فيلم «الشتات» يعرض حياة العائلات الليبية في تونس

عَرض «فيلم الشتات» الذي أعدته المخرجة التونسية الشابة أريج السحيري، شهادات عن حياة العائلات الليبية المستقرة في تونس، راوياً حكايات عدد منهم، منذ لحظة هروبهم من الموت، متحدّثا عن حالات التنكيل التي طالتهم قبل وصولهم إلى تونس بحثاً عن الاستقرار المنشود بانتظار رجوع موعود.
في نهاية الأسبوع الماضي، عُرض الفيلم في مسرح نجمة الشمال بالعاصمة التونسية، مدّة العرض 26 دقيقة، وهو من الأفلام الوثائقية القصيرة، حضره السّفير الليبي لدى فرنسا ونظيره الفرنسي لدى ليبيا، إضافة إلى جمعيات حقوقية تونسية وليبية وعدد من أفراد الجالية الليبية ونخبة من أهل الفكر والإبداع في تونس.
أُعدّ فيلم «الشتات» الذي أنتجته مجلّة انكيفادا الإلكترونية التونسية، خصيصاً، لعرض أوضاع الليبيين المهجرين بعد استقرارهم في تونس، وركز على صعوبة حياتهم فيها، وعلى المضايقات التي تعرض لها بعضهم، من قبل عناصر كانت مناصرة للنظام السابق، خصوصاً أنّ قادة الثورة ورموز النظام السابق عاشوا سويا بعد 2011، فوق الأراضي التونسية. كما تضمن الشريط شهادات حول تعرض البعض من الليبيين إلى «بعض التجاوزات الأمنية»، ركّزت على غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف العلاج في المصحات الخاصة بتونس.
ألقت المخرجة التونسية الشابة في الفيلم، الضوء على مجموعة الصعوبات التي يواجهها بعض الليبيين في تونس، ومن بينها نفاذ المدخرات النقدية التي جلبوها معهم إثر الثورة، مما دفع بالبعض خصوصاً النساء، إلى التعويل على النفس والخروج للبحث عن عمل، أو العودة إلى ليبيا بعد أن تعذّر عليهن الحصول على الإقامة الدائمة أو على حق اللجوء السياسي.
خلال حلقة النقاش التي تلت الشريط الوثائقي، قال بعض التونسيين الذين حضروا العرض، إنّ فيه «تحامل» على تونس وإنّه موجّه بالأساس لكسب تعاطف الناس مع قضايا الليبيين في البلد. مشيرين إلى فتح التونسيين أبواب منازلهم إثر ثورة فبراير (شباط) 2011، أمام العائلات الليبية وتقاسم المأكل والملبس والمبيت معهم. وأكدوا أنّ ما يتعرّض له عدد قليل من الليبيين من مضايقات هي حالات معزولة ولا يمكن تعميمها أو القياس عليها.