رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة

رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة
TT

رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة

رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة

في خضم التطور المادي وازدهار علوم تطوير الذات واختلاف المذاهب وكثرة الصراعات، بات الكثير من الناس حائرا في هويته وأهدافه، وفي غايته العظمى، وهذا ما قد يصعّب عليه رسم طريقه في الوجود، ومواصلة سعيه الذاتي للوصول إلى الحقيقة.
السعودي عامر الغامدي المهتم بعلم الوجود والروحانيات وتطوير الذات، يأخذ القارئ في رحلة لفهم الوجود، وكيف يرتقي الإنسان إلى ما وراء وجوده الجسدي لتحقيق مفهوم أعمق لوجوده خلال رحلته في هذه الحياة، من خلال كتاب أنجزه أخيراً عنونه بـ«الوجود والرحلة الأعظم... رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة»، وصدر عن دار «الخيال» في بيروت. وحاول المؤلف، وهو مختص في مجالي التخطيط ورسم الاستراتيجيات، ومن دون الدخول في جدليات فلسفية عقيمة لا تخدم أهدافه، أن يرسم طريقاً في رحلة ما أسماه بالإنسان الكوني في الوجود، لافتا إلى أنه في سبيل الوصول إلى الهدف الأساسي ينبغي جمع أكبر قدر من الممكنات التي لها تدخل مباشر في السمو بالإنسان بشكل أوسع. ولكن ما هو الإنسان الكوني؟
يصفه الغامدي في كتابه بأنه الإنسان الذي وصل أعلى مراتب الكمال البشري بجسده ونفسه وروحه. إنه الإنسان المتصل بنور الله تعالى، وهذا النور ينعكس على نفسه وعقله وتفكيره ويُترجم في جسده صحته وسلوكه. وهذه المرتبة من الكمال الإنساني، فيها لذة الوجود، ويكون الإنسان فيها في حالة شغف ولذة مستمرتين. إن رحلة الإنسان الكوني تهدف الوصول إلى خلق جيل واع متصل بالله، عالي الوعي على مقياس «هاوكينز للوعي »، وربما نحتاج إلى خمسة ممن وعيهم أكثر من 700 نقطة على هذا المقياس ليؤثروا في عالمنا العربي بأكمله. والتدرج في هذا المقياس للوعي، ليس له علاقة بالمنصب أو القبيلة أو النسب، فربّ رئيس دولة وعيه خمسين على مقياس هاوي كينز، وفلاح بسيط وعيه يفوق الـ500، مشددا على أن رحلة الإنسان الكوني مهمة، لأنه بها ومن خلالها نحلق ونرتقي في عالم الوعي، ووجود الإنسان الكوني يساعده في تعمير الكون، وبناء الحضارات، وتحقيق السلام والتسامح والازدهار. ويدعو المؤلف إلى أهمية التركيز في تربيتنا على إنشاء جيل كوني يمكن الاعتماد في ذلك من خلال أساسات ومنهجية التربية، لأن التربية والتعليم في البيت أو خارجه في مجملها، كما يرى، تركز على الجانب المادي للطفل منذ نعومة أظفاره، وتضع مقاييس للنجاح مغالطة للحقيقة وللطريقة التي تجعل منه إنسانا كونيا. إن صنع أجيال من «كونيين ملهمين»، كما يضيف، يقود إلى صنع حياة وطريقة عيش ماتعة، بشرط أن نخلق توازنا بين التطور الفردي والتطور المرحلي، سواء في المدارس أو الجامعات وتحقيق توازن حقيقي بين الروحانيات وتعمير الكون.


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.