العبادي يرسل نسخة معدلة من الموازنة إلى البرلمان العراقي

وسط استمرار تصلب مواقف المعترضين

TT

العبادي يرسل نسخة معدلة من الموازنة إلى البرلمان العراقي

أعلنت اللجنة المالية في البرلمان العراقي عن قيام حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإرسال نسخة معدلة من الموازنة العامة للعام الحالي (2018) التي لم يتمكن البرلمان العراقي من إقرارها بسبب استمرار تصلب مواقف الكتل المعترضة عليها.
وفي حين أكد رئيس البرلمان، سليم الجبوري، في كلمة افتتح بها جلسة البرلمان أمس، أن البرلمان حريص على تمرير الموازنة بمشاركة جميع الكتل النيابية، أفادت عضو اللجنة المالية البرلمانية ماجدة التميمي عن أهم الفقرات التي جرى تعديلها. وقالت التميمي خلال مؤتمر صحافي عقدته في مبنى البرلمان: إنه «في 2016 كنا ملزمين بالاستقطاعات بسبب تدهور أسعار النفط ودخول (داعش)»، مضيفة إنه «في موازنة 2018 لا نحتاج إلى الاستقطاع من رواتب الموظفين؛ ولذلك اتفقت اللجنة المالية بالإجماع على إلغاء فقرة الاستقطاعات، أما التعويضات فلدينا مقترحات أخرى سنضعها في الموازنة لسد النقص». وأوضحت أن «التعديلات تتضمن ارتفاع إيرادات الموازنة من 90 تريليون دينار إلى 91 تريليوناً و643 مليار دينار، وهذا الارتفاع ليس من الإيرادات النفطية، بل من الإيرادات غير النفطية»، مبينة أن «النفقات العامة للدولة ارتفعت من 103.9 إلى 104.1 تريليون دينار، والنفقات الاستثمارية ارتفعت أيضاً من 24.4 تريليون إلى 24.6 تريليون دينار».
وأكدت أن هناك تعديلاً على تخصيصات المحافظات المنتجة للنفط «أضيفت لها المستحقات السابقة واللاحقة ستعوض تلك المحافظات من الزيادة المتحققة في السيولة نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وهذه ستعدل بمعنى ارتفاع الإيرادات»، مشيرة إلى انخفاض العجز على ضوء ارتفاع الإيرادات من 13 تريليوناً إلى 12.5 تريليون».
إلى ذلك، جدد النواب الكرد مواقفهم الرافضة لأي تنازل عن النسبة التي كانت مقررة للكرد وهي 17 في المائة. وقالت ريزان شيخ دلير، عضو البرلمان العراقي التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «الكرد ليسوا في وارد التنازل عن الحصة المقررة لهم وهي 17 في المائة التي كانوا يتقاضونها طوال السنوات الماضية؛ لأن هذا هو الاستحقاق الطبيعي لهم». وأضافت أن «موقف الحكومة سلبي من الكرد، وبالتالي لا نتوقع أي تعديل في هذا الموقف في النسخة المعدلة، وهو ما يعني بقاء موقفنا كما هو دون أي تنازل بسبب عدم وجود ضمانات للكرد». وقالت: «لا يمكننا الموافقة على موازنة لا تتضمن رواتب واستحقاقات موظفي إقليم كردستان بأي حال من الأحوال».
من جهته، أكد عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، جبار العبادي، وهو مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التعديلات التي أرسلتها الحكومة إلى البرلمان لا تمس جوهر الموازنة، بل هي تعديلات بسيطة تتعلق ببعض الصياغات وزيادة بسيطة في الإنفاق». وأضاف العبادي إن «الاعتراضات بشكل عام لا تزال موجودة، سواء من قبل نواب البصرة بشأن البترودولار، أو تحالف القوى العراقية بشأن تخصيصات النازحين أو الكرد بشأن نسبة الـ17 في المائة، لكن أتوقع حل هذه الإشكالات من قبل رئيس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة بحيث نضمن تصويت الجميع على الموازنة وهو طموحنا في التحالف الوطني».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».