عباس يطالب بمؤتمر دولي لإنقاذ السلام يلتزم الشرعية الدولية ويضمن إنهاء الاحتلال

TT

عباس يطالب بمؤتمر دولي لإنقاذ السلام يلتزم الشرعية الدولية ويضمن إنهاء الاحتلال

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى إقامة مؤتمر دولي للسلام من أجل إنقاذ العملية السياسية في المنطقة.
وقال عباس أثناء استقباله وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي بن عبد الله، في مقر الرئاسة في رام الله: «نريد أن ينبثق عن هذا المؤتمر، تأسيس آلية دولية جديدة متعددة الأطراف تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وذلك لإنقاذ العملية السياسية وتحقيق السلام في منطقتنا».
واتهم عباس الولايات المتحدة بوضع العملية السياسية برمتها في مأزق، بسبب قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ودعمها أو سكوتها عن الممارسات الإسرائيلية الاحتلالية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
وجاءت مطالبة عباس بإطلاق مؤتمر سلام دولي، بعد أيام قليلة من لقاء جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث هذا الغرض.
ويأمل عباس في أن تطلق موسكو مؤتمرا دوليا للسلام، أو تدفع بهذا الاتجاه بديلا محتملا للولايات المتحدة.
وقال عباس لبوتين: «نحن لن نقبل أن تكون أميركا وسيطا بيننا وبين الإسرائيليين، وإن كان هناك مساع للمفاوضات يمكن أن يكون هناك مؤتمر دولي تخرج عنه آلية لتكون الوسيط وليس أميركا وحدها. ويمكن أيضا، أن تكون اللجنة الرباعية الدولية مع عدد من دول أخرى، كما حصل مع إيران 5+1. بحيث تشارك أي دولة أخرى، وليس لدينا أي مانع من أن تكون أي دولة في الوساطة، وأن يكون الأميركيون جزءا منها وليسوا وحدهم».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أمس، إن مطلب عباس هذا يحظى بدعم فلسطيني واسع، مضيفا أن «هذه الآلية يجب أن تعمل وفق الشرعية الدولية، وتضمن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
وقطعت السلطة العلاقات مع الإدارة الأميركية بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأعلن الفلسطينيون أن الإدارة الأميركية فقدت أهليتها كوسيط وراع لعملية السلام ردا على إعلان ترمب، ورفضوا كذلك أي لقاءات مع المسؤولين الأميركيين.
ويتهم الفلسطينيون الولايات المتحدة بأنها تحولت إلى راع رسمي لإسرائيل.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشرواي، أمس، إن الإدارة الأميركية شجعت إسرائيل على «الاستمرار بارتكاب انتهاكاتها الجامحة، والإفلات التام من العقاب، والاستخفاف بالقانون الدولي والإجماع الدولي»، بطريقة شكلت «خرقاً فاضحاً لعملية السلام ومبدأ حل الدولتين».
وأضافت عشراوي في بيان أن «سياسات الإدارة الأميركية الخطيرة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين وحدود 1967 والمستوطنات، ومساسها بالقضايا الجوهرية، تتناقض مع احتمالات فرص السلام وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وتنهي أي آمال بإيجاد تسوية سياسية للصراع على الأرض، وتدمر مصداقية الولايات المتحدة وتنهي دورها كراع نزيه للعملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ودعت عشراوي المجتمع الدولي والدول الأوروبية، إلى اتخاذ إجراءات عقابية فورية، ضد الاحتلال، نتيجة تواصل انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، والعمل على تحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما دعت الحكومات في جميع أنحاء العالم، إلى الالتزام بتعهداتها وتوفير الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار في غزة، وزيادة دعمها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، لتعويض العجز وعدم إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.