موسكو مستعدة للتعاون لاستعادة الهدوء في سوريا

TT

موسكو مستعدة للتعاون لاستعادة الهدوء في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن القوات الروسية المتبقية في سوريا ستساعد دمشق في إحباط محاولات «داعش» استعادة قوته ورفع رأسه، في وقت أبدى مسؤول روسي الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف لاستعادة الهدوء في سوريا.
وأضاف لافروف في مقابلة مع قناة «روسيا - 1» نشرت مقتطفات منها الأحد: «في حال سعى (داعش)، الذي يستمر بالوجود في المنطقة على شكل فصائل متفرقة، رغم أنه تكبد هزيمة بشأن مخططاته، لرفع رأسه من جديد، فإن المجموعة المتبقية من قواتنا في قاعدة حميميم ستساعد، بالطبع، الجيش (النظامي) السوري في التصدي لهذه المحاولات».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن عن تحقيق الانتصار العسكري على تنظيم داعش، المصنف إرهابياً على المستوى الدولي، في سائر الأراضي السورية، وأمر ببدء سحب القوات الروسية من البلاد.
واكتملت عملية سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا يوم 22 ديسمبر (كانون الأول)، لكن بعض المجموعات، منها 3 كتائب للشرطة العسكرية وعناصر مركز مصالحة أطراف الأزمة والوحدات في قاعدتي حميميم وطرطوس، ستبقى في البلاد، وفقاً للاتفاقات بين موسكو ودمشق.
واعتبر لافروف أن «هناك دلائل على استعداد الولايات المتحدة، التي بدأت تفهم الوضع الحقيقي في سوريا، لأن تراعي وتأخذ بعين الاعتبار» النهج الذي تطبقه روسيا لتسوية القضية السورية، مشدداً على أن هذا العمل يجري تنفيذه «بدعوة من قبل الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية». كما لفت لافروف في هذا السياق إلى تعاون مع واشنطن لمنع حصول صدام بين القوات الجوية للطرفين في سوريا.
إلى ذلك، قال نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس النواب الروسي (دوما) يوري شفيتكين، إن روسيا مستعدة للتعاون مع كل الدول من أجل التهدئة في سوريا والمنطقة.
وأوضح شفيتكين، رداً عن سؤال ما إذا كانت روسيا مستعدة للتنسيق العسكري مع إسرائيل، أن موسكو مستعدة للتعاون مع أي دولة تبذل جهوداً لـ«ضمان التعايش السلمي بين دول المنطقة، وتحارب الإرهاب».
وأضاف البرلماني الروسي أن «التطورات الأخيرة وإسقاط المقاتلة الإسرائيلية (F – 16) كانت نتيجة لعدوان ارتكبته إسرائيل باختراقها الأجواء السورية»، مشيراً إلى أن تحركات إسرائيل «تثير أسئلة»، بحسب موقع «روسيا اليوم».
كان بوتين دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، إلى تجنب خطوات قد تسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة، فيما قال نتنياهو إنه اتفق مع الرئيس الروسي على مواصلة التنسيق بين جيشي إسرائيل وروسيا. وأضاف: «تحدثت مع بوتين، وأكدت خلال الحديث حقنا، بل واجبنا، في الدفاع عن أنفسنا أمام الهجمات من الأراضي السورية».
ورجح خبراء أن الطائرة المسيرة التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها إيرانية، وخرقت مجال البلاد الجوي، صممت على غرار نموذج أميركي. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» في تقرير أصدرته مساء أمس، عن الخبير في شؤون الطيران ميخائيل كرويكشانك إشارته إلى أن الطائرة من دون الطيار، التي نشر الجيش الإسرائيلي صوراً لحطامها وفيديو لإسقاطها، تعود إلى نوع «الصاعقة»، وكشف «الحرس الثوري» الإيراني الستار عنها لأول مرة في عام 2016.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.