الأمم المتحدة: الحوثيون يصادرون الممتلكات لمجهودهم الحربي

نشروا الألغام في البحر الأحمر مهددين طرق وصول المساعدات الإنسانية

TT

الأمم المتحدة: الحوثيون يصادرون الممتلكات لمجهودهم الحربي

أصدرت الأمم المتحدة بصورة رسمية، أمس (الخميس)، التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن بموجب القرار 2342، الذي يتهم الحوثيين بأنهم «أعدموا» حليفهم السابق الرئيس علي عبد الله صالح و«سحقوا» أنصاره بغية تشديد قبضتهم على صنعاء، وأنهم «يجمعون الضرائب، ويبتزون التجار، ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي»، كما أنهم «نشروا ألغاماً بحرية» تهدد إيصال المساعدات الإنسانية عبر موانئ البحر الأحمر.
وأكد أن إيران «لا تمتثل للفقرة 14 من القرار 2216»، إذ إنها «أخفقت في اتخاذ التدابير اللازمة»، لمنع توريد صواريخ باليستية قصيرة المدى وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين.
وأورد فريق الخبراء في خلاصة تقريرهم المؤلف من 344 صفحة أنه «بعد قرابة ثلاث سنوات من النزاع، يكاد اليمن، كدولة، أن يكون قد ولى»، مضيفاً أنه «بدلاً من دولة واحدة، هناك دويلات متحاربة».
وأضاف أنه في الشمال «يعمل الحوثيون من أجل تشديد قبضتهم على صنعاء وجزء كبير من المناطق المرتفعة، بعد معركة شوارع (...) انتهت بإعدام حليفهم السابق، وهو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017»، وعقب ذلك «سحق الحوثيون أنصار الرئيس السابق». ولفت إلى أنه في الجنوب «أضعفت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي». وقال إنه «ليس هناك حتى الآن ما يشير إلى أنه يمكن أن تستخدم تلك الأموال لدعم أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن»، مضيفاً أن «لا يعتقد أن أحمد علي صالح أو خالد علي صالح أو أي فرد آخر يمتلك القدرة على إعادة تشكيل شبكة علي عبد الله صالح العسكرية».
وذكر أن مقاومة العسكريين الموالين لصالح «ستكون معقدة، بسبب الطريقة التي تم توزيع بها جنود الحرس الجمهوري على مختلف جبهات القتال، ما يمنع من حشد أعداد كبيرة من الجنود المخلصين في وقت قصير».
وعن انتهاكات الميليشيات الانقلابية، قال إن «الحوثيين أعدموا أشخاصاً بإجراءات موجزة واحتجزوا أشخاصاً لأسباب سياسية أو اقتصادية بحتة وهدموا منازل من يتصورون أنهم أعداؤهم، وكثيراً ما يعرقل الحوثيون وصول المساعدات الإنسانية وتوزيع المعونة».
وأكد أنه بعد إطلاق الحوثيين لصواريخ باليستية قصيرة المدى ضد المملكة العربية السعودية، وثق «مخلفات صواريخ، ومعدات عسكرية متصلة بها، وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار، ذات أصل إيراني، جلبت إلى اليمن بعد صدور الحظر المحدد الأهداف المفروض على الأسلحة»، مما أدى إلى أدلة على أن إيران «لا تمتثل للفقرة 14 من القرار 2216، إذ إنها أخفقت في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع توريد صواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع بركان (2ح)، وصهاريج تخزين ميدانية لمؤكسد سائل ثنائي الدفع للصواريخ، وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار من نوع أبابيل - تي (قاصف - 1) أو بيعها أو نقلها إلى تحالف الحوثيين».
وكشف أيضاً أن الحوثيين «نشروا أيضاً ألغاماً بحرية محلية الصنع في البحر الأحمر»، محذراً من أن هذه الألغام «تشكل خطراً على النقل البحري التجاري وخطوط الاتصالات البحرية، ويمكن أن تظل لمدة تراوح بين 6 سنوات و10 سنوات، مهددة بذلك تدفق الواردات إلى اليمن وطرق وصول المساعدات الإنسانية عبر موانئ البحر الأحمر».
ونبه إلى أن «النظام المالي في اليمن منهار»، لأن الحوثيين يسيطرون على فرع المصرف المركزي في صنعاء، حيث «يجمعون الضرائب، ويبتزون التجار، ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي».
وفي المقابل، «لا تدفع المرتبات إلى أصحابها في كثير من الحالات»، مضيفاً أن «هذا يعني أن الأدوية والوقود والمواد الغذائية، متى توافرت، غالباً ما تكون باهظة التكلفة». وتحدث عن «تجار حروب جدد آخذين في الظهور بفعل هذه الحرب».
وأوصى الفريق أعضاء مجلس الأمن النظر في تشجيع حكومة اليمن على إنشاء آليات مع المؤسسات المالية الدولية والتحالف لتمكين المصارف اليمنية ذات التدابير الفعالة لمكافحة غسل الأموال من نقل العملات الصعبة خارج اليمن بغية إصدار خطابات الاعتماد اللازمة لدعم الواردات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.