حكام تشيكيا منذ 1993

حكام تشيكيا منذ 1993
TT

حكام تشيكيا منذ 1993

حكام تشيكيا منذ 1993

- ولدت الجمهورية التشيكية – أو تشيكيا، مجازاً – يوم 1 يناير (كانون الثاني) 1993، بعد تقسيم جمهورية تشيكوسلوفاكيا السابقة، التي كانت إحدى الجمهوريات الشيوعية فيما كان يعرف بـ«الكتلة الشرقية» والأعضاء في حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق. وتجدر الإشارة إلى أن تشيكوسلوفاكيا كانت قد أبصرت النور في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى، وتكوّنت من كيانين، هما: بوهيميا – مورافيا، وسلوفاكيا. بوهيميا في أقصى الغرب والشمال الأوسط هي القسم الأكبر من بوهيميا – مورافيا، وفيها تقع العاصمة التشيكية العريقة براغ، أما مورافيا في الجنوب الأوسط – وهي الشقيقة الصغرى لبوهيميا فعاصمتها التاريخية أولوموتسك، ولاحقاً برنو. وحالياً تتكون تشيكيا الحالية مجدداً من بوهيميلا مورافيا، في حين أن سلوفاكيا في الشرق اختارت الانفصال والعودة إلى استقلالها القديم، وعاصمتها مدينة براتيسلافا.
الزعيم التاريخي توماس ماساريك كان أول رئيس لتشيكوسلوفاكيا بعد تأسيسها عام 1918، وظل في الحكم حتى 1935، وتلاه في منصب الرئاسة إدوارد بينيش حتى أواخر 1938، وبعد بينيش أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى احتلال البلاد، وكان آخر رئيس قبل الاحتلال إميل هاشا (1938 - 1939) في الجمهورية الثانية. وبعد انتهاء الحرب بهزيمة النازية عاد بينيش إلى الحكم بين 1945 و1948، غير أن الشيوعيين تولوا السلطة بعد ذلك واستمروا في الحكم حتى تدمير «جدار برلين» وانهيار «الكتلة الشرقية» وكان أول شيوعي يحكم تشيكوسلوفاكيا كليمنت غوتوالد (1948 - 1953) تلاه أنطونين زوبوتوتسكي (1953 - 1957) ثم أنطونين نوفوتني (1957 - 1968) الذي شهد آخر عهده انتفاضة «ربيع براغ»، وبعد التدخل العسكري السوفياتي عيّن لودفيك سفوبودا رئيساً (1968 - 1975) قبل إسناد المنصب إلى غوستاف هوساك (1975 - 1989)، الذي انتهى عهده بالانتفاضة المدنية على الشيوعية، وكان أبرز وجوهها الأديب والكