الجيش اليمني يحقق «تقدماً نوعياً» ويحبط خطط الحوثي

تقرير حقوقي يتّهم الميليشيات الانقلابية بقتل عشرات المدنيين في تعز

صورة وزعتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية لوزير الخارجية عبد الملك المخلافي لدى اجتماعه مع طاقم السفارة اليمنية في الرياض أمس لمناقشة أوضاع اليمنيين المقيمين في السعودية («سبأ»)
صورة وزعتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية لوزير الخارجية عبد الملك المخلافي لدى اجتماعه مع طاقم السفارة اليمنية في الرياض أمس لمناقشة أوضاع اليمنيين المقيمين في السعودية («سبأ»)
TT

الجيش اليمني يحقق «تقدماً نوعياً» ويحبط خطط الحوثي

صورة وزعتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية لوزير الخارجية عبد الملك المخلافي لدى اجتماعه مع طاقم السفارة اليمنية في الرياض أمس لمناقشة أوضاع اليمنيين المقيمين في السعودية («سبأ»)
صورة وزعتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية لوزير الخارجية عبد الملك المخلافي لدى اجتماعه مع طاقم السفارة اليمنية في الرياض أمس لمناقشة أوضاع اليمنيين المقيمين في السعودية («سبأ»)

أدت المعارك التي يخوضها الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي أمس إلى مقتل 40 عنصراً على الأقل من ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات محافظتي صعدة وتعز. وعلى وقع ضربات طيران التحالف المساندة، وعمليات الجيش المستمرة في الساحل الغربي باتجاه الحديدة، أكدت مصادر رسمية يمنية أن القوات الحكومية حققت أمس تقدماً كبيراً وصفته بـ«النوعي» جنوب تعز وشرقها وفي الشمال الغربي منها. كما أفادت المصادر بأن قوات الجيش أفشلت هجوما للميليشيات في مديرية رازح الواقعة في الشمال الغربي لصعدة، بالتزامن مع غارات للتحالف العربي دمرت مخزن أسلحة.
وقال مصدر عسكري في محور تعز لوكالة (سبأ) الحكومية إن «المواجهات التي اندلعت بين أبطال الجيش من جهة وبين الميليشيات الحوثية الإيرانية من جهة أخرى، أسفرت عن تطهير تبة الكريفة وقرية الفراوش، حيث تتمركز قوات الجيش الوطني في مدرسة ومستوصف الفراوش» جنوب شرقي تعز.
وأكد المصدر مقتل خمسة حوثيين خلال المواجهات في الوقت الذي شن الجيش هجوما آخر على مواقع الميليشيات في منطقة الأقروض جنوب تعز أدى إلى تحرير عدة تلال بالتزامن مع غطاء جوي لمقاتلات التحالف. وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن الجيش «تمكن من التقدم في قرى (الأجروش والعصيد والكريفة)، وسط اندحار الميليشيا وتكبدها خسائر في العتاد والأرواح». وأضاف المصدر أن القوات الحكومية حققت في «جبهة الأقروض تقدما نوعيا في قرية الخلل والشجرة والمناطق القريبة من دمنة خدير، وهي أهم معاقل ميليشيات الحوثي في محافظة تعز».
وقال نائب الناطق الرسمي لمحور تعز العقيد عبد الباسط البحر لموقع الجيش «سبتمبر. نت» إن قوات الجيش «استعادت السيطرة على مدرسة ومستوصف الشرف بالكريفة وتبة العصيد وبقية محيط الكريفة والشرف والمجمع ومنطقة الفراوش الاستراتيجية المطلة على خط الزيلعي وعبدان وتبة ذري في صبر الموادم».
في سياق متصل بجبهات تعز، لقي 9 من عناصر الميليشيات على الأقل مصرعهم وجرح آخرون في هجوم شنته قوات الجيش في نقيل مديرية الصلو جنوب تعز. كما دمر طيران التحالف بالتزامن، عدة عربات عسكرية للميليشيات محملة بالذخيرة. وفي اتجاه آخر من المحافظة نفسها، أفادت المصادر الرسمية بأن قوات الجيش شنت شمال غربي تعز هجوما على «مواقع ميليشيات الحوثي بالقرب من معسكر خالد ابن الوليد وأطراف منطقة الهاملي وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيا، وسقوط العديد من عناصر ما بين أسير وقتيل وجريح».
وفي جبهة الساحل الغربي، واصلت قوات الجيش الوطني «عمليات تمشيط المزارع الواقعة شمال مديرية حيس والقريبة من مديرية الجراحي تمهيدا لتحريرها وتطهيرها من ميليشيات الحوثي»، وفق ما أفادت وكالة «سبأ». وأضافت الوكالة أن القوات «نفذت عملية لتأمين مديرية حيس بعد تحريرها بالكامل من الميليشيا الحوثية وتثبيت الأمن والاستقرار في مركز المديرية وكل القرى التي كانت تحت سيطرة الميليشيات».
كذلك، أفشلت القوات الحكومية هجوما حوثيا لاسترداد مواقع خسرتها الميليشيات في مديرية «رازح» شمال غربي صعدة. وقال قائد اللواء السادس حرس حدود العميد حسين حسان العمري لموقع الجيش (سبتمبر. نت) إن الميليشيات حاولت مساء الأحد التقدم نحو مواقع سبق لقوات الجيش الوطني تحريرها في سلسلة جبال الفلج وتباب الرخوم غير أنها فشلت في ذلك». وأكد المصدر العسكري مقتل 7 حوثيين على الأقل وجرح آخرين خلال تصدي الجيش للهجوم، وقال إن مقاتلات التحالف العربي «شنت سلسلة غارات جوية على مواقع للميليشيات بالقرب من مركز مديرية رازح، أدت إلى تدمير مخزن أسلحة». وفي جبهة محافظة البيضاء، أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف أغار أمس على مواقع عدة للانقلابيين، ودمر تعزيزات لهم باتجاه مديرية ناطع.
في غضون ذلك, اتّهم تقرير حقوقي يمني ميليشيات جماعة الحوثي بأنها تسببت الشهر الماضي في قتل عشرات المدنيين في محافظة تعز (جنوب غرب) جراء القصف العشوائي بالمدفعية والصواريخ على الأحياء السكنية، وهو ما أدى إلى فقدان 106 أسر لعائليها. وجاء ذلك في تقرير جديد أصدره «ائتلاف الإغاثة الإنسانية»، وهو عبارة عن مجموعة حقوقية مدنية تعنى بالجانب الإغاثي، عن الأوضاع في محافظة تعز خلال يناير (كانون الثاني) الماضي. وأعلن الائتلاف في تقريره أن 106 أسر فقدت عائليها بعد أن قتلوا بسبب الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية، إضافة إلى توقف نحو 268 شخصا عن أعمالهم جراء الإصابات التي تعرضوا لها خلال الشهر الماضي، جراء الهجمات العشوائية للانقلابيين.
وأدت الهجمات الانقلابية والقصف العشوائي بالمدفعية والصواريخ على الأحياء السكنية - بحسب التقرير - خلال الشهر نفسه إلى مقتل تسعة أطفال وسبع نساء، بالإضافة إلى إصابة 17 طفلا و14 امرأة، إصابة بعضهم خطرة.
وقال الائتلاف إن الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية خلفت وراءها خلال الشهر الأول من السنة الحالية 530 يتيما يحتاجون إلى الرعاية وتقديم المساعدات اللازمة.
وأضاف تقرير «ائتلاف الإغاثة الإنسانية» أن 42 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مديرية «صالة» شرقي مدينة تعز، بعد تعرض المنطقة لقصف عشوائي مكثف، وقربها من مناطق الاشتباك، ما اضطرهم للجوء إلى منازل عدد من الأسر المضيفة وسط المدينة.
وكشف التقرير أن 34 منزلا ومنشأة ومركبة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر، منها 5 منشآت وممتلكات تضررت بصورة كلية، بالإضافة إلى 29 منشأة تعرضت للتضرر بشكل جزئي جراء حرب الميليشيات، مؤكداً أن تلك المنشآت باتت بحاجة إلى إعادة تأهيلها وإصلاحها. وأشار التقرير، الذي اطّلعت «الشرق الأوسط» عليه، إلى أن إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة لمتضرري محافظة تعز انخفضت نسبتها خلال العام الماضي، مقارنة بعام 2016 والنصف الثاني من عام 2015، مع توقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وتقدر نسبة هذا الانخفاض بنحو 80 في المائة.
ووصف التقرير هذا التراجع في نسبة الإغاثة بأنه «كارثة إنسانية» بخاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطبية والاستهلاكية جراء انهيار سعر صرف العملة المحلية، وانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.