رئيس مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط»: التصعيد كبير في سوريا

مقاتل معارض في عربين شرق دمشق (أ.ف)
مقاتل معارض في عربين شرق دمشق (أ.ف)
TT

رئيس مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط»: التصعيد كبير في سوريا

مقاتل معارض في عربين شرق دمشق (أ.ف)
مقاتل معارض في عربين شرق دمشق (أ.ف)

ضغطت الكويت والسويد كي يصوت مجلس الأمن «في أسرع وقت ممكن» على مشروع قرار معدل أعدته الدولتان من أجل التوصل إلى وقف نار لمدة شهر كامل، والسماح بنقل الإمدادات الإنسانية لملايين المحتاجين في كل أنحاء سوريا، مع استثناء تنظيمي «داعش» و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة، سابقاً) من أي هدنة، وفقاً لما أكده رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي لـ«الشرق الأوسط».
وعقد خبراء الدول الـ15 الأعضاء 4 اجتماعات حتى الآن لمناقشة المسودة الكويتية - السويدية التي أدخلت عليها تعديلات، في محاولة لإقناع روسيا بالموافقة على المشروع المقترح، والتصويت عليه في مطلع الأسبوع المقبل، على الأرجح. وقال العتيبي إن بلاده «تريد لمشروع القرار أن يصدر في أسرع وقت ممكن»، مضيفاً أن «كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن يجب أن تأخذ الوقت الكافي للتشاور والتفاوض على المشروع المقترح»، وأكد أن «الكويت تريد أن ينال القرار إجماع أعضاء المجلس، وليس أقل من ذلك»، لافتاً إلى أن «هناك إلحاح في الوقت ذاته على السرعة في التصويت على القرار». وكشف أن «ثمة مشاورات جارية أيضاً بين العواصم حول مشروع القرار هذا، وما يمكن أن يتخذ من إجراءات لتخفيف المعاناة عن ملايين السوريين المحاصرين، أو الذين يصعب الوصول إليهم، أو الذين يحتاجون بصورة ماسة إلى المواد الإغاثية والمنقذة للحياة»، وأفاد بأن مؤتمراً دولياً خاصاً بالمساعدات الإنسانية سيعقد قريباً في العاصمة البلجيكية، بروكسيل.
ورجح دبلوماسي آخر أن يحصل التصويت خلال الأسبوع المقبل، بعد يوم الثلاثاء.
وبعد الاستماع إلى كل الملاحظات من المتفاوضين، أدخلت تعديلات جوهرية، وصار النص المعدل، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ينص على أن مجلس الأمن «يقرر وقف الأعمال العدائية في كل أنحاء سوريا، باستثناء العمليات العسكرية ضد (داعش) أو (القاعدة)، لمدة 30 يوماً متواصلة»، بغية السماح بـ«إيصال المعونة والخدمات الإنسانية، والإجلاء الطبي للمصابين بأمراض وجروح حرجة». ويقرر أيضاً «أنه بعد 48 ساعة من بدء سريان وقف الأعمال العدائية، يسمح للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين بالوصول الآمن وغير المعرقل والمستدام إلى كل المناطق المطلوبة، استناداً إلى تقييم الحاجات الذي تعده الأمم المتحدة، بما في ذلك المعونات الطبية والجراحية، إلى ملايين الناس المحتاجين في كل أنحاء سوريا، خصوصاً إلى 5.6 ملايين إنسان في 1244 من المجتمعات المحلية التي لديها حاجة ماسة، وبينهم مليونان و900 ألف في أماكن محاصرة، أو يصعب الوصول إليها».
ويذكر بـ«مطالبته كل الأطراف، تحديداً السلطات السورية، بالامتثال فوراً لواجباتها بموجب القانون الدولي، ومنه القانون الدولي لحقوق الإنسان المرعي الإجراء، والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان احترام وحماية كل العاملين في المجال الطبي والعاملين الإنسانيين المنخرطين حصراً في مهمات طبية، ووسائل النقل الخاصة بهم ومعداتهم، فضلاً عن المستشفيات والمنشآت الطبية الأخرى، بالإضافة إلى حماية المدنيين»، وكذلك «يأخذ علماً بالإجراءات الخمسة» التي حددها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارك لوكوك، خلال زيارته لسوريا في 11 يناير (كانون الثاني) 2018، ولاحقاً أمام أعضاء المجلس. ويدعو كل الأطراف إلى أن «ترفع فوراً الحصارات المفروضة على المناطق السكنية، بما فيها الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك والفوعة وكفريا»، مطالباً بـ«التوقف عن حرمان المدنيين من الغذاء والدواء الضروريين للبقاء على قيد الحياة»، ومشدداً على أن «تجويع المدنيين كقاعدة في القتال محظور في القانون الإنساني الدولي».
وأضيفت إلى النص المعدل فقرة تطالب بـ«تسريع النشاطات الإنسانية لإزالة الألغام بصورة ملحة في كل أنحاء سوريا»، وفقرة أخرى تدعو «كل الدول إلى استخدام نفوذها مع الحكومة السورية، ومع المعارضة السورية، لضمان التطبيق التام لهذا القرار وواجباتها تحت القانون الإنساني الدولي».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.