السعودية: «تداول» توقِّع اتفاقية تطوير مع «ناسداك»

البنوك على عتبة تحقيق نمو إيجابي في ربحية 2017

جانب من توقيع اتفاقية «تداول» و«ناسداك» في العاصمة السعودية الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من توقيع اتفاقية «تداول» و«ناسداك» في العاصمة السعودية الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية: «تداول» توقِّع اتفاقية تطوير مع «ناسداك»

جانب من توقيع اتفاقية «تداول» و«ناسداك» في العاصمة السعودية الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من توقيع اتفاقية «تداول» و«ناسداك» في العاصمة السعودية الرياض أمس («الشرق الأوسط»)

وقّعت شركة السوق المالية السعودية «تداول» و«ناسداك»، أمس، في العاصمة السعودية الرياض، اتفاقية متخصصة تتعلق بتطوير أنظمة المقاصة والتسوية، وهي الاتفاقية النوعية التي تستهدف تطوير البنية التحتية التقنية لـ«تداول».
وتشمل الاتفاقية استبدال نظام التسجيل والإيداع والتسوية الحالي، واستحداث نظام للمقاصة المركزية الذي سيمكّن «تداول» وأعضاء السوق من توفير فئات جديدة للأوراق المالية في السوق السعودية، وتقديم خدمات جديدة للمستثمرين.
وتعليقاً على هذه الاتفاقية، قال المهندس خالد بن عبد الله الحصان، المدير التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية «تداول»: «من خلال شراكتنا مع (ناسداك) التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، لمسنا تميز (ناسداك) في تطوير تقنيات رائدة في مجال أنظمة التسجيل والإيداع وإدارة المخاطر والمقاصة والتسوية»، مضيفاً: «نطمح من خلال هذه الشراكة إلى الاستفادة من التقنيات المرنة ذات الكفاءة العالية لزيادة فعالية وكفاءة السوق ونموها المستقبلي، والحد من مخاطر عمليات المقاصة والتسوية، بما يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية».
من جهتها، قالت أدينا فريدمان، المدير التنفيذي لـ«ناسداك»: «تشهد السعودية اليوم أوقاتاً محورية في تاريخها، حيث تعيش المملكة الآن في عصر التحول والتوجه نحو الابتكار والتطور المستقبلي»، مضيفة: «تابعنا عن كثب بداية الإعلان عن (رؤية المملكة 2030) وطموح هذه الرؤية واستراتيجيتها المطبقة في كل من القطاعين العام والخاص بما فيها أسواق المال، ونحن على ثقة تامة بأن (تداول) تملك الإمكانات اللازمة لتلبية توجهات الرؤية، حيث عملت (تداول) على إطلاق العديد من المبادرات وبذل جهود مدروسة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وذلك لتوسيع قاعدة مشاركتها في الأسواق العالمية».
هذا، ومن المتوقع أن يتم تطبيق النظام على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى تطوير البنية التحتية لأنظمة المقاصة والتسوية لسوق النقد خلال النصف الثاني من عام 2019، وتستكمل المرحلة الثانية (تطوير البنية التحتية لأنظمة المقاصة والتسوية لسوق المشتقات) خلال النصف الثاني من عام 2020.
وفي هذا الخصوص، بات برنامج تطوير القطاع المالي، الذي أعلنت عنه السعودية ضمن البرامج المحققة لـ«رؤية المملكة 2030»، خطوة مهمة نحو تطوير سوق المال المحلية، ووضعها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق مالية في العالم.
ويعمل برنامج تطوير القطاع المالي على رفع حجم وعمق وتطور أسواق رأس المال السعودية، وتحسين تجربة المشغلين والمستخدمين، ومكانة أسواق رأس المال السعودية على الصعيد الإقليمي «بأن تصبح سوق المال السعودية السوق الرئيسية في الشرق الأوسط»، وعلى الصعيد العالمي «بأن تصبح السوق السعودية من أهم 10 أسواق عالمية»، وأن تكون سوقاً متقدمة وجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، بما يمكنها من القيام بدور محوري في تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر دخله، ويشمل كذلك تطوير المؤسسات المالية (صناديق التمويل العامة والخاصة، والبنوك وشركات التأمين)، لتعزيز دورها في دعم نمو القطاع.
وفي غضون ذلك، تتجه البنوك التجارية السعودية إلى تحقيق نمو جديد في أرباحها التشغيلية خلال عام 2017. حيث تظهر النتائج المالية التي أعلنتها 6 بنوك محلية عن نمو أرباح العام المنصرم بنسبة 11.3%، مقارنةً بالأرباح المحققة خلال العام 2016.
وفي هذا الشأن، أعلن «البنك الأهلي التجاري» عن نمو ربحية عام 2017 بنسبة 5.2%، بينما أعلن «مصرف الراجحي» عن نمو أرباحه بنسبة 12.2% خلال الفترة ذاتها، كما أعلن «بنك الرياض» عن نمو تبلغ نسبته 18.07% في أرباح عام 2017.
وتُظهر النتائج المالية التي أعلنتها البنوك السعودية عن نمو أرباح «مصرف الإنماء» بنسبة 33.8% خلال عام 2017، كما أعلن بنك «البلاد» عن نمو أرباحه بنسبة 16.6%، بينما تراجعت أرباح بنك «الجزيرة» بنسبة 1.6% فقط خلال العام المنصرم.
وحققت البنوك الـ6 التي أعلنت نتائجها المالية، أرباحاً صافية تبلغ قيمتها 26.6 مليار ريال (7 مليارات دولار) خلال العام المنصرم 2017، بينما من المتوقع أن تعلن بقية البنوك السعودية عن نتائجها المالية خلال الأيام المقبلة، وسط مؤشرات تؤكد نمو ربحية معظم هذه البنوك.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.