الإبراهيمي يلوم المجتمع الدولي على وضع العراق.. وألمانيا تحذر من حرب إقليمية

هجمات «داعش» دفعت بمليون عراقي للنزوح من الموصل

الإبراهيمي يلوم المجتمع الدولي على وضع العراق.. وألمانيا تحذر من حرب إقليمية
TT

الإبراهيمي يلوم المجتمع الدولي على وضع العراق.. وألمانيا تحذر من حرب إقليمية

الإبراهيمي يلوم المجتمع الدولي على وضع العراق.. وألمانيا تحذر من حرب إقليمية

قال الوسيط العربي والدولي السابق في سوريا الاخضر الابراهيمي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، ان هجوم الجماعات المتطرفة في العراق كان نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من ثلاثة أعوام.
واضاف الابراهيمي، الذي استقال من منصبه في مايو (آيار) الماضي بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لانهاء النزاع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 160 ألف قتيل "هذه قاعدة معروفة، فصراع من هذا النوع (في سوريا) لا يمكن ان يبقى محصورا داخل حدود بلد واحد". وتابع أن المجتمع الدولي "للأسف أهمل المشكلة السورية ولم يساعد على حلها، وهذه هي النتيجة".
وبالنسبة للوسيط السابق في العراق بعد احتلاله عام 2003، لا يمكن للمجتمع الدولي ان "يتفاجأ" بهجوم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي يعد أحد أهم الجماعات الفاعلة في سوريا، على العراق.
وقال الدبلوماسي ان "شخصية عراقية قالت لي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ان الدولة الاسلامية في العراق والشام اكثر نشاطا عشر مرات في العراق على ما هي عليه في سوريا". واضاف "ذكرت ذلك الى مجلس الأمن الدولي وفي محادثاتي".
وتابع ان العراق الذي يتشارك بحدود طويلة وسهلة الاختراق مع سوريا "كان مثل الجرح الكبير الذي أصيب" جراء النزاع في سوريا.
وردا على سؤال حول رد فعل واشنطن التي قررت ارسال حاملة طائرات الى الخليج السبت، وطهران التي ابدت استعدادها لمساعدة بغداد دون التدخل على الارض، اشار الابراهيمي الى ان هناك "تعاونا بحكم الأمر الواقع" ما بين البلدين الذين جمدا علاقاتهما الدبلوماسية منذ قيام الثورة في ايران عام 1979.
على صعيد متصل، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم (الاحد) من ان النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة الى "حرب اقليمية بالوكالة". واستبعد شتاينماير تدخلا عسكريا ألمانيا في النزاع. واضاف "لم تستخدم المساعدة الدولية بما يكفي لايجاد مناخ سياسي واقتصادي مستقر"، موضحا ان ألمانيا منحت 400 مليون يورو (542 مليون دولار) لمساعدة العراق خلال العقد الأخير.
من جانبه، زار المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة يوم أمس (السبت) مخيما يستضيف نازحين فروا من أعمال العنف الدائرة رحاها في مدينة الموصل. حيث نزح نحو 500 ألف شخص من الموصل بحثا عن ملاذ آمن بعد اجتياح "داعش" وسيطرتهم على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.
والتقى المبعوث نيكولاي ميلادينوف بعض العائلات العراقية النازحة، وقال ان الخطر الامني الذي يمثله المتشددون يجب التعامل معه بوسائل سياسية وعسكرية.
واضاف ميلادينوف للصحافيين في المخيم بمدينة اربيل "أتصور أن استخدام القوة في هذه المرحلة يحتاج الى تدقيق بالغ. وأنا على يقين من أن الاميركيين والحكومة العراقية سيبذلون كل ما يلزم من جهد لضمان أن استخدام السلطة العراقية للقوة لحل أزمتها يجري بطريقة دقيقة جدا جدا". حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء. وتابع "نشهد تهديدا خطيرا جدا لسيادة ووحدة هذا البلد.. هذا التهديد في حاجة للتعامل معه. لا يمكن التعامل معه عسكريا فقط كما لا يمكن التعامل معه سياسيا فقط، لأن خصمك جهة عاقدة العزم.. مجموعة من الناس يسعون لتدمير الدولة".
وقال مبعوث الامم المتحدة ان عدد النازحين هربا من الصراع يقدر بنحو مليون شخص.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.