أكد الدكتور نزار مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، أن التهديد الإيراني يعتبر من أهم التحديات التي تواجه السياسة الخارجية لبلاده، فيما قلل من أهمية الأزمة مع قطر، قائلا «الكرة باتت في ملعبها، وليست في ملعبنا».
وكان مدني يتحدث، الليلة قبل الماضية، في صالون «رياض النيل» الثقافي، الذي يقيمه سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة، ومندوب السعودية لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبد العزيز قطان، بحضور جمع من الوزراء والشخصيات العامة والمفكرين والسياسيين والسفراء والإعلاميين.
وخلال كلمته تناول الدكتور مدني المحاور التي تقوم عليها السياسة الخارجية السعودية، موضحا أنها تنطلق من إيمان راسخ بالسلام والاستقرار الإقليمي والدولي. وأشار إلى ثلاثة محاور رئيسية تحدد نهج السياسة الخارجية السعودية أولها محور الثوابت، والمبادئ الأساسية، وهي تتمثل في أن أي قرار أو تحرك سياسي خارجي تقوم به المملكة ينبع أساساً من حقيقة أولية مؤداها أنها جزء من الأمة العربية والإسلامية.
وذكر أن المملكة بانتمائها العربي إحدى الركائز الأساسية في السياسة الخارجية لها، وهو انتماء ترتب عليه أن تحمل المملكة لواء الدعوة للتضامن العربي، وأن تكون موئلاً للعرب على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والفكرية، كما تستند السياسة الخارجية للمملكة على مبادئ وقواعد أساسية تتضمن احترامها للمواثيق والتعهدات والاتفاقيات الدولية التي تبرمها مع غيرها من الدول، واحترامها للمنظمات الدولية التي تنتمي إليها، وحل المنازعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأوضح أن سياسة المملكة تتسم بأخذها بالأساليب الجادة المعتدلة البعيدة عن الصخب والضجيج.
أما المحور الثاني، وهو الخاص بـ«المتغيرات والمستجدات» على الساحة الدولية، وأوضح وزير الدولة، أن هناك عدداً من المستجدات والمتغيرات فرضت نفسها على العلاقات الدولية، وحظيت بعناية فائقة من قبل صانعي القرار السياسي في المملكة، ومنها قضايا الإرهاب، وحوار الحضارات، وتأثير ثورة الاتصالات والمعلومات، بالإضافة إلى قضايا الطاقة والبيئة.
وقال إن المملكة اتخذت من ظاهرة الإرهاب موقفاً صلباً بغية مكافحتها واحتواء آثارها المدمرة، ودأبت المملكة على إدانة الإرهاب بجميع أنواعه وأشكاله، وضمت جهودها إلى جانب الجهود الدولية المبذولة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي لا يمكن مكافحتها إلا من خلال عمل دولي متفق عليه يكفل القضاء عليها ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول سيادتها واستقرارها، وقد أثمرت الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة في هذا الصدد عن الموافقة على اقتراحها بإنشاء المركز الدولي لمكافحة لإرهاب في إطار منظمة الأمم المتحدة. ونوه إلى أن المملكة لا تتردد في تقديم المساعدات لأي مناطق في العالم تتعرض للكوارث.
وتحدث الوزير عن المحور الثالث، الذي أشار إليه في البداية وهو «محور التحديات»، مؤكداً أن التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدمة هذه التحديات، مشيراً إلى تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف «من التحديات التي واجهناها أيضاً هو تحدي إفرازات ما يسمى بـ«الربيع العربي» الذي تحول فعلياً وواقعياً إلى خريف عاصف وجدت مختلف التيارات والجماعات الخارجة عن السلطة فيه وسيلة للوثوب إلى السلطة، والتحكم في مصائر الشعوب والبلدان».
وسئل مدني عن تجاهله الحديث عن الأزمة القطرية مع الدول الأربع الداعية لمواجهة الإرهاب، فقال «لسنا مشغولين بالنزاع مع قطر.... كل شيء بات واضحا، وعليها أن تنفذ المطالب».
واختتم مدني بحديثه عن العلاقات السعودية – المصرية، مؤكداً صلابة وقوة هذه العلاقة الأبدية، وقال «إننا في المملكة نؤمن أن مصر منا ونحن منها.... وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته»، مضيفا «إذا سلمت مصر سلمنا... وإذا سلمنا فقد سلمت مصر... فنحن لها الدرع الواقية، وهي في موقعها الرابض درع لنا».
مدني: التهديد الإيراني من أهم التحديات ولسنا مشغولين بالنزاع مع قطر
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية قال إن علاقة بلاده مع مصر وحدة مصير
مدني: التهديد الإيراني من أهم التحديات ولسنا مشغولين بالنزاع مع قطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة