وزراء مال أوروبا يثنون على خطوات اليونان ويشجعون آيرلندا

تعيين إسباني نائباً لرئيس {المركزي الأوروبي} يفتح الباب أمام رئاسة ألمانيا للبنك

عاملات نظافة خلال مظاهرة أمام البرلمان اليوناني الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
عاملات نظافة خلال مظاهرة أمام البرلمان اليوناني الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

وزراء مال أوروبا يثنون على خطوات اليونان ويشجعون آيرلندا

عاملات نظافة خلال مظاهرة أمام البرلمان اليوناني الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
عاملات نظافة خلال مظاهرة أمام البرلمان اليوناني الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

اختتم وزراء المال في دول الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء اجتماعات كانت انطلقت الاثنين في بروكسل من خلال وزراء المال في دول مجموعة اليورو التي تضم 19 دولة.
وكانت مجموعة اليورو قد وافقت على تأييد لويس دي غيندوس لشغل منصب نائب رئيس المصرف المركزي الأوروبي، بعد إجراء تبادل للآراء، بحسب ما ذكر رئيس مجموعة اليورو ماريو سنتنيو في مؤتمر صحافي في ختام نقاشات اليوم الأول من الاجتماعات. مضيفا أنه من المتوقع أن يعتمد قادة أوروبا خلال قمة في مارس (آذار) المقبل توصية مجلس وزراء المال والاقتصاد بشأن الشخص الذي سيتولى منصب نائب رئيس المصرف المركزي الأوروبي ابتداء من مطلع يونيو (حزيران) القادم.
واتخذ القرار بالإجماع بعد سحب وزير المالية الآيرلندي باسكال دونوهو ترشيح فيليب لين، محافظ البنك المركزي لبلاده للمنصب. ومن وجهة نظر كثير من المراقبين، فإن التصديق على هذا الأمر في اجتماع يضم كل الدول الأعضاء أصبح أمرا طبيعيا بعد أن وافق وزراء المال في دول منطقة اليورو بالإجماع على المرشح الإسباني.
وحول نتائج النقاشات، قال سنتينيو إن «هناك أخبارا جيدة لليونان التي تصرفت بالشكل المطلوب خلال الإجراءات السابقة، وبذلت جهدا هائلا... وهي إجراءات بلغت 110 إجراءات، لا يزال اثنان فقط منهما معلقان؛ وهما خارج نطاق سيطرة الحكومة، وهناك ثقة في إمكانية التغلب على مصاعب تنفيذهما... وبالتالي تصبح الكرة في ملعب الدول الأعضاء، حيث المطلوب إجراءات وطنية للموافقة على صرف 5.7 مليار يورو بمجرد أن تتحقق المؤسسات المعنية من إتمام الإجراءات السابقة المعلقة».
وأشار رئيس مجموعة اليورو إلى أن الوزراء ناقشوا بعد ذلك ملف آيرلندا ما بعد انتهاء برنامج التكيف الاقتصادي، وجرى تهنئة آيرلندا على الأداء الاقتصادي القوي، وأنها قامت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسداد قروضها المستحقة بالكامل... وقال: «شجعنا آيرلندا على البقاء في هذا الطريق حتى تتمكن من مواجهة أي مخاطر سلبية».
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الإسباني لويس دي غويندوس إنه سيدافع عن استقلال البنك المركزي الأوروبي بعد أن اختاره وزراء مالية منطقة اليورو نائبا جديدا لرئيس البنك. وقال دي غويندوس للصحافيين بعد ترشيحه للمنصب، إن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات لتعميق الوحدة الاقتصادية والنقدية لمنطقة اليورو.
وينظر كثير من المراقبين إلى اختيار دي غويندوس على أنه أمر يرجح أن يعزز فرص أن يصبح ألماني رئيسا للبنك المركزي الأوروبي العام القادم، رغم أن دي غويندوس قال إن ترشيحه لم يكن «مرتبطا بأي شروط على الإطلاق».
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن وجود برتغالي على رأس مجموعة اليورو، وإسباني نائبا لرئيس المصرف المركزي الأوروبي، سيكون له تداعيات بالنسبة لاختيار من سيخلف ماريو دراغي في منصب رئيس المصرف، الذي تنتهي ولايته في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، حيث ستتضاءل كثيرا فرص جنوب أوروبا لشغل هذا المنصب الذي تسعى ألمانيا إلى الفوز به وأعربت عن رغبتها في تحقيق ذلك.
وحسب ما ذكر الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي في بروكسل، فقد شارك عدد من أعضاء المفوضية الأوروبية في الاجتماعات الوزارية التي عرفت تبادل وجهات النظر حول نهج الاتحاد الأوروبي إزاء التمويل المستدام في أعقاب التوصيات الأخيرة التي صدرت عن فريق من الخبراء شكلته المفوضية، وستعرض اللجنة نتائج عملها في مارس القادم وتتضمن خطة عمل لنظام مالي يدعم الاستثمارات المستدامة.
كما تناول الوزراء ملفات تتعلق بموازنة الاتحاد الأوروبي، ومنها المبادئ التوجيهية للمفاوضات بشأن موازنة عام 2019، هذا إلى جانب إصدار توصية بشأن اختيار نائب رئيس المركزي الأوروبي المقبل، وهو أحد أربعة تغييرات ستحدث في مجلس إدارة البنك المكون من ستة أعضاء فقط، وذلك قبل نهاية العام المقبل. وتنتهي فترة عمل النائب الحالي فيتور كونستانسيو نهاية مايو (أيار) المقبل.



الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)

توجه الجنيه الإسترليني نحو أكبر انخفاض له في ثلاثة أيام منذ نحو عامين، الخميس، تحت ضغط من موجة بيع عميقة في السندات العالمية التي أضرت بشكل خاص بالسندات الحكومية البريطانية، مما دفع عائداتها إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً ونصف العام. وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف بشأن الوضع المالي لبريطانيا.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9 في المائة في أحدث تعاملاته ليصل إلى 1.226 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في وقت سابق من اليوم. وكان الجنيه على وشك تسجيل ثالث انخفاض يومي متتالٍ، مما يرفع خسائره إلى 2 في المائة خلال هذه الفترة، وهي أكبر خسائر منذ فبراير (شباط) 2023، وفق «رويترز».

ومقابل اليورو، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 83.93 بنس، وهو أدنى مستوى له منذ شهرين.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت عائدات السندات البريطانية في مختلف الأسواق العالمية، مدفوعة بالمخاوف من التضخم المرتفع، مع تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن كيفية إدارة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسياسة الخارجية والاقتصادية، واحتمال بيع تريليونات الدولارات من الديون الإضافية.

وكان سوق المملكة المتحدة الأكثر تضرراً بين الاقتصادات الكبرى، حيث قفزت عائدات السندات البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع وحده، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، مما يعكس تدهوراً حاداً في الثقة بشأن التوقعات المالية لبريطانيا.

وعادةً ما تدعم عائدات السندات المرتفعة الجنيه الإسترليني، لكن هذه العلاقة انهارت في الوقت الراهن، مما يعكس القلق المتزايد بين المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد.

وقال جيم ريد، استراتيجي «دويتشه بنك»: «مع ضعف الجنيه الإسترليني، أصبحت هناك أسئلة متزايدة حول ما إذا كان بنك إنجلترا قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة». وأضاف: «وبالتالي، فإن الارتفاع في العائدات يزيد من خطر أن تنتهك الحكومة قواعدها المالية، مما يضطرها إلى الإعلان عن المزيد من إجراءات التقشف مثل زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، في حين أن العملة الأضعف ستزيد من الضغوط التضخمية في الوقت نفسه».

وفي بيان صادر مساء الأربعاء، أكدت وزارة المالية البريطانية التزامها الثابت بالقواعد المالية للحكومة البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الالتزام «غير قابل للتفاوض».

وكان الجنيه الإسترليني من أفضل العملات أداءً مقابل الدولار في العامين الماضيين، بفضل سياسة بنك إنجلترا التي حافظت على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من البنوك المركزية الكبرى الأخرى، ما ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأصول البريطانية.

أما سياسات ترمب المقترحة بشأن التعريفات التجارية والهجرة فهي تحمل خطراً متزايداً لرفع ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، ما قد يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، وهو ما أسهم في تعزيز قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

وتُظهر سوق المشتقات أن المتداولين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة هذا العام، ولكنهم لا يعتقدون أن هناك احتمالية كبيرة لخفض آخر. وفي الوقت ذاته، تتوافق التوقعات بشأن سياسة بنك إنجلترا مع تلك الخاصة بـ«الفيدرالي الأميركي».

وفي الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، والتضخم المستمر، وتدهور سوق العمل، فإنها تظل متخلفة عن الولايات المتحدة التي تظهر مرونة واضحة في جميع القطاعات.

وقفزت العلاوات التي يطالب بها المستثمرون مقابل المخاطر الإضافية لاحتفاظهم بديون الحكومة البريطانية لمدة 10 سنوات مقارنةً بسندات الخزانة الأميركية إلى نحو 20 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي هذا السياق، بلغ العائد على سندات الخزانة البريطانية لمدة 30 عاماً أعلى مستوى له منذ عام 1998 هذا الأسبوع، ما يعكس زيادة العائدات طويلة الأجل على مستوى العالم.

وكانت آخر مرة تعرضت فيها ديون المملكة المتحدة لهذه الضغوط في سبتمبر (أيلول) 2022، عندما كشفت رئيسة الوزراء آنذاك، ليز تروس، عن خطط الموازنة التي شملت تخفيضات ضريبية غير ممولة بمليارات الدولارات، ما أدى إلى انهيار السندات البريطانية وضرب الجنيه الإسترليني، وأجبر بنك إنجلترا على التدخل لدعم استقرار السوق.

ورغم أن التحركات هذا الأسبوع لا تقترب من التحركات الكبيرة التي شهدتها الأسواق في أواخر عام 2022، عندما ارتفعت السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة مئوية كاملة في أسبوع واحد، وبلغ الجنيه الإسترليني أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار، فإن السوق تظل تشهد اضطرابات ملموسة وتوقعات غير مؤكدة حول مسار الاقتصاد البريطاني.