هتلر في هوليوود

هتلر في هوليوود
TT

هتلر في هوليوود

هتلر في هوليوود

في نهاية ثلاثينات القرن الماضي، وقبل أعوام قليلة من بداية الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، التي أشعلها الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، كان هناك اعتقاد وسط كثير من الأميركيين أن تأييد هتلر أفضل من تأييد الزعيم الروسي الشيوعي جوزيف ستالين. وكما جاء في كتاب «جواسيس هوليوود»، للورا روزنويغ، فإن «خطر الشيوعية، الديكتاتورية الملحدة، كان أكبر من خطر النازية، الديكتاتورية العلمانية».
لكن هذا الكتاب يركز بشكل خاص على التجسس على الأميركيين النازيين، وليس على نشاطات النازيين أنفسهم، لكن في الوقت نفسه يكشف عن بعض هذه النشاطات.
يقول الكتاب: «خلال سنوات ما قبل الحرب (وما قبل دخول الولايات المتحدة فيها)، كانت آيديولوجيتان تحلقان فوق هوليوود: الشيوعية والنازية»، ويشير إلى نظرة أميركية عامة في ذلك الوقت ترى أن كثيراً من الأميركيين اليهود كانوا شيوعيين، وكانوا مسؤولين عن «مؤامرة» لنشر الشيوعية في الولايات المتحدة.
وحسب الكتاب، لم تتغير هذه النظرة الأميركية العامة خلال سنوات الحرب التي أشعلها هتلر (وحرق وقتل خلالها ملايين اليهود). وفي استطلاع في عام 1945، بعد نهاية الحرب، قالت نسبة 63 في المائة من الأميركيين إن «اليهود يتمتعون بقوة ونفوذ قويين أكثر مما يجب في الولايات المتحدة».
ولم يخف ذلك على اليهود (خصوصاً في هوليوود)، لهذا أسس بعضهم «عصبة معاداة النازية». لكن في الجانب الآخر، كان «الأنغلوساكسونيون» يسيطرون على لوس أنجليس (هوليوود من ضواحيها)، وظهرت الميول نحو هتلر وسط مجموعتين فيهما:
أولاً: كبار المسؤولين عن الأمن، بل كان مدير شرطة المدينة عضواً في منظمة «كوكلكس كلان» العنصرية (تعادى السود واليهود وغير البيض)، وأيضاً مدير شرطة قسم من أقسام هوليوود.
ثانياً: كبار المسؤولين في شركات إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية (أنجليساكسونيون ويهود)، وكان همهم «نشر أفلامهم في ألمانيا، وفي الدول التي تغزوها ألمانيا»، لهذا، عدا شركة «وورنر»، أطاعت كثير من الاستوديوهات القانون الألماني عن النشاطات الخارجية (واحد من بنوده: لا دفاع عن اليهود، ولا تعاون معهم).
هكذا، وهم في وضع صعب، حاول عمالقة هوليوود اليهود شيئين ربما متناقضين: الأول معارضة الحماس الأميركي للنازية (كعدوة للشيوعية)، والثاني إخفاء هويتهم اليهودية.
وهكذا أسس بعض هؤلاء منظمة «لجنة لوس أنجليس للجالية اليهودية» لكشف النشاطات النازية، ليس فقط هناك، ولكن أيضاً في كل الولايات المتحدة. وفعلاً كشفوا منظمات مثل: «أصدقاء ألمانيا الجديدة» و«القمصان الفضية» و«التحالف الأميركي الألماني». كما كشفوا خلايا نازية تتلقى أوامر من ألمانيا، ومنظمات قوية وفعالة لاستثناء اليهود من النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكان أعضاء جمعية «القمصان الفضية» (مثل جمعية «القمصان البنية» النازية) يخيطون قمصانهم بأنفسهم (حتى لا يخيطها يهود)، وكانوا يتظاهرون في قلب هوليوود، ويوزعون خرائط توضح منازل كبار اليهود؛ منتجين ومخرجين وممثلين وممثلات.


مقالات ذات صلة

«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية

يوميات الشرق دور النشر شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية

يعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف عبره أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق يجمع «ملتقى لقراءة» محبي أندية القراءة والمهتمين بها لتعزيز العادات والممارسات القرائية (هيئة المكتبات)

ملتقى دولي في الرياض يعزز التبادل الفكري بين قراء العالم

تنظم هيئة المكتبات «ملتقى القراءة الدولي» الهادف لتعزيز العادات القرائية، من 19 إلى 21 ديسمبر (كانون الأول) بقاعة المؤتمرات في «مركز الملك عبد الله المالي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)

وسط اعتراض كتّاب ودور نشر… شركة ناشئة تسعى لإنتاج 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)
شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)
TT

وسط اعتراض كتّاب ودور نشر… شركة ناشئة تسعى لإنتاج 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)
شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)

ينتقد كتّاب وناشرون إحدى الشركات الأميركية الناشئة التي تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، ستفرض شركة «سباينز» على المؤلفين ما بين 1200 دولار و5000 دولار لتحرير كتبهم ومراجعتها وتنسيقها وتصميمها وتوزيعها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وبهذا الشأن، قالت دار النشر المستقلة «كونغيت»، على منصة «بلو سكاي»: «هؤلاء... لا يهتمون بالكتابة أو الكتب».

وتقول الكاتبة سويي ديفيز أوكونجبوا: «تفرض (سباينز) رسوماً على المؤلفين المحتملين لإتمام نشر كتبهم، بأقل قدر ممكن من الاهتمام أو الرعاية أو الحرفية، هؤلاء ليسوا أشخاصاً يهتمون بالكتب أو القراءة أو أي شيء مرتبط بها من قريب أو من بعيد... هؤلاء انتهازيون ورأسماليون استغلاليون».

وبهذا الشأن تقول «سباينز»، التي حصلت مؤخراً على 16 مليون دولار تمويلاً أولياً، إن المؤلفين سيحتفظون بنسبة 100 في المائة من حقوق الملكية الخاصة بهم.

وادعى المؤسس المشارك يهودا نيف، الذي كان يدير سابقاً شركة نشر وخدمات نشر في إسرائيل، أن الشركة «ليست شركة نشر ذاتي» بل «منصة نشر».

ومن جانبها، تقول آنا غانلي، الرئيسة التنفيذية لأكبر نقابة للكتاب والرسامين والمترجمين في المملكة المتحدة: «ننصح المؤلفين بالتفكير بعناية شديدة قبل الالتزام بأي عقد يتضمن دفع الكاتب مقابل نشر عمله».

وأضافت: «من غير المرجح أن يحقق النشر بهذه الطريقة ما يأمل المؤلف في تحقيقه، ومن غير المرجح أن يكون ذلك أفضل السبل أمامه، وإذا كان سيعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، فهناك مخاوف بشأن الافتقار إلى الأصالة وجودة الخدمة المقدمة حتى لو كانت هناك ضمانات بأن النظام المعني لم يتم تطويره باستخدام محتوى حقوق الطبع والنشر بشكل غير قانوني».

تقول «سباينز» إنها ستقلل الوقت المستغرق لنشر كتاب إلى فترة أقصاها 3 أسابيع.