خليل مرسي: الدراما المصرية ستستعيد مكانتها بعد استقرار الأوضاع

الفنان المصري قال لـ {الشرق الأوسط} إن ما نراه في السينما فن هابط وخدش للحياء ويجب أن تتدخل الدولة لمراقبة المواد

خليل مرسي: الدراما المصرية ستستعيد مكانتها بعد استقرار الأوضاع
TT

خليل مرسي: الدراما المصرية ستستعيد مكانتها بعد استقرار الأوضاع

خليل مرسي: الدراما المصرية ستستعيد مكانتها بعد استقرار الأوضاع

خليل مرسي فنان ذو مواصفات خاصة مكنته على مدار مشواره الفني الطويل من إجادة أدوار كبيرة ومهمة، سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون. فمَن منا لا يتذكر شخصية «مرسي» في رائعة الكاتب إحسان عبد القدوس «لن أعيش في جلباب أبي»، التي حفرت له مكانة خاصة لدى متابعيه، ومن بعدها توالت أدواره في المسرح في الثلاثية الشهيرة «كارمن» و«سكة السلامة» و«لعبة الست» مع الفنان محمد صبحي.
حصل مرسي على بكالوريوس زراعة، ثم حصل على بكالوريوس فنون مسرحية، بالإضافة إلى الدراسات العليا، والدكتوراه. وقام بتنويع أدواره من الشر إلى دور الرجل الطيب إلى أدوار الكوميديا التي برع فيها بشكل خاص في المسرح. ربما ساعدته ملامحه الحادة على أجادة أدوار الشر، ولكنه برع أيضا بشكل كبير في كثير من الأدوار التي جسد بها الرجل الطيب.. صاحب مدرسة فريدة من نوعها في التمثيل، وخاصة المسرح، الذي برع فيه من خلال عروض حفرت له مكانة خاصة في قلوب متابعيه. كما حرص على تنويع أدواره وإجادتها بشكل تام ليحتل مكانة خاصة عند جمهوره، مكنته من الحفاظ على مشواره الفني الممتد لأكثر من 30 عاما، عن جديده على الساحة الفنية، خص الفنان خليل مرسي «الشرق الأوسط» بحوار فني، وفيما يلي نص الحوار.
* ما الجديد على الصعيد الفني الفترة المقبلة؟
- أصور حاليا مسلسل تلفزيوني بعنوان «الوسواس»، تأليف محمد ذو الفقار، وإخراج حسني صالح، ويشاركني فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، على رأسهم تيم الحسن وسوسن بدر وأحمد راتب، ونتمنى أن نلحق بالسباق الرمضاني المقبل، وأقدم من خلاله شخصية «شاكر بك»، الرجل الإقطاعي الذي يعيش في الريف، والذي تتعرض زوجته للخطف على يد عصابة، ويستعين بمجموعة من الحيل لاستردادها من جديد.
* كيف تقيم حال الدراما المصرية حاليا؟
- للأسف، لا أحد يستطيع تقييم الحركة الفنية بشكل عام في الوقت الحالي، وذلك كون الحركة الفنية تأثرت بشكل كبير بالأحداث السياسية التي مرت بها البلاد، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، مثلها مثل أي قطاع آخر تأثر بالأحداث بشكل سلبي، ولكني أتعشم بعد استقرار الأوضاع في البلاد أن تعود الدراما المصرية إلى حالتها ومكانتها التي عرفت بها دائما.
* معروف عنك حبك وولعك بالشعر العربي والقصائد عموما. هلا حدثتنا عن طريقة الإلقاء وعلاقتها بالإبداع؟
- درستُ الجانب التطبيقي في الإلقاء الشعري من خلال قصيدة «بردة البوصيري» في مدح الرسول الكريم بالجامعة، ونلت درجة الدكتوراه في أساليب الإخراج بمسرح الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، ولديّ ولع بالشعر منذ زمن بعيد، حتى وإن كنت لا أكتبه، بل أتذوقه وأتابعه، وأهتم بشكل خاص بنهاية أشعار صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي في «الحسين ثائرا»، وعزيز أباظة وأحمد شوقي، ولكن الشعر الجديد هذه الأيام فقد معناه بشكل كبير للأسف، ولم يعد هناك شعراء مسرح كما كان في الماضي، وإن كنت أعد فاروق جويدة من شعراء المسرح، حتى وإن لم يكن في قامة هؤلاء العظماء.
* هل أنت متابع جيد للسينما المصرية، ومن يعجبك من نجوم الشباب الحاليين؟
- أين السينما المصرية التي تتحدث عنها؟ إذا كان ما نراه اليوم من تلك النوعية من الأفلام الهابطة، هو السينما المصرية، فعلى الفن السلام. لقد قدمت أكثر من 35 فيلما، منهم «الشطار» و«مهمة في تل أبيب» و«عصر القوة»، لم يكن فيها هذا الإسفاف الذي نشاهده حاليا، ولذا يجب على الدولة المصرية أن تباشر رقابة من قبل الأجهزة المعنية لمراقبة المواد السينمائية، قبل طرحها على الجمهور بشكل يخدش الحياء، للأسف، لا توجد سينما حاليا إلا أعمال قليلة جدا، يقدمها بعض الشباب، ومنهم الفنان أحمد حلمي الذي أقدره وأحترمه كثيرا.
* قدمت العديد من الأعمال المسرحية.. كيف ترى حال المسرح اليوم؟ هل من الممكن أن تقدم عملا يؤرخ للثورة المصرية مثلا؟
- بالطبع، هذا مهم جدا لتأريخ هذه الفترة المهمة، ولكن ليس الآن، حيث يجب أن ننتظر حتى تظهر نتائج تلك الفترة بسلبياتها وإيجابياتها، ونستطيع تقديم عمل فني لها، وإن كنت الآن بصدد العودة للمسرح من جديد مع الفنان محمد صبحي، من خلال ثلاثة عروض مسرحية هي «ملك سيام» و«خيبتنا في فرقتنا» و«غزل البنات» للراحل نجيب الريحاني ولكن برؤية جديدة، كما قدمنا من قبل «لعبة الست» عام 2000، ومن المتوقع أن تبدأ العروض الثلاثة بعد عيد الفطر المقبل.
* أي الأعمال الفنية تعده تميمة حظك ونقطة انطلاقك نحو النجومية؟
- لا أعد نفسي نجما من الأساس، ولا أسعى للنجومية، لأنها مسألة مقلقة للغاية، وإن كنت أرى مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» نقطة البداية التي عرفت الجمهور بي، وذلك منذ نحو 20 عاما.
* كيف ترى ظاهرة اقتباس الأفلام المصرية من قصص أجنبية؟
- لست ضد الاقتباس، ولكن أنا ضد التقليد الأعمى، فموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان يقتبس «مازورة» أو «مازورتين» من ألحان عالمية، ولم يصنف وقتها على أنه إفلاس، كونه كان يقتبس مع الاهتمام بـ«تمصير» اللحن وتطويعه حتى يصبح ملائما للثقافة المصرية، وهو ما لا يحدث حاليا، حيث أصبحت المسألة «قص ولزق».
* ماذا يمثل لك العمل مع الفنان محمد صبحي؟
- العمل مع الفنان محمد صبحي يمثل علاقة خاصة، وذلك يرجع لعدة أسباب، منها أننا عملنا معا في المسرح والتلفزيون في كثير من الأعمال التي تركت بصمة مهمة لدى الجمهور، ومنها مسلسلا «فارس بلا جواد» و«ونيس»، بجانب الأعمال المسرحية، مثل «كارمن» و«سكة السلامة» و«لعبة الست»، وأنا أحترمه وأقدره جدا على المستوى الفني والإنساني، فقد التقيته منذ ما يقرب من 17 عاما، عندما كنت أدرس في جامعة حلوان، وعملنا معا في مسلسل «ونيس» بجزئه الخامس، إلى أن بدأنا العمل في مهرجان «المسرح للجميع»، وقدمنا العروض الثلاثة، وبصراحة أجد متعة كبيرة في العمل معه، وكأنني أعيد اكتشاف نفسي وقدراتي الفنية من جديد، كما أنه شخص في غاية الدقة والانضباط، وهي عملة نادرة هذه الأيام.
* ما الدور الذي يحلم خليل مرسي بتجسيده؟
- ليس هناك دور معين، ولكن أتمنى تقديم الجديد دائما، الذي لم يعتده الجمهور، وأتمنى أن يكون ما سأقدمه في الفترة المقبلة جديدا بشكل أو بآخر.



عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
TT

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية، وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه عمل في مجالات الموسيقى كافة (التأليف والتلحين والعزف)، كما كَوّن فرقة موسيقية، لكنه يعشق العزف ويجد في لقاء الجمهور وتجاوبه معه على المسرح سعادة أخرى، ولفت إلى أن اهتمام الجمهور الشرقي بالغناء يسبق الموسيقى، ما يجعله أكثر تجاوباً في الحفلات الموسيقية، ووضع سليم الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية عدة من بينها «الوزير جاي»، و«الاتحاد النسائي»، و«الهروب إلى القمة».

وقدم الثنائي «صالح وسليم» حفلاً بالقاهرة 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

عمرو سليم ومدحت صالح يكمل كل منهما الآخر (الشرق الأوسط)

ويستعيد عمرو سليم بداية تعارفه مع مدحت صالح، حيث التقيا لأول مرة بمسرح «البالون» نهاية سبعينات القرن الماضي، مثلما يقول: «جمعتنا فرقة (أنغام الشباب) ثم كوّن كل منا فرقته الخاصة، وواجهنا مشكلات مع الفرق، فقال لي مدحت يكفي جداً هذا الوقت الذي لم نكن فيه معاً، ومن وقتها ارتبطنا بالعمل معاً ووجد كل منا ضالته في الآخر».

ويؤكد على أهمية هذه العلاقة الفنية: «أنا ومدحت نُكمل بعض، ومدحت يقول دائماً (نحن في مركب واحد)، ونجاح أي منا هو نجاح للآخر، ومدحت فنان مخلص لعمله، ولا ينكر جهود من معه، وكثيراً ما يتحدث عني أمام الجمهور ويفعل ذلك من قلبه، وحين نسافر معاً لا يصعد لغرفته قبل أن يتأكد من صعودي قبله وأن يطمئن لوجود من يساعدني، وأرى أنه شيء رائع يبث الطمأنينة».

وتنعكس هذه العلاقة الجيدة على حفلاتهما، حسبما يقول سليم: «هناك أشياء تحدث ليس لها تفسير عندي ولا عند مدحت، ورغم أنني لا أراه على المسرح، لكن قد تكون هناك مواقف مفاجئة تحدث مثل (قفلة أغنية) تستلزم نفساً طويلاً، وقد ينسى مدحت فيجدني قفلت معه بالدرجة نفسها، ما يؤكد أن بيننا (كيمياء) جعلتنا ننصهر وكل منا يدرك أن الآخر يقف في ظهره ويسانده».

يجد متعته في العزف (الشرق الأوسط)

وقدم عمرو سليم عدة حفلات موسيقية طوال العام الحالي بالإسكندرية ومهرجاني القلعة والموسيقى العربية، كما قدم أخيراً حفلاً بمتحف الحضارة، ويفسر سبب نشاطه بالحفلات الموسيقية بقوله: «لأنني أعشق عزف الموسيقى كما أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بفكرة أن يحضر حفلاً موسيقياً وليس غنائياً، وهو ما شجعني أن أجرب فيها، وهناك حفلات أعزف الموسيقى لأغنيات خالدة وأجدهم يقومون بالغناء لأن الموسيقى في المجتمعات الشرقية تأتي بعد الطرب بكل ملحقاته، لذا أعزف موسيقى أغنيات يعرفونها ويرددونها، وأكون منسجماً معهم لأن الفنان يجد سعادته في تجاوب الجمهور».

