الحكومة تصرف رواتب الأساتذة وتتّهم الحوثيين بتكريس الجهل

تطبيع الأوضاع وإعادة بناء المؤسسات يحتلان أولوية في مهامها

TT

الحكومة تصرف رواتب الأساتذة وتتّهم الحوثيين بتكريس الجهل

واصلت الحكومة اليمنية والأجهزة التابعة لها أمس، أعمالها لجهة تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وحل المشكلات القائمة في القطاعات المختلفة وبما يؤدي إلى إعادة نظام العمل المؤسسي الذي دمره انقلاب الميليشيات الحوثية. وأمر رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، أمس في عدن، بصرف رواتب الأكاديميين وتسوية أوضاع الموظفين النازحين من مناطق سيطرة ميليشيات الحوثيين إلى المحافظات الخاضعة للشرعية. وفيما واصل وزير الإعلام معمر الإرياني جولته التفقدية للمناطق المحررة في محافظتي شبوة والبيضاء، أقر مجلس القضاء مشروع حركة التنقلات في القضاء العسكري تمهيدا لإقراره بمرسوم رئاسي.
وحض بن دغر أثناء لقائه في مكتبه بقصر معاشيق الرئاسي في مدينة عدن ممثلي النقابات العامة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية على مقارعة الميليشيات الحوثية التي قال إنها تؤمن فقط بمبدأ الجهل والسعي لإعادة اليمن إلى الحكم «الإمامي». وشدّد رئيس الوزراء على «ضرورة تضافر الجهود وتفعيل العمل النقابي، ورفع الوعي بقيمة القضايا الوطنيّة» وقال: «إن المثقفين والأكاديميين يلعبون دوراً وطنياً مهماً في الوقت الراهن بالوقوف إلى جانب الجمهورية، والوحدة والنظام الاتحادي». وأكد أن الحكومة الشرعية «لن تتخلى عن المبادئ والأهداف التي قامت عليها ثورتا 26 سبتمبر (أيلول) و14 أكتوبر (تشرين الأول)»، وقال إن «مطامع الحوثيين إمامية وهم لا يقبلون إلا بمبدأ الجهل وأن يكون هناك سيد ومسود»، على حد تعبيره.
وأشار بن دغر إلى الانتهاكات التي أقدم عليها الانقلابيون الحوثيون بحق أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وأعضاء القضاء، وقال إن الحكومة أمرت عقب توجيهات رئاسية بصرف رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية، والقضاء، إلا أن الميليشيات الحوثية عملت على تعيين قضاة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وغيرت رؤساء الجامعات على أساس سلالي ومذهبي.
وعلى نحو متصل بنشاط أجهزة الحكومة اليمنية، واصل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أمس جولته التفقدية للمناطق المحررة من قبضة الحوثيين في شبوة والبيضاء.
وأفادت وكالة (سبأ) الحكومية بأن الإرياني اطلع أمس على عملية تطبيع الأوضاع في مديرية بيحان بشبوة بحضور عدد من القادة العسكريين في الجيش اليمني.
وبحسب الوكالة اطلع الوزير على «عملية تطبيع الأوضاع في المديرية بعد تحريرها من ميليشيات الانقلاب الحوثية الإيرانية وما خلفته من دمار في الممتلكات العامة والخاصة وحقول الألغام التي زرعتها مستهدفة من خلالها حياة المواطنين الأبرياء، وكذا الجهود المبذولة من أجل نزع هذه الألغام».
كما وقف وزير الإعلام اليمني على «ما تشهده المديرية (بيحان) من حركة عمرانية وتجارية نشطة وعودة للحياة الطبيعية بعد استتباب الأمن والاستقرار فيها كما تفقد جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مستشفى بيحان ومستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم». وكانت قوات الجيش اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من دحر الميليشيات الحوثية من آخر مناطق وجودها في محافظة شبوة وتحديداً في عسيلان وبيحان قبل أن تواصل تقدمها نحو محافظة البيضاء المجاورة وتقوم بتحرير مديريتي نعمان وناطع.
إلى ذلك عقد مجلس القضاء الأعلى في اليمن أمس اجتماعا موسعا في عدن برئاسة القاضي علي ناصر سالم، وأفادت المصادر الرسمية للحكومة بأن الاجتماع «استكمل مناقشة مشروع حركة القضاء العسكري بشقيه النيابات والمحاكم وأقره بصيغته النهائية»، تمهيدا لرفعه إلى الرئيس هادي للمصادقة عليه.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.