من يستحق أن يكون الوريث الشرعي لميسي ورونالدو؟

5 لاعبين مرشحون للقب اللاعب الأفضل في العالم بعد انتهاء حقبة نجمي برشلونة وريـال مدريد

TT

من يستحق أن يكون الوريث الشرعي لميسي ورونالدو؟

عندما سُئل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أثناء حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي، والخامسة في تاريخه، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اللاعبين الذين يمكنهم الفوز بهذه الجائزة المرموقة خلال السنوات المقبلة، رد قائلاً: «إنه سؤال جيد. أرى أن هناك لاعبين لديهم قدرات هائلة، مثل لاعب خط وسط الهجوم وجناح ريـال مدريد الإسباني ماركو أسينسيو ومهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي ومهاجم باريس سان جيرمان البرازيلي نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور ومهاجم برشلونة الفرنسي عثمان ديمبلي والبلجيكي إيدن هازارد الذي يلعب في مركزي الوسط المهاجم أو الجناح في فريق تشيلسي وماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، وغيرهم. يوجد في الجيل المقبل ما لا يقل عن عشرة لاعبين لديهم إمكانات رائعة للغاية».
لقد مر أكثر من عقد من الزمان منذ منح لقب أفضل لاعب في العالم للاعب آخر غير النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وكان ذلك عندما فاز لاعب نادي ميلان الإيطالي كاكا بالجائزة عام 2007، لكن مع احتفال رونالدو بعيد ميلاده الثالث والثلاثين يوم الاثنين الماضي، واقتراب ميسي من عامه الحادي والثلاثين، فإن نهاية عصر النجمين الكبيرين أصبحت وشيكة. وكما لمح رونالدو، هناك عدد من اللاعبين الذين يمكن التنبؤ بقدرتهم على الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم خلال العقد القادم، لعل أبرزهم بالطبع النجم البرازيلي نيمار، الذي أصبح أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، عندما ترك برشلونة الإسباني وانتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو، خصوصاً أن نيمار قد حل في المرتبة الثالثة في قائمة أفضل لاعب في العالم بعد رونالدو وميسي مرتين في آخر ثلاثة أعوام.
جدير بالذكر أن الأسطورة البرازيلي بيليه تقدم بالتهنئة للنجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار بمناسبة احتفالهما بعيد ميلادهما الاثنين الماضي. وبلغ نيمار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي السادسة والعشرين، فيما أكمل رونالدو هداف ريـال مدريد الإسباني عامه الثالث والثلاثين. وكتب بيليه عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «يبدو أن الأشخاص الذين ولدوا في هذا اليوم يمتلكون سحراً في قدمهم». وأضاف: «عيد ميلاد سعيد لنيمار وكريستيانو».
ويملك نجم تشيلسي إيدن هازارد ومهاجم يوفنتوس الأرجنتيني باولو ديبالا القدرات والإمكانات التي تؤهلهما للحصول على لقب أفضل لاعب في عالم الساحرة المستديرة، خصوصاً في حال انتقالهما للدوري الإسباني الممتاز خلال الصيف المقبل، لكن مع وصول نيمار لعامه السادس والعشرين وهازارد لعامه السابع والعشرين - وهو السن الذي كان يرى كثيرون أنه قمة النضج الكروي لأي لاعب كرة قدم - فإن الفرصة ستكون أكبر أمام الجيل الصاعد والأصغر سناً، مثل ماركو أسينسيو وعثمان ديمبلي وكيليان مبابي وماركوس راشفورد والإنجليزي جادون سانشو جناح فريق بروسيا دورتموند الألماني والإنجليزي ظهير فولهام الأيسر ريان سيسيغنون.

- كيليان مبابي (باريس سان جيرمان)
من المتوقع أن يصبح النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي ثالث أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، عندما يكمل باريس سان جيرمان انتقاله من موناكو بشكل دائم بعدما لعب له خلال الموسم الحالي على سبيل الإعارة. وكان باريس سان جيرمان قد نجح في الحصول على خدمات مبابي، البالغ من العمر 19 عاماً، بعد منافسة شرسة مع ريـال مدريد الإسباني. ووصلت صفقة انتقال اللاعب إلى 145 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز أخرى بقيمة 35 مليون يورو، بما في ذلك 20 مليون يورو في حال حصول اللاعب على لقب أفضل لاعب في العالم، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على الموهبة الفذة للاعب الشاب. وسجل مبابي، الذي ولد لأم جزائرية كانت تلعب كرة اليد وأب كاميروني، 26 هدفاً في جميع المسابقات في أول موسم كامل له على مستوى الأندية في الدوري الممتاز. ومع ذلك، حصل مبابي على أول بطاقة حمراء في مسيرته الكروية منتصف الأسبوع الماضي أمام رين في نصف نهائي كأس رابطة الأندية الفرنسية. وسيعود مبابي من الإيقاف لمواجهة أولمبيك مرسيليا في دوري الدرجة الأولى الفرنسي في وقت لاحق هذا الشهر، بعدما عاقبته لجنة الانضباط في الدوري بالإيقاف مباراتين. وطُرد مبابي مهاجم منتخب فرنسا بعد مخالفة عنيفة ضد إسماعيلا سار في فوز باريس سان جيرمان 3 - 2 على ستاد رين في قبل نهائي كأس الرابطة. وتم إيقافه بشكل تلقائي في المباراة التالية ضد ليل في بداية الأسبوع الماضي، وسيغيب أيضا عن مباراة فريقه ضد ستراسبورغ هذا الشهر.
كما أثيرت حالة من الجدل حول مستواه خلال الموسم الحالي، وتسجيله لـ13 هدفاً فقط، بما لا يتناسب مع قدراته وإمكاناته الهائلة، وما ينتظره منه كثيرون من عشاق كرة القدم حول العالم. وسوف يواجه باريس سان جيرمان، نادي ريـال مدريد، في مباراة الذهاب لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا على ملعب «سانتياغو بيرنابيو» الأسبوع المقبل، وهو ما سيكون بمثابة فرصة كبيرة لمبابي لكي يثبت أمام رونالدو ورفاقه أنه أحد أبرز النجوم الواعدة بسرعة الصاروخ في عالم الساحرة المستديرة، وأنه يستحق أن يكون الوريث الشرعي للقب الأفضل في العالم بعد انتهاء حقبة ميسي ورونالدو.

- ماركو أسينسيو (ريـال مدريد)
يعد نجم ريـال مدريد الإسباني ماركو أسينسيو أحد أبرز المواهب الشابة في عالم كرة القدم في الوقت الحالي. وكان أسينسيو قريباً للغاية من الانتقال إلى نادي برشلونة لولا تدخل أسطورة التنس رفائيل نادال، المعروف بعشقه للنادي الملكي، والدور الكبير الذي لعبه لتحويل الصفقة من «كامب نو» إلى «سانتياغو بيرنابيو». في صيف عام 2015 اتصل رئيس ريـال مدريد آنذاك، فلورينتينو بيريز، بلاعب التنس الحاصل على جوائز غراند سلام الكبرى 16 مرة، وطلب منه المساعدة في ضم لاعب شاب تعرض لإصابات مزمنة في الركبة منذ أن كان صغيراً، وكان يلعب آنذاك في مسقط رأس نادال مع نادي ريـال مايوركا. وقال بيريز في مقابلة صحافية العام الماضي عن نادال: «لقد تصرف بطريقة مثالية ونجحنا في إنهاء الصفقة سريعاً».
وقد ثبت أنها كانت صفقة مميزة للغاية، فبعدما لعب أسينسيو على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد في نادي إسبانيول، سرعان ما أثبت قدراته ودخل التشكيلة الأساسية لريـال مدريد تحت قيادة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان وسجل ثمانية أهداف في أول موسم له مع النادي الملكي، وجاءت معظم هذه الأهداف بقدمه اليسرى المذهلة. ولم يكتف أسينسيو بذلك، بل قدم أداءً استثنائياً مع منتخب إسبانيا في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاماً الصيف الماضي. ورغم ذلك، لم يحصل أسينسيو على العديد من الفرص خلال الموسم الحالي مع ريـال مدريد، وهو ما يثير بعض الشكوك حول قدرة اللاعب على حجز مكان له في قائمة المنتخب الإسباني المشاركة في نهائيات كأس العالم القادمة بروسيا.

- عثمان ديمبلي (برشلونة)
لم يترك اللاعب الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي بصمة حتى الآن مع نادي برشلونة الإسباني الذي انتقل له قبل خمسة أشهر مقابل 97 مليون جنيه إسترليني.
وتعرض ديمبلي، الذي بدأ مسيرته مع رين الفرنسي ثم انتقل إلى بروسيا دورتموند الألماني، لتمزق في عضلة الفخذ في أول ظهور له مع العملاق الكاتالوني في سبتمبر (أيلول) الماضي، ثم لإصابة أخرى بتمزق في الركبة في سابع مباراة له مع الفريق، التي انتهت بالفوز على ريـال سوسيداد الشهر الماضي.
وبالتالي، ما زال الجميع ينتظر ما إذا كان الجناح الفرنسي الشاب سيكون قادراً على ملء الفراغ الذي تركه نيمار بعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان. في الواقع، يمتلك ديمبلي كل المقومات التي تبرر المبلغ الكبير الذي دفعه برشلونة للحصول على خدماته، فهو يمتلك سرعة فائقة وقدرة كبيرة على مراوغة الخصوم بقدمه اليسرى، لكن السؤال الآن يتعلق بقدرته على الظهور بشكل قوي في مثل هذه المنافسات الكبرى والضغوط الهائلة في ثالث موسم له فقط كلاعب محترف، رغم أن اللعب بجوار ميسي سيرفع كثيراً من الضغوط من على كاهله خلال السنوات المقبلة.

- جادون سانشو (بروسيا دورتموند)
عندما حجز نادي بروسيا دورتموند الألماني القميص الذي يحمل الرقم سبعة للاعب يبلغ من العمر 17 عاماً قادم من جنوب لندن بعد رحيل ديمبلي إلى برشلونة الصيف الماضي، أدرك جمهور النادي الألماني أن هذه تعد إشارة إلى القدرات الكبيرة التي يمتلكها اللاعب الإنجليزي الشاب. وحصل سانشو على لقب أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 17 عاماً التي فاز بها المنتخب الإسباني بعد فوزه على إنجلترا في المباراة النهائية في مايو (أيار) الماضي.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استدعى بروسيا دورتموند لاعبه الشاب من بطولة كأس العالم تحت 17 عاما، التي كان يشارك فيها مع المنتخب الإنجليزي وسجل خلالها ثلاثة أهداف في دور المجموعات، وبالتالي حرمه من الفوز بمونديال الشباب مع منتخب بلاده. ومنذ ذلك الحين، شارك سانشو في خمس مباريات في الدوري الألماني الممتاز وصنع هدفاً في المباراة التي انتهت بتعادل فريقه مع هيرتا برلين بهدف لكل فريق الشهر الماضي.
ورغم أن كريستيانو رونالدو قد أشار إلى أن نجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد البالغ من العمر 20 عاماً هو اللاعب الإنجليزي الذي يستحق المتابعة، فإن جيل سانشو - الذي يضم لاعب فولهام، ريان سيسيغنون، وزميل سانشو السابق في مانشستر سيتي فيل فودين - قد يكون هو الأوفر حظاً في المنافسة يوماً ما على لقب الأفضل في العالم.

- غابرييل جيسوس (مانشستر سيتي)
رغم أن نيمار يعد هو اللاعب الأبرز في صفوف المنتخب البرازيلي الذي استعاد عافيته وتأهل لنهائيات كأس العالم بسهولة، فإن خيسوس البالغ من العمر 20 عاماً كان صاحب أكبر عدد من الأهداف مع المنتخب البرازيلي في التصفيات بسبعة أهداف خلال 10 مباريات.
ونجح جيسوس في التأقلم سريعاً مع أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز عقب انتقاله لمانشستر سيتي قادماً من بالميراس البرازيلي عام 2016 مقابل 27 مليون جنيه إسترليني، وسجل ثمانية أهداف هذا الموسم قبل تعرضه للإصابة التي يتوقع أن تبعده عن الملاعب لمدة شهر آخر على الأقل. وقد حاول المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا التعاقد مع أليكسيس سانشيز والجزائري رياض محرز في فترة الانتقالات الشتوية الماضية لسد الفراغ الكبير الذي تركه اللاعب البرازيلي الشاب نتيجة غيابه بسبب الإصابة.
ويتوقع أن يلعب جيسوس دوراً هاماً مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم القادمة بروسيا. وربما يشهد كأس العالم أيضاً وجود اللاعب البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور البالغ من العمر 17 عاماً، الذي انتقل الموسم الماضي لنادي ريـال مدريد مقابل 38 مليون جنيه إسترليني قبل أن تتم إعارته لنادي فلامينغو. ومن غير المتوقع أن ينتقل اللاعب الشاب للعب في الدوري الإسباني قبل نهاية العام الحالي، لكن يعد أحد الأسماء التي تستحق المتابعة بكل تأكيد.


مقالات ذات صلة

مهرجان الإبل: «صفر وشعل» الشهراني والمطيري ينتزعان شوط شلفا ولي العهد والرؤية

رياضة سعودية مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته العاشرة (تصوير سعد الدوسري)

مهرجان الإبل: «صفر وشعل» الشهراني والمطيري ينتزعان شوط شلفا ولي العهد والرؤية

أعلنت لجنة التحكيم النهائي بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته العاشرة، الجمعة، نتائج الفائزين في اليوم الخامس والعشرين.

«الشرق الأوسط» (الصياهد)
رياضة عالمية خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة (رويترز)

ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة في قضية نيغريرا

يبدو أن التفاهم الودي والتقارب بين قطبي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة قد انتهى.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لاعب ليفربول دومينيك سوبوسلاي مهدد بالإيقاف (رويترز)

«البريميرليغ»: من هم المهددون بالغياب خلال فترة الأعياد؟

تُعد فترة الأعياد الأكثر ازدحاماً في جدول البريميرليغ، لكن هذا الزحام يضع عشرات اللاعبين على حافة الإيقاف بسبب تراكم البطاقات الصفراء.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية الألماني كاي هافيرتز لاعب آرسنال (رويترز)

عودة قريبة لكاي هافيرتز مع آرسنال

ألمح ميكيل أرتيتا، المدير الفني لنادي آرسنال، إلى اقتراب عودة الألماني كاي هافيرتز للمشاركة في المباريات.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فيكتور لينديلوف لاعب أستون فيلا (رويترز)

لينديلوف لاعب أستون فيلا: مستعدون لتحديات الكريسماس

أكد فيكتور لينديلوف أنه وزملاءه في فريق أستون فيلا على أتم الاستعداد للتحديات التي تنتظرهم خلال فترة أعياد الميلاد (كريسماس).

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.