وفي بداية مشواره كوّن سليم فرقة موسيقية وضم لها مطرباً ومطربة، ويقول: «قدمنا أغاني خاصة بنا، وكتب لنا شعراء على غرار رضا أمين وشوقي حجاب وحسام السيد أغنيات لاقت صدى واسعاً، وفي أوائل التسعينات لم تستطع المطربة الاستمرار بعد أن أنجبت طفلاً، ولم أجد بديلاً لصوتها، فتوقفنا عن الغناء».

«عادة لا أقدم أغنيات الجيل الحالي بل لمطربين لا تعرف الناس أعمالهم»

عمرو سليم

وخاض عمرو سليم مجال التلحين من خلال أغنيات لفرقته ولمطربين آخرين من بينهم محمد الحلو: «طلب مني أن ألحن له أغنية بعنوان (اسمك على جبيني)، واكتفيت بألحان الفرقة، لكن أصدقائي يُلحّون علي في العودة للتلحين، وقد أفعلها قريباً».

وألّف سليم الموسيقى التصويرية لأفلام عدة، وكانت البداية من خلال فيلم «الوزير جاي» حينما اتصل به الكاتب الراحل أحمد رجب وطلب منه أن يضع موسيقى الفيلم، ويقول سليم عن ذلك: «كنت قد لحنت أغنية للفرقة بعنوان (بحب ومعييش) من كلمات الشاعر رضا أمين، وهي تتحدث عن حال الشباب، وقد لفتت نظره وأبدى إعجابه بها وقال لي لدي فكرة فيلم لا أحد سواك سيقوم به، وكان هذا أول فيلم أضع موسيقاه، كما وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم: (الاتحاد النسائي) لمديحة كامل و(الهروب إلى القمة) لنور الشريف، وفي كل هذه الأفلام فإن الأفكار هي التي تحركني، لكنني ابتعدت عن هذا المجال حينما وجدت أن موسيقى الفيلم يراها بعض المنتجين شيئاً هامشياً، بينما أنا أحترم عملي، ولا أحب الشعور في أي وقت بأنني كسبت من وراء عمل ولم أعطه حقه».

ورغم أنه يعزف في حفلاته لأغنيات عربية قديمة لكنه ضمن أعماله أغنية عصرية للمطرب اللبناني فضل شاكر، وعن ذلك يقول: «عزفت له أغنية (لو على قلبي) لأن كلامها جميل وبها ثيمة موسيقية جيدة، وهو فنان يملك موهبة كبيرة، وأنا عادة لا أقدم أغنيات مطربي الجيل الحالي، بل لمطربين الناس لا تعرف أعمالهم مثل أغنية (حارة السقايين) لشريفة فاضل التي يعتقد البعض أنها لمحمد منير».وينتمي عمرو سليم لعائلة شهيرة جمعت بين الطب والفن وكرة القدم، فعمه هو الكابتن صالح سليم، وابن عم والده هو المخرج أشرف فهمي، وكان الفنان هشام سليم ابن عمه وصديقه الأقرب، مثلما يقول: «كان بيني وبين هشام توافق مثير في طريقة تفكيرنا، وفي آرائنا في الفن والحياة، وكان الشبه بيننا كما لوكنا توأماً، لقد افتقدت توأمي لكنني أعزي نفسي بأنه ظل متمسكاً بمبادئه وأخلاقياته حتى رحيله، ولم يتنازل عنها تحت أي وازع».


شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
TT

شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)

في كل مرة تبتعد فيها الفنانة شيراز عن الساحة الفنية تعود بعمل يفاجئ جمهورها وتتحوّل إلى حديث الناس. أخيراً أصدرت أغنية «بدّك تتحدّيني» من كلمات جويس عطا الله وألحان سعيد سرور، والمختلف في هذا العمل تقديمها له بثنائية مع الفنان أيمن زبيب. ومعاً ألّفا دويتو متناغماً، إنْ بطبقات الصوت أو بإطلالتهما. وعندما تسألها «الشرق الأوسط» من الذي اختار الآخر لهذا العمل تردّ: «لطالما كنت على تواصل مع الفنان أيمن زبيب. وأعدّ هذا التعاون بيننا طبيعياً وولد من صيغة فنية مشتركة بيني وبينه. فوضعنا معاً الخطوط العريضة له، ودرسناه بدقة كي يولد بشكله اليوم».

«بدّك تتحدّيني» جديدها مع أيمن زبيب (شيراز)

وتشير شيراز إلى أن موضوع الأغنية فكّرا به معاً. وطلبت من جويس عطا الله أن تكتب كلاماً محوره التحدّي بين حبيبين. وتتابع: «سبق وتعاونت مع جويس في أكثر من أغنية، فصارت تدرك تماماً كيف تترجم أفكاري على الورق. وفي هذا العمل كتبت كلاماً يصلح لدويتو بين فنانين، يرتكز على موضوع جديد يتناول الحب بأسلوب رومانسي. وفي الوقت نفسه تزوّد الأغنية سامعها بطاقة إيجابية، كونها تحكي عن السبل التي تؤدي إلى استمرارية العلاقة بين الشريكين».

الشراكة بين شيراز وأيمن زبيب لم تولد من فراغ، وتشير إلى أنها معجبة بصوته والعكس صحيح، وتجده من أصحاب أجمل الأصوات على الساحة الفنية. مضيفة: «لقد كان غائباً إلى حدّ ما عن الساحة الفنية مثلي، وعندما عرضت عليه موضوع الثنائية الغنائية معي تحمّس ووافق فوراً. ومعاً تشجّعنا للغناء بطريقة هادئة فيها الكثير من العاطفة الصادقة، فصوتينا متلائمين من حيث الطبقات ودفء النبرة. كما أن ألحان الأغنية وأسلوب توزيعها ساهما في ترك بصمة عند الناس».

تفتقد شيراز على الساحة الأعمال الغنائية الأصيلة (شيراز)

ارتبط أخيراً اسم الفنانة شيراز بالملحن والمغني المصري حسام حبيب. فهل هناك من تعاون قريب بينهما؟ تردّ لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل هناك تعاون بيننا سيترجم في أغنيات مصرية أصدرها قريباً ضمن ألبوم كامل. وربما نقدم على خطوة الدويتو معاً. فأنا من المعجبين بالخلفية الموسيقية التي يمتلكها، وكذلك بتجاربه الفنية الكثيرة والناجحة مع عدد من نجوم الغناء». وتتابع: «أشعر بأن ألحانه تليق بأسلوبي في الغناء وبصوتي، وهو يوافقني الرأي».

سبق وقدّمت شيراز ثنائية غنائية مع الفنان الإيطالي آدم كلاي بعنوان «سهّرت عيوني». واليوم تعيد الكرّة مع أيمن زبيب وفي المستقبل مع حسام حبيب. فهل بات هذا الأسلوب خطّاً تتبعه في مشوارها؟ توضح: «إن أي عمل فني جميل ويحمل الكلام واللحن المناسبين لا أتردد في تقديمه. لست من الفنانين الذين يفكّرون فقط بتسليط الضوء عليهم وحدهم. البعض انتقد عودتي في ديو وفضّل لو رجعت إلى الساحة بعمل من غنائي وحدي. ولكنني لا أفكر بهذه الطريقة أبداً وأحب التجارب الفنية الخارجة عن المألوف».

تعود شيراز إلى الساحة بعد غياب (شيراز)

وهل أنت من أقنع أيمن بهذه العودة أو أن العكس هو الصحيح؟ تقول: «لا أبداً الفضل لا يعود إلى واحد منّا. فقرارنا اتخذناه سوياً، وربما أنا أتحمّس للأمور أكثر منه. وعندما أرغب في إنجاز عمل لا أتأخر أبداً. قد أكون شكّلت لأيمن دافعاً لهذه العودة له على الساحة. ولكنه لم يغب يوماً عن إحياء الحفلات والمناسبات. وبقي مقصّراً، في إصدار أغنيات جديدة. والأهم هو أننا معاً، لامسنا قلوب الناس، ولاقينا محبة كبيرة اكتشفناها عبر تعليقات جمّة وردتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. وأنا سعيدة جداً كوننا حققنا معاً النتيجة المرجوة».

وعن رأيها بالساحة الفنية اليوم تجيب شيراز في سياق حديثها: «لاحظت أن الغناء تحوّل إلى موضة.

وهناك أشخاص كثر يشكلون مواهب حقيقية. وفي المقابل تحضر فئة أخرى لا علاقة لها بالفن، ولكنها تصرّ على دخول مجاله. فالسوق تتلون بتنوع كبير اليوم، وما عادت تقتصر على أسماء مغنيين معينين».

ومن خلال متابعتك للساحة ما الانطباع الذي تركته عندك؟ «أقولها بصراحة مطلقة؛ إن الأغنية تفقد من بريقها. نستمع إلى عشر أغنيات كي نحظى بواحدة جيّدة. فالرائج اليوم هو الأغاني المرتكزة على كلام شعبي، وبالتحديد على عبارات نتداولها في أحاديثنا اليومية، ولكن هذا النوع من الأغاني لا يعيش طويلاً. والأجدى بنا العودة إلى الأصالة وإلى الأغنية المتكاملة. وتتألف من لحن وكلام يتركان أثرهما عند المستمع». وتعلّق: «بعضهم يلهث وراء الشهرة والنجومية السريعتين. ولكن برأيي أن النجومية لا تكتسب ولا تمنح، بل تولد مع صاحبها من اللحظة الأولى».

وتعتز شيراز بردود الفعل التي تلقتها حول أغنيتها «بدّك تتحدّيني». وتقول: «ما لفتني في هذه التعليقات هو تأكيد الناس لافتقادهم هذا النوع من الأغاني، فأدرجوها على لائحة الأعمال الفنية ذات العناصر المتكاملة. وهو ما تتطلّبه اليوم الساحة الفنية، في ظل إصدارات لا تفي بمضمونها شروط الفن الحقيقي».

وبالنسبة لأعمالها المستقبلية تؤكد شيراز أنها صوّرت مجموعة من الأغاني. وستقدم على إصدارها مع الوقت. وتعلّق: «لن أغيب بعد اليوم عن الساحة، وسأطل من خلال أغانٍ فردية، من بينها (يا ليل) وهي من كلمات جويس عطا الله، وألحان جان ماري رياشي، وقام بإخراجها كفاح الذي وقّع أيضاً أغنية (بدّك تتحدّيني) مع أيمن زبيب».

وعما إذا لديها النية في تقديم عمل فني استعراضي، تردّ: «الفكرة واردة، ولكن الأمر سيكون بمثابة عرض فني يشبهني. وأعمل حالياً على هذه الفكرة وأتمنى أن تصبح جاهزة قريباً».

وتختم شيراز حديثها متناولة الخط الموسيقي الذي تطمح لإبرازه بشكل واضح.

«لطالما عملت بجهد في مشواري وأتقّنت خياراتي. فأنا من الأشخاص الذين يحبون إنجاز الأعمال الفنية القريبة من الكمال. وربما من خلال اتباعي الخط الموسيقي الذي يليق بالساحة، قد أشجّع غيري وأحضّه على القيام به».

يذكر أن شيراز تحل ضيفة على قناة «الجديد» في مناسبة عيد رأس السنة، فيمضي معها محبوها سهرة ممتعة تقدم خلالها باقة من أغانيها المعروفة ومن بينها «بدّك تتحديني».


تامر نجم لـ«الشرق الأوسط»: عملت بجهد للوصول إلى مرحلة النضوج

انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
TT

تامر نجم لـ«الشرق الأوسط»: عملت بجهد للوصول إلى مرحلة النضوج

انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)

قطع الفنان تامر نجم مراحل عدّة قبل أن يضع اليوم حجر الأساس لمسيرته الفنية، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، فقد أعدّ أغنيته الجديدة «يا هاك القلب» بإتقان، ليطوي من خلالها صفحة ويفتح أخرى. حمل موهبته الغنائية باكراً، وشارك في برامج المواهب التلفزيونية، فظهر في «استوديو الفن» كما في «ذا فويس». حلم وثابر، وبنى لمسيرة فنية تشبه روحه الشبابية، لكن الظروف عاكسَته وأخّرت بزوغ نجوميته حتى اليوم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أقولها بصراحة: إن أغنية (يا هاك القلب) التي أصدرتها أخيراً تُعدّ البداية الصحيحة بالنسبة إليّ».

الأغنية من كلمات وألحان صلاح الكردي، وقد صوّرها في أستراليا. ويدور موضوعها في فلك الشجن والقوة، ليسرد من خلالها قصة حب رومانسية يتنقل فيها بين حالة الانكسار والقوة. فيعكس صورة الشاب الذي يواجه الفراق المرّ للمرة الأولى.

يطرح الأسئلة حول برامج المواهب الفنية ومستقبل المتسابق فيها (المكتب الإعلامي للفنان)

ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عملت بجهد وصبر حتى بلغت اليوم مرحلة النضوج الفني. صرت أكثر اطّلاعاً على عالم الفن، وأدرك تماماً من أيّ باب يجب أن أدخله».

ويضيف: «عانيت كثيراً من تردّد بعض شركات الإنتاج في التعامل معي، ومن عدم احتراف مديري أعمال يبدّلون مواقفهم بين يوم وآخر. أخذتُ وعوداً كثيرة على محمل الجد، وصدّقت كلاماً اكتشفت لاحقاً أنه لم يكن سوى فقّاعات هواء. كما أن الأوضاع في بلدي لم تساعدني على اتخاذ خطوة جدّية، فتأخّرت ولادتي الفنية الحقيقية التي أطمح إليها».

لم يُضِيّع تامر نجم وقته في انتظار اللحظة المناسبة عقب صدور أغنيته «يا هاك القلب». فهو من الأسماء المعروفة في عالم الحفلات، حيث يحيي حفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية المختلفة. ويقول: «هذا الأمر شغلني كثيراً، والتهيت بإحياء الحفلات وبأدوارٍ تمثيلية. وخلال ذلك الوقت، لم ألتقِ بالشخص القادر على منحي العمل الفني الذي يليق بي».

ويرى تامر نجم أن برامج المواهب التلفزيونية التي شارك بها شكّلت له نقطة انطلاق حقيقية. «لقد تعرّف الناس من خلالها إلى موهبتي الفنية. والتقيت بعمالقة الفن في (ذا فويس»، ولا يمكنني أن أنسى اللحظات التي جمعتني بالفنان كاظم الساهر عندما أثنى على أدائي. وهو ما أعدّه شهادة فخرية أحتفظ بها حتى اليوم».

أغنية «يا هاك القلب» جديد تامر نجم على الساحة الفنية (المكتب الإعلامي للفنان)

ويضيف: «عندما توجه لي صابر الرباعي بكلام جميل. وأكّد لي أني مشروع نجم واعد وصاحب صوت ممتاز، كانت لحظات زودتني بالقوة والثقة بالنفس. فحملت مسؤولية هذه الآراء على عاتقي كي أترجمها حقيقة على أرض الواقع».

ولكن في المقابل، يرى تامر نجم أن هذا النوع من البرامج يضع المشترك على مفترق طرق خطير. «عندما نتخرّج من هذه البرامج تكون أحلامنا كبيرة. فنتوقّع المساندة والدعم منها. ونعتقد بأن مشوارنا الفني بدأ. ولنكتشف بعدها أن أحلامنا ذهبت سدى. فالوقت كان يمرّ من دون تحقيق أي تقدّم على صعيد مشوارنا الفني». يكمل: «هنا لا بد من طرح السؤال الذي يراود كثيرين: ماذا بعد انتهاء مشوار المتسابق مع هذا النوع من البرامج؟ لماذا لا يتم مواكبته ودعمه؟ فهذا الإهمال يشعره بأنه متروك، فيؤخر من ولادة نجوميته».

يصف تامر نجم إطلالته بفيديو كليب «يا هاك القلب» بأنها تمثّله. «شبابية وبسيطة في آن واحد. تقصّدت عدم إدخال أي عناصر بصرية قد تشغل مشاهدها. فاخترت خلفية تصويرية هادئة بحيث تسهم في التركيز على أدائي ومعاني الأغنية».

وتقصَّد تقديم الأداء التمثيلي المناسب؛ لأنه يهوى التمثيل أيضاً.

أخذتُ وعوداً كثيرة على محمل الجد وصدّقت كلاماً اكتشفت لاحقاً أنه لم يكن سوى فقّاعات هواء

وبالفعل، كان تامر نجم قد لمع اسمه من خلال دور تمثيلي لعبه في مسلسل «ع اسمك»، من تأليف كلوديا مرشيليان، ومن بطولة كارين رزق الله، ونخبة من نجوم الشاشة المحلية.

ويعلّق على هذه التجربة: «لقد كانت تجربة رائعة تركت أثرها عند الناس، ولم أمر مرور الكرام فيها. لا أعرف كيف أقولها، ولكني أشعر بغصّة في قلبي اليوم، وسببها عدم الاهتمام بموهبتي التمثيلية من قبل شركات الإنتاج. فلقد نجحت بدوري وبقيت الناس تتحدث عنه لفترة طويلة. ولكن في المقابل لم ألق صدى إيجابياً أو عروضاً تمثيلية جديدة تترجم هذا النجاح. وهو ما دفعني لطرح علامة استفهام كبيرة عن السبب الذي يقف وراء هذا الإهمال لموهبتي التمثيلية».

يتابع تامر نجم الساحة الفنية عن كثب، ويستمع إلى إصداراتها في العالم العربي، فيطّلع على الأعمال المصرية واللبنانية؛ فهو صاحب خلفية فنية علمية. درس الموسيقى كما يعزف على آلتي العود والبيانو، ويقول إن ولعه بالموسيقى لا حدود له. ويصف الساحة الغنائية اليوم بالغنية، مضيفاً: «إنها متنوعة وترضي جميع الأذواق. لا أعلّق على مستوى الأغاني ما دامت تروق لشريحة لا يستهان بها من الناس، فجميع الفنانين يجتهدون ويبذلون الجهد لتقديم الأغنية الناجحة. بعضهم يفشل بذلك، وغيرهم ينجحون. وهذه هي حالة الساحة الفنية منذ بدايتها حتى اليوم. هناك قاعدة ذهبية لا تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، فالأغنية التي تعيش وتستمر لسنوات لا بد أن تكون الأصيلة».

وكأن تامر نجم يبدأ مشواره الفني اليوم من الصفر؟ فهل هذا صحيح؟ يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «لا أبدأه من الصفر، ولكن من الباب المناسب. أمشي على السكة الصحيحة وكأني أبني لمشوارٍ جديدٍ». وإلى أين تريد الوصول؟ تسأله «الشرق الأوسط»، فيجيب: «أتمنى أن أصنع مسيرة فنية تليق بمن يسمع أغنياتي. فأوصل لهم ما أحبه بالفن كي يتذكروني على المدى الطويل، فأكون الفنان العربي الذي تفتخر به الساحة».