قوات البيشمركة في تلك المناطق. وقال سوران عمر، رئيس لجنة حقوق الإنسان في برلمان الإقليم «إن هناك عددا هائلا من النازحين في الإقليم من الموصل، وبدأ تدفق عدد كبير من النازحين خلال الساعات القليلة الماضية من تكريت وجلولاء إلى الإقليم، بالإضافة إلى وجود نحو 230 ألف نازح آخر من الفلوجة والأنبار. الإقليم لا يستطيع وحده مواجهة هذه الحالة الإنسانية، بل يحتاج إلى مساعدة المنظمات الدولية لتوفير الأفضل لهؤلاء النازحين».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.