الأسرى الفلسطينيون المعتقلون إدارياً يقاطعون المحاكم الإسرائيلية

TT

الأسرى الفلسطينيون المعتقلون إدارياً يقاطعون المحاكم الإسرائيلية

باشر مئات المعتقلين الإداريين من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومحامو الدفاع عنهم، منذ أمس الخميس، مقاطعة محاكم الاحتلال العسكرية، وذلك احتجاجا على مجرد فرض هذا الاعتقال، الذي يجري من دون محاكمة، ومن دون توجيه تهمة، ويجدد بإجراءات قضائية صورية.
ويشارك في هذه المقاطعة نحو 450 فلسطينيا أسيرا ممن فرض عليهم هذا الاعتقال، وبينهم من بلغت مدة اعتقاله 14 سنة. وأوضح محامي «نادي الأسير» في رام الله، محمود الحلبي، الذي يمثل المعتقلين الإداريين في المحاكم، أن المعتقلين قرروا مقاطعة المحاكم لأنها صورية. كما أكد أن المحامين التزموا بقرار المعتقلين.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 6 آلاف و742 فلسطينيا في عام 2017 لفترات متباينة. وبقي في السجون اليوم نحو 6 آلاف و500 أسير، منهم نحو 350 طفلا قاصرا، و58 أسيرة، بينهنّ 9 فتيات قاصرات، و450 معتقلا إداريا، و22 صحافيا، و10 نوّاب في المجلس التشريعي، أشهرهم النائب مروان البرغوثي. وقد بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري خلال السنوات الثلاث الأخيرة 1248 في عام 2015، و1742 في عام 2016، وفي عام 2017 وصلت إلى 1060 أمر اعتقال إداريا.
ويجري الاعتقال الإداري، وفقا لقرار المخابرات الإسرائيلية، بالتنسيق مع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الذي يتولى، أيضا، مسؤولية الضفة الغربية المحتلة. وتكون مدة الاعتقال الأولى شهرا إلى 6 أشهر، ويجري إقراره بناء على «معلومات سرية أمنية» بحق المعتقل، لا يتم الكشف عنها ولا حتى لهيئة الدفاع. ومن الممكن أن تمدد سلطات الاحتلال الإسرائيلية الحكم الإداري، مرات كثيرة، بذريعة أن المعتقل يعرض أمن إسرائيل للخطر، ولكنها لا توفر أي دليل جدي لهذا الاعتقال ولا لائحة اتهام.
ويقول المحامي جواد بولس، رئيس الدائرة القانونية في نادي الأسير، إن مقاطعة محاكم الاحتلال هي قفزة في النضال الفلسطيني، لأنها لا توفر حدا أدنى من النزاهة القضائية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.