حملة لرفع العقوبات عن نجل علي عبد الله صالح

لجنة الخبراء الأممية: لم يعد خطراً على استقرار اليمن

TT

حملة لرفع العقوبات عن نجل علي عبد الله صالح

أطلق ناشطون موالون للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى رفع نجل صالح الأكبر، من قائمة المشمولين بالعقوبات الأممية. وتستند الحملة التي بدأها، ليل الأحد الماضي، نجل شقيق الرئيس السابق العميد طارق صالح، إلى ما ورد من إشارات تضمنها أحدث تقرير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، تفيد بأن نجل الرئيس السابق أحمد علي لم يعد يشكل خطراً على الاستقرار في اليمن بعد مقتل أبيه.
وكان طارق صالح قد ظهر أخيراً في جبهة الساحل الغربي إلى جانب القوات الحكومية والمقاومة الشعبية التي تخوض معاركها شمالاً بدعم من التحالف العربي لتحرير الحديدة واستعادة مينائها من قبضة الميليشيات الانقلابية، وهو الظهور الذي أثار غضب الحوثي وحمله على كيل «الشتائم» له.
وشارك في الحملة المنادية برفع العقوبات عن نجل صالح، أحمد علي، ناشطون موالون لوالده وقيادات بارزة في حزب «المؤتمر الشعبي» بينهم القيادي والزعيم القبلي ياسر العواضي، وهو أحد أعضاء فريق الحزب في المفاوضات التي كانت قد رعتها الأمم المتحدة بين الانقلابيين والحكومة الشرعية في سويسرا والكويت.
وبعد مقتل صالح غادر العواضي صنعاء إلى مسقط رأسه في البيضاء، رافضاً استمرار الشراكة مع الميليشيات الحوثية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً، في خطوة تنسجم مع آخر قرار اتخذه صالح، وأدى إلى مقتله، وهو فض الشراكة مع الحوثي والدعوة إلى مواجهته، وفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي لإحلال السلام في اليمن.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض على الرئيس السابق علي صالح وقيادات حوثية عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأموال، قبل أن يعود لاحقاً لإلحاق نجل صالح الأكبر والسفير السابق لدى الإمارات العربية المتحدة بقائمة المشمولين بالعقوبات. وترى قيادات في حزب صالح أن نجله الأكبر أحمد علي بات مهيئاً بعد مقتل والده على يد الحوثيين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي للعب دور سياسي وحتى عسكري إلى جانب الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي في مواجهة الميليشيات الحوثية، إلا أن العقوبات الأممية تمثل عائقاً أمام بدء تحركاته في هذا الاتجاه.
كما تحاول أطراف في الحزب وأخرى خارجه أن تدفع بنجل صالح الأكبر لقيادة حزب «المؤتمر الشعبي» الذي أسسه والده وتمسّك برئاسته حتى مقتله، وهو أمر أثار خلافات غير معلنة مع الجناح الآخر في الحزب الذي يتزعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي، إذ يرى قادة هذا الجناح أن هادي هو الرئيس الشرعي للحزب.
وكان نجل صالح الأكبر قائداً لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة إبان حكم والده، قبل أن يقيله الرئيس هادي من منصبه في 2012 ويقوم بتعيينه سفيراً لدى أبوظبي التي بقي فيها حتى الآن رغم إقالته من المنصب، وما تلا ذلك من إخضاعه للعقوبات الأممية.
وتتسم شخصية نجل صالح بالهدوء والغموض في آن واحد وعدم حب الظهور الإعلامي، ولم يُعرف عنه التصريح علناً باتخاذ أي «مواقف عدائية» من القوى السياسية والحزبية اليمنية أو من الشخصيات المعروفة بمناهضة حكم والده بخلاف ما فعله بعض أقاربه الآخرين.
في غضون ذلك، وعلى صعيد منفصل، شنت الميليشيات الحوثية في اليومين الأخيرين حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين في محافظات البيضاء وذمار والمحويت الواقعة تحت سيطرتها. وأفادت مصادر موالية لحزب «المؤتمر» لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة اعتقلت في البيضاء نحو 20 شخصاً على الأقل ووجّهت إليهم تهماً بموالاة الحكومة الشرعية وتنفيذ أجندات استخبارية لصالح التحالف العربي الداعم للشرعية. وأكدت المصادر الحزبية أن الميليشيات أطلقت حملات دهم في محافظة ذمار المجاورة (جنوب صنعاء) أدت إلى اعتقال 15 شخصاً على الأقل نسبت إليهم الجماعة تهم الانتماء إلى تنظيمات «إرهابية» والتخطيط لأعمال مناهضة لها.
وفي محافظة ذمار نفسها أقدمت الجماعة، أمس، على اعتقال عدد من الأهالي في مديرية آنس غربي المحافظة، بعد أن اشتبكوا مع عناصرها احتجاجاً على استحداث معسكر لتدريب الميليشيات في منطقة بني سويد. وأفاد شهود بأن الميليشيات الحوثية استولت على أرض زراعية يملكها سكان محليون في منطقة قاع الحقل في مديرية آنس لإقامة المعسكر التدريبي، الذي يرى فيه الأهالي سطواً على ممتلكاتهم بالقوة وتهديداً لحياتهم من خلال جعل المنطقة هدفاً عسكرياً لطيران التحالف العربي.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.