نصر الحريري لـ {الشرق الأوسط}: لا بد من إجراءات لإنقاذ الغوطة

TT

نصر الحريري لـ {الشرق الأوسط}: لا بد من إجراءات لإنقاذ الغوطة

ناشد رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري الأطراف الدولية «التحرك واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنقاذ مناطق الغوطة الشرقية التي تتعرض لعمليات قصف من قبل القوات السورية ومؤيديها تمهيداً لعملية عسكرية برية».
وقال لـ«الشرق الأوسط» في ختام زيارته إلى بروكسل: «سألتقي الفصائل والمجالس المحلية وأهلنا في الغوطة وهناك مشاورات بيننا وبين شركائنا من أجل الاستجابة لهذه الكارثة، والجميع يشكك في جدوى العملية السياسية في ظل وجود هذا المنطق الحربي، ولهذا الهيئة التفاوضية تدرس كل الخيارات الممكنة، ونحن التزمنا بالعملية السياسية. لكن واضح الآن للجميع من يعرقل ويخلق الذرائع من أجل الاستمرار في ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري».
وسئل عن البديل في حال قررت المعارضة مقاطعة المفاوضات، فأجاب: «الآن تركيزنا على أن تكون العملية السياسية ذات مصداقية وتحقق القضايا الإنسانية وتوقف القصف وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار وبدء مفاوضات حقيقية نصل منها إلى حل سياسي. هذه هي الأولوية، وهذا ما قمنا به في الجولات السابقة، لكن الآن في حال استمرار عرقلة النظام للمفاوضات يصبح مجرد التفكير في العملية السياسية تفكيرا عبثيا. ونتساءل عن فائدتها. لهذا يمكن أن نسأل بشكل آخر ما هو البديل إذا فشلت الأمم المتحدة فيما تصبو إليه، هل يستمر الشعب السوري في مذبحة مستمرة يقوم بها النظام». وحول الجامعة العربية إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرا على فرض العقوبات، قال: «إن الدول العربية وجامعة الدول العربية هي أيضا قادرة أن تجد أدوات فاعلة للضغط على الروس وإيران والنظام».
وتابع: «المفاوضات فيها ثلاثة عناصر هي: أولا الأمم المتحدة موجودة وثانيا قوى الثورة والمعارضة موجودة أيضا، وكلاهما موجود ويسعى للتفاوض. الطرف الثالث لا يزال من سبع سنوات في الحرب ومنذ أربع سنوات يعرقل العملية السياسية وبدون وجود قوة دافعة للعملية السياسية لن نحرز أي تقدم ولهذا إذا ظللنا نعول على أن النظام سيأتي إلى المفاوضات هذا التعويل سيطول وإذا ما كان هناك نية دولية جدية تجبر النظام على المفاوضات أو يأتي حلفاء النظام لأن القرار ليس بأيدي النظام وإنما بأيدي الروس وإيران، وإذا لم تأت روسيا إلى طاولة التفاوض وانتظرنا النظام فان الأخير لن يأتي».
وحول وجود انقسامات في صفوف المعارضة قد تؤدي إلى تأجيل أو ترك المفاوضات، أجاب الحريري: «هل رأيت مرة المفاوضات في جنيف أو غيرها عرقلها الانقسام أبدا؟ الشعب السوري ومن يمثله من قوى الثورة والمعارضة مؤمنون بالحل السياسي، ولكن ليس الحل الذي يقاس على قياس دولة ما وإنما الحل المبني على المرجعية الدولية والتطبيق الكامل للقرار 2254».
إلى ذلك، قال الحريري إنه ناقش مع مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني مؤتمر بروكسل في أبريل (نيسان)، و«هذا المؤتمر أهم ما فيه فكرة إعادة الإعمار. إذ إنه من المهم جدا عدم تقديم أموال بشأن إعادة الإعمار لتصبح بيد النظام، ولا بد من ربط أي جهود في هذا الصدد بعملية سياسية حقيقة. وسمعنا وعودا قوية حول هذا الصدد من السيدة موغيريني، وسيكون المؤتمر فرصة أيضا لدعم الجهود الدولية للاستمرار في تقديم لمساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل وخارج سوريا».
وكان الحريري قال في بيان إن «استمرار صمت المجتمع الدولي يمثل أو هو بمثابة الضوء الأخضر الذي يسمح للنظام السوري وحلفائه الإيرانيين والروس بارتكاب جرائم حرب وحشية في تحد صارخ للقانون الدولي، وما يحدث في الغوطة هو جريمة حرب مسؤول عنها النظام وإيران وروسيا»، مضيفا أن «النظام لديه تنسيق كامل مع داعش ظهر خلال الأيام الماضية عندما فتح النظام نافذة لتقدم قوات داعش إلى إدلب، وهناك ارتباط وثيق بين داعش والنظام، وهناك أدلة كثيرة على ذلك».
وزاد: «بالنظر إلى كل ما يجري علينا ضغوط شديد ومنطقية من قوى الداخل مثل أهلنا المحاصرين في الغوطة والفصائل العسكرية والمجالس المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ما يجعلنا نتساءل ما هي جدوى العملية السياسية التي يمكن أن نشارك بها في جنيف؟ وما هي جدوى المفاوضات في أستانة؟ وما جدوى الجهود التي يمكن أن نقوم بها مع المجتمع الدولي؟ في ظل هذا الصمت على الجرائم التي يقوم بها النظام، ولهذا نحن في نقاشات حادة حول ذلك ولا بد من إنقاذ العملية السياسية إذا كانت الأطراف المعنية تفكر بجد في هذا الأمر».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.