يتصدّر بوتين غلاف مجلة «ذي أتلانتك»، برسم قد يعتقد الناظر إليه أنه رسم بريشة وألوان زيتية، بورتريه نصف وجه، وعين بوتين بلونها الأزرق ثاقبة تحدّق نحو هدف مستقبلي بانتظار الانقضاض عليه، وكسب ما تريد هذه الشخصية التي باتت في السنوات الأخيرة الأقوى على الساحة السياسية العالمية، خصوصاً بعد قناعة الكثير من الأميركيين بأنّ هذا الرئيس القوي بعبقريته استطاع التلاعب بالانتخابات الرئاسية التي ساهمت في فوز دونالد ترمب. خلافاً للمجلة التي رأت أنّ بوتين مجرد مقامر وقد كسب الرهان.
خلال الحرب الباردة تصارع القطبان على توسيع نفوذهما في جميع دول العالم، ولكن، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وغياب روسيا كقوة فاعلة على الساحة السياسية العالمية حقّقت خلالها سياسات البيت الأبيض انتصارات كبيرة وشابها نكسات في كثير من المواقع، بعد تفرّدها لسنوات في صدارة دول العالم، شنّت خلالها حروباً على من اعتبرتهم خطراً على أمن بلادها، عاد بوتين ليفرض نفسه وبقوة على الساحة السياسية العالمية، فماذا يريد «قيصر روسيا» الجديد، من الولايات المتحدة، بعد نجاحه في تحقيق استراتيجيته واستطاعته إيجاد موضع قدم لبلاده في كل مكان رغب فيه؟
ويقول المقال الذي حمل عنوان «ماذا يريد بوتين»: «على مدى العام الماضي، أصبح قراصنة الإنترنت الروس مادة دسمة في الولايات المتحدة. ووفقاً لتقديرات المخابرات الأميركية والتحقيقات الإعلامية فإنهم كانوا مسؤولين عن اختراق خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية ولجنة الحزب الديمقراطي. وهم ينشرون المعلومات التي يطرحونها من خلال منافذ «ودية» مثل ويكيليكس، لتأثير مدمر. وبتوصيات من الرئيس بوتين، حسب ما جاء في المقال، فقد بحثوا البنية التحتية للتصويت في مختلف الولايات الأميركية. وبهدوء تام اشتروا الإعلانات المثيرة للجدل، ونظموا حملات سياسية على «فيسبوك»، وكانوا بمثابة النافخ في حروب الثقافة الأميركية المستعرة.
السياسة الدفاعية التهجمية التي تمارسها روسيا اليوم في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، ليست وليدة جانب يتفرّد بخرق الحاجز الأمني لحكومة واشنطن، في المقابل فإن الولايات المتحدة لطالما كانت حذرة من توجهات موسكو وتمدّدها في الدول التي يتنافس الطرفان على نصب قواعد عسكرية فيها.
منذ وصول ترمب إلى سدّة البيت الأبيض، وانفضاح الاختراقات الروسية التي طالت أقرب العاملين في دائرته، نتساءل: هل يستطيع بوتين أن يصل إلى ما تنظر عينه إليه؟
بوتين وما يريده
https://aawsat.com/home/article/1172171/%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%87
بوتين وما يريده
ما وراء الغلاف
- لندن: رجينا يوسف
- لندن: رجينا يوسف
بوتين وما يريده
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة