مدينة صينية تسيّر 16 ألف حافلة نقل كهربائية

أعلنت عدد من المدن الكبرى عن نيتها محاربة تأثيرات التغيّر المناخي من خلال الاستغناء عن حافلات النقل التي تعتمد على المحروقات في توليد طاقتها خلال السنوات المقبلة. وفي الوقت الذي لا يزال فيه هذا الإعلان مجرّد تعهدات شفهية، بذلت مدينة واحدة في العالم جهوداً فعلية وبدأت بتسيير حافلات نقل عامة صديقة للبيئة.
ومنذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2017، بدأت حافلات النقل العام التي يبلغ عددها 16359 في مدينة «شنجن» قي الصين بالسير على الطاقة الكهربائية. ويقدّر المسؤولون أن توفير خدمات النقل بالحافلات الكهربائية لـ12 مليون ساكن في المدينة سيوفّر ما يقارب 345000 طنّ من المحروقات سنوياً، وبالتالي سيقلّص نحو 1.35 مليون من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العام. صحيح أن مدينة شنجن الصينية تمتلك الأسطول الأكبر من حافلات النقل الكهربائية في العالم، وهو متوفر منذ اليوم الأول لانطلاق هذا التغيير، إلا أن تحويل الأسطول بكامله إلى حافلات عاملة بالطاقة الكهربائية تطلّب إنفاقات هائلة. فقد كلّفت العملية المدينة مئات ملايين الدولارات لشراء حافلات من مصانع مختلفة، وتركيب 8000 نقطة شحن، و510 محطات لشحن الحافلات. وتضمن هذه الاستثمارات في البنية التحتية لنصف الحافلات المتوافرة فرصة تشحن محركاتها في الوقت نفسه.
ومع الانتهاء من إنجاز هذا المشروع الطموح على لائحة أهداف المدينة، يسعى زينج جينغوي، رئيس قسم النقل العام في شنجن، في أن يرتكز المشروع التالي على تحويل أسطول سيارات الأجرة إلى العمل بالطاقة الكهربائية أيضاً. زفي الوقت الحالي، يعمل ما يقارب 62.5 في المائة من سيارات الأجرة في المدينة والتي يبلغ عددها 12518 بوسائل الطاقة المتجددة بدل الوقود. ونقل موقع «معهد المهندسين الكهربائيين الأميركيين» عن جينغوي أنه يطمح إلى إتمام هذا المشروع بحلول عام 2020. وكانت 12 مدينة كبرى في العالم قبل بضعة أشهر تعهدت بأن تكون جميع حافلات النقل العاملة فيها صديقة للبيئة وخالية من الانبعاثات بحلول 2025، إلا أن الوضع الحالي لنظام نقل الحافلات العامة في مدينة شنجن جعلها صاحبة إنجاز تاريخي، على أمل أن يسرّع هذا التطوّر سباق التسلح بالباصات الكهربائية بين مدن العالم الأخرى. ومن هذه المدن: لندن وباريس ولوس أنجليس وكوبنهاغن وبرشلونة ومدينة مكسيكية وميلان ومدينة سياتل وأوكلاند وكيب تاون.