حصد القصف المتزايد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية أمس، أكثر من 50 قتيلاً، و150 جريحاً من المدنيين، سقطوا جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي، في ظلّ وضعٍ إنساني صعب للغاية بسبب تدمير معظم المشافي والمؤسسات الطبية، وانتقال الأطباء إلى المنازل والأقبية الموجودة تحت الأرض لإجراء عمليات جراحية للمصابين، والتي يزيد من صعوبتها النقص الحاد في المستلزمات الطبية، في وقت اتهمت المعارضة السورية قوات النظام وحلفاءها، باستهداف المناطق السكنية عمداً، وارتكاب المزيد من المجازر على مرأى العالم الذي لا يحرّك ساكناً.
والى جانب الخسائر البشرية، أدى القصف المكثّف من النظام إلى دمار كبير في الأبنية وممتلكات مواطنين والبنى التحتية، وإلى تفاقم المأساة الإنسانية وتردّي الوضع الصحي والطبي والغذائي الذي بلغ أسوأ حالاته منذ بداية الحصار على الغوطة قبل 5 سنوات. وأعلن الناشط في الغوطة الشرقية عبد الملك عبود لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع الإنساني مأساوي للغاية». ولفت إلى أن «أغلب المشافي والنقاط الطبية استُهدفت وخرجت من الخدمة نهائياً»، مشيراً إلى أن «الأطباء انتقلوا إلى المنازل والأقبية لإجراء العمليات الجراحية للمصابين، وهم يعانون من نقص حاد في المستلزمات الطبية»، لافتاً إلى أن «المجالس المحلية شكّلت لجان طوارئ في كل المدن والبلدات المنكوبة، لتجهيز الأقبية ونقل المدنيين إليها، في ظل استحالة السكن فوق الأرض».
ويعاني المحاصَرون في الغوطة من نقص المواد الغذائية، وفق الناشط عبد الملك عبود، الذي قال إن «الحملة العسكرية الأخيرة زادت من فقدان المواد الغذائية، لأن القصف أدى إلى إحراق عدد من مستودعات الأغذية العائدة للتجار»، مشيراً إلى أن «هذه المأساة رغم صعوبتها تجعل المدنيين أكثر تمسكاً بالبقاء في أرضهم، بعدما عاينوا المأساة التي يعيشها مَن خرجوا من بيوتهم في داريا ووادي بردى وأحياء برزة والقابون وتشرين، وصعوبة الحياة في إدلب»».
وأعلن حمزة بيرقدار، الناطق الرسمي باسم «جيش الإسلام»، عن تعزيزات عسكرية ولوجيستية لمواجهة الهجوم المرتقب للنظام على الغوطة. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «جيش الإسلام يتحضّر منذ أكثر من عام للردّ على أي هجوم واسع، علماً بأنه (النظام) لم يوقف غاراته ومحاولات تقدمه على الأرض منذ 3 أعوام». وقال بيرقدار: «اتخذنا كل الإجراءات الضرورية من إعداد المقاتلين وتدريبهم وتجهيزهم بالسلاح، وصناعة السلاح غير الموجود في الأصل»، مشيراً إلى «تحصين الجبهات وإقامة خطوط دفاعية وهجومية، على طول الجبهات، بالإضافة إلى التحضيرات اللوجيستية، لمواكبة المقاتلين على الأرض». و أكد قيادي في «فيلق الرحمن» لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصف على مناطق الغوطة اليوم (أمس) أوقع 50 شهيداً وعشرات الإصابات»، ولفت إلى أن معظم المحاصَرين يقبعون في الملاجئ، جراء القصف الذي لا يوفر شيئاً. وشدد القيادي الذي رفض ذكر اسمه، على أن «أي هجوم سيمنى بالفشل»، مذكراً بأن «الغوطة الشرقية تختلف عن الزبداني وداريا وحلب، لأنها مناطق واسعة جداً، بدليل أن (فيلق الرحمن) حقق قبل يومين تقدماً على جبهة حي جوبر». وقال: «على الجبهة الجنوبية الغربية التي يرابض فيها (فيلق الرحمن) سقط العشرات من عناصر النظام بين قتيل وجريح، بعد وقوعهم في كمائن الفيلق». وأكد أن «احتمال تقدم النظام ضعيف جداً».
تدمير المشافي يفاقم المأساة... والجراحة في الأقبية
https://aawsat.com/home/article/1183196/%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%A8%D9%8A%D8%A9
تدمير المشافي يفاقم المأساة... والجراحة في الأقبية
- بيروت: يوسف دياب
- بيروت: يوسف دياب
تدمير المشافي يفاقم المأساة... والجراحة في الأقبية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة