«الحر» يباغت النظام السوري ويسيطر على موقع استراتيجي بدرعا وحاجزين في القلمون

قتلى في انفجار سيارة بسوق شعبية في دير الزور.. وبراميل متفجرة على ريف حلب

سوري يسير على متن عربته وسط الدمار في حي الشعار بحلب أمس (رويترز)
سوري يسير على متن عربته وسط الدمار في حي الشعار بحلب أمس (رويترز)
TT

«الحر» يباغت النظام السوري ويسيطر على موقع استراتيجي بدرعا وحاجزين في القلمون

سوري يسير على متن عربته وسط الدمار في حي الشعار بحلب أمس (رويترز)
سوري يسير على متن عربته وسط الدمار في حي الشعار بحلب أمس (رويترز)

واصلت كتائب المعارضة السورية، أمس، تقدمها في محافظة درعا، محكمة السيطرة على موقع «تل جموع» العسكري التابع للقوات النظامية، تزامنا مع سقوط عدد من القتلى في انفجار سيارة مفخخة في «سوق للسلاح» بمدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور شرق سوريا والقريبة من الحدود العراقية، وفق التلفزيون السوري.
وأفاد التلفزيون في شريط إخباري عاجل أمس بـ«انفجار كبير في سوق لبيع السلاح للإرهابيين في الميادين ومقتل 30 إرهابيا وجرح العشرات»، في حين اتهم مصدر في المعارضة السورية تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بالوقوف وراء التفجير. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر عينه قوله إن «أكثر من 15 مدنيا سقطوا بسبب التفجير»، في حين أحصى المرصد السوري مقتل «ثمانية أشخاص على الأقل».
ونفى رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في دير الزور مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون السوق المستهدفة مخصصة لبيع السلاح»، لافتا إلى أنها «سوق شعبية». وأشار إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية» يحاول السيطرة على مدينة الميادين بحكم موقعها القريب من العراق، واضعا «التفجير في هذا السياق».
وتخضع مدينة الميادين التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن الحدود العراقية لسيطرة «جبهة النصرة» وكتائب معارضة أخرى. وتحتضن المدينة أعدادا كبيرة من النازحين الذين فروا من معارك دير الزور.
وتشهد دير الزور، الحدودية مع العراق، معارك ضارية بين «الدولة الإسلامية» وفصائل في المعارضة السورية، بينها «النصرة»، تسببت خلال 40 يوما بمقتل أكثر من 600 شخص، غالبيتهم من المقاتلين في صفوف الطرفين. ويشهد العراق المجاور لسوريا منذ الاثنين الماضي هجوما كبيرا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات مسلحة أخرى، إلى جانب عناصر في حزب البعث المنحل، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد، منها محافظة نينوى، تزامنا مع سعي «داعش» إلى إقامة «دولته» في المنطقة الممتدة من محافظة الرقة السورية شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، حسبما يقول خبراء ومعارضون.
في موازاة ذلك، سيطرت كتائب المعارضة السورية على موقع تل جموع العسكري، في المنطقة الغربية من محافظة درعا، حيث كانت تتمركز القوات النظامية. وبحسب بيان رسمي صادر عن هيئة أركان الجيش السوري الحر - الجبهة الجنوبية، جاءت السيطرة بعد «عملية نوعية» لمقاتلين تطلق عليهم المعارضة اسم «الانغماسيين»، تمكنوا من التسلل ليلا ليصلوا إلى منطقة سهلية قريبة من التل.
وداهم مقاتلو المعارضة خطوط الدفاع الأولى، مستهدفين القوات النظامية المتمركزة فيها. وأعقب ذلك إرسال مجموعات من مقاتلي المعارضة إلى أعلى التل، بهدف استكمال السيطرة على جميع الأبنية.
ويمتلك تجمع «تل جموع العسكري النظامي» أهمية استراتيجية، بحكم قربه من مدينة نوى غرب درعا، التي تسعى القوات النظامية إلى السيطرة عليها لقطع إمدادات قوات المعارضة.
وكانت كتائب المعارضة أعلنت في 30 أبريل (نيسان) الماضي بدء معركة «يرموك خالد بن الوليد» للسيطرة على «تل الجموع» والمناطق المحيطة به «ثأرا لشهداء القصف بالبراميل وثأرا لشهداء مدينة نوى ونصرة لحرائر حوران الطاهرات».
وأبرز هذه الكتائب لواء الصابرين ولواء أحرار اليرموك وغرفة عمليات نوى ولواء أحفاد ابن الوليد وحركة المثنى الإسلامية وتجمع ألوية العمري ولواء الشهيد رائد المصري ولواء شهداء اليرموك.
وفي ريف دمشق، أفادت «شبكة شام» المعارضة، بمقتل العشرات في صفوف القوات النظامية إثر سيطرة مقاتلي المعارضة على حاجزي العوجا والدير في أطراف بلدة عسال الورد بالقلمون، تزامنا مع سيطرة كتائب المعارضة على سبعة مبان على جبهة كراجات العباسيين بأطراف حي جوبر شرق العاصمة دمشق، وفقا لشبكة «سوريا مباشر». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «تسعة أشخاص قتلوا وجرح عشرات جراء قصف نظامي على حي القابون في دمشق».
أما في حلب، استهدفت مروحيات نظامية بلدة عندان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا، بينهم أطفال، حسبما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بسبب الهجوم الجوي الذي استهدف ساحة مسجد تستخدم سوقا في البلدة الواقعة شمال حلب».
من جهتها، أفادت تنسيقية شباب عندان للثورة السورية بأن حرائق اندلعت جراء انفجار براميل احتوت على محروقات، بينما تهدمت خمسة محال تجارية في السوق المستهدفة، مما استدعى حضور فرق الإنقاذ والإطفاء وعناصر الدفاع المدني، التي تمكنت من استخراج جثتين، بينما بقي تسعة آخرون على الأقل تحت الأنقاض.
وفي حلب أيضا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين تابعين لـ«الجبهة الإسلامية» المعارضة من جهة، والقوات النظامية المدعومة بميليشيا «الدفاع الوطني» من جهة أخرى، في قرية العزيزية في الريف الغربي، علما بأن القرية تقع تحت سيطرة القوات النظامية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.