أموال سان جيرمان تتحدى تاريخ ريال مدريد

الفريق الفرنسي أثبت قوته في سوق الانتقالات وعليه أن يؤكد ذلك في دوري الأبطال

مبابي وكافاني ونيمار القوة الهجومية لسان جيرمان - هل ينجح إيمري في ما فشل فيه الموسم الماضي (رويترز)
مبابي وكافاني ونيمار القوة الهجومية لسان جيرمان - هل ينجح إيمري في ما فشل فيه الموسم الماضي (رويترز)
TT

أموال سان جيرمان تتحدى تاريخ ريال مدريد

مبابي وكافاني ونيمار القوة الهجومية لسان جيرمان - هل ينجح إيمري في ما فشل فيه الموسم الماضي (رويترز)
مبابي وكافاني ونيمار القوة الهجومية لسان جيرمان - هل ينجح إيمري في ما فشل فيه الموسم الماضي (رويترز)

ينتظر عشاق كرة القدم حول العالم المواجهة الهامة والمرتقبة بين باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا غدا. وقد استحوذ الملاك القطريون على النادي الفرنسي من أجل رؤية مثل هذه اللحظات وأنفقوا مبالغ مالية قياسية الصيف الماضي من أجل التفوق في مثل هذه المواجهات الكبرى، فتعاقد النادي مع اللاعب البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني مقابل نحو 200 مليون جنيه إسترليني، ثم مع الموهبة الفرنسية الصاعدة بسرعة الصاروخ كيليان مبابي مقابل نحو 165 مليون جنيه إسترليني. ويهدف النادي الباريسي من وراء هاتين الصفقتين، اللتين هزتا النظام المالي لكرة القدم في أوروبا، أن يكون له الغلبة والتفوق أمام الأندية الكبرى داخل المستطيل الأخضر.
وقال نجم خط وسط برشلونة الإسباني السابق تشافي الأسبوع الماضي: «سوف يفوز باريس سان جيرمان ببطولة دوري أبطال أوروبا عاجلا أم أجلا، وأنا مقتنع بذلك». لكن حتى يأتي الوقت الذي يُثبت فيه باريس سان جيرمان أنه قادر على التفوق على القوى التقليدية الكبرى في عالم كرة القدم، سوف تستمر الشكوك بغض النظر عن التفوق المالي الواضح للنادي الفرنسي، لأنه بعد ما يقرب من سبع سنوات من استحواذ القطريين على النادي، لم ينجح النادي ولو لمرة واحدة في الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وسوف يعود باريس سان جيرمان إلى إسبانيا للقاء ريال مدريد بذكريات مؤلمة تذكره بما حدث الموسم الماضي عند محاولة الفريق الوصول للدور نصف النهائي للبطولة الأقوى في القارة العجوز، فبعدما حقق النادي الباريسي فوزا تاريخيا على برشلونة الإسباني برباعية نظيفة على ملعب «حديقة الأمراء» واعتقد الجميع أنه بات قادرا على مقارعة الكبار في عالم كرة القدم، انهار في مباراة العودة وخسر بستة أهداف مقابل هدف وحيد في «ريمونتادا» تاريخية للعملاق الكتالوني.
وفتح النادي الفرنسي خزائنه وأنفق أموالا طائلة في الصيف التالي لهذه الإهانة رغبة منه في تكوين فريق قوي قادر على التفوق في المواجهات الكبرى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: هل التعاقدات القوية التي أبرمها النادي والدروس التي تعلمها والخبرات التي اكتسبها سوف تجعله أقوى من ذي قبل وتمكنه من الذهاب إلى ما هو أبعد من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا؟ سوف نعرف هذا بالتأكيد خلال الفترة المقبلة بعد مبارتي الذهاب والعودة أمام النادي الملكي.
وقد أشار أوناي إيمري مدرب باريس سان جيرمان إلى أنه يعتقد أن كرة القدم ستكون ممتنة للأندية الثرية مثل ناديه وكذلك مانشستر سيتي بسبب دورها في إنعاش اللعبة وتهديد سيطرة العملاقين ريال مدريد وبرشلونة على الكرة الأوروبية.
وقال إيمري في مقابلة مع صحيفة ماركا الخميس الماضي: «أراد مدريد وبرشلونة ضم كيليان، لكن باريس سان جيرمان يملك القوة المالية للإبقاء عليه في ناد فرنسي وأعتقد أن الصفقة حدثت لأسباب رياضية وليس لأسباب مالية وهذا جديد في ترتيب القوة الأوروبية».
وأضاف: «الأندية (التقليدية) ترى سيطرتها تحت التهديد من باريس وسيتي. أعتقد أن هذا جيد لكرة القدم أنه ظهرت فرق جديدة. يجب أن يشعر الجميع بالامتنان لذلك».
وقد تكمن الإجابة على هذا السؤال أيضا في آخر مباراة خاضها باريس سان جيرمان في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، فبعدما حقق الفريق الفرنسي الفوز بسهولة في المباريات الخمس الأولى سافر إلى ألمانيا لمواجهة بايرن ميونيخ وهو واثق بعدما ضمن تقريبا صدارة المجموعة، لكنه بدأ اللقاء بشكل كارثي ووجد نفسه متأخرا بهدفين نظيفين بنهاية الشوط الأول أمام فريق تفوق عليه في ملعب «حديقة الأمراء» بثلاثية نظيفة!
وبدا الأمر وكأن باريس سان جيرمان سوف يفقد الصدارة لمصلحة بايرن ميونيخ بنفس الطريقة التي أقصى بها من الدور ربع النهائي أمام برشلونة الموسم الماضي. لكن النادي الفرنسي تماسك هذه المرة، ونجح كيليان مبابي في إحراز هدف بعد مرور خمس دقائق من بداية الشوط الأول، وحسم سان جيرمان المركز الأول لصالحه رغم خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في تلك المباراة. ولعل الأمر المثير للسخرية يكمن في أن باريس سان جيرمان الذي قاتل من أجل صدارة المجموعة قد أوقعته القرعة أمام ريال مدريد الإسباني، في حين يواجه بايرن ميونيخ، الذي احتل المركز الثاني في المجموعة، نادي بشكتاش التركي!. ويعاني ريال مدريد بشدة على المستوى المحلي هذا الموسم، بخلاف باريس سان جيرمان الذي يحتل صدارة الدوري الفرنسي الممتاز بفارق مريح عن أقرب منافسيه. ومع ذلك، يواجه المدير الفني لباريس سان جيرمان، أوناي إيمري، مشكلة كبيرة فيما يتعلق باختيار التشكيل الأساسي لفريقه في مواجهة الميرنغي يوم الأربعاء.
وفي مركز الظهير الأيسر، يتعين على إيمري الاختيار بين لايفين كورزاوا، الذي يقدم أداء استثنائيا في الناحية الهجومية لكنه يرتكب أخطاء دفاعية قاتلة، ويوري بيرشيتش، الذي يقدم مستويات ثابتة ويمكن الاعتماد عليه بصورة أكبر.
وفي خط الوسط، هناك اختياران أمام إيمري: دائما ما يفضل المدير الفني الفرنسي الاعتماد على تياغو موتا، لكن اللاعب البالغ من العمر 35 عاما ليس جاهزا تماما من الناحية البدنية نتيجة غيابه عن الملاعب لمدة ستة أسابيع بداعي الإصابة. وبالتالي يتعين على إيمري أن يختار بين اللاعب الشاب الرائع جيوفاني لو سيلسو أو لاسانا ديارا، اللاعب البالغ من العمر 32 عاما والذي لعب من قبل لأندية تشيلسي وبورتسموث وريال مدريد، والذي اتخذت مسيرته الكروية منحى جديدا بانتقاله إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر الشهر الماضي.
وفي الخط الأمامي يواجه إيمري معضلة أخرى، وقد لا يدفع بالثلاثي الهجومي الذي دفع أموالا طائلة من أجل الحصول على خدماته والمتمثل في مبابي ونيمار - الذي سجل هدفه السابع والعشرين خلال الموسم الحالي في المباراة التي انتهت بفوز فريقه على تولوز بهدف دون رد السبت الماضي - بالإضافة إلى إدينسون كافاني، وهو الثلاثي الذي يعتمد عليه الفريق بصورة أساسية داخل الملعب، وحتى في حملاته التجارية، والذي ظهر بشكل مرعب ودمر دفاعات الفرق الأخرى في بداية الموسم الحالي.
لكن هذا الثلاثي الخطير تأثر بغياب مبابي بسبب الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، رغم أن مستوى اللاعب كان قد انخفض بشكل ملحوظ حتى قبل الإصابة. وعقب عودته من الإصابة، ظهر مبابي بشكل متواضع وحصل على البطاقة الحمراء في مباراة فريقه أمام رين بعد تدخله بشكل متهور. وفي المقابل، يقدم النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا أداء قويا خلال الأشهر الأخيرة ولديه رغبة جامحة في الاشتراك بصورة أساسية أمام ناديه السابق ريال مدريد، الذي قدم معه أداء ممتازا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2014.
قد يبدو من المنطقي أن يدفع إيمري بدي ماريا بدلا من مبابي في المباراة الأولى أمام ريال مدريد على ملعب «سانتياغو بيرنابيو» لكن يبدو أن إيمري لن يقوم بذلك، نظرا لأن دي ماريا قد حصل على كثير من الفرص الكبرى في السابق ولم يستغلها، في حين تعاقد النادي الفرنسي مع مبابي ونيمار من أجل إحداث الفارق في مثل هذه المواجهات الكبرى.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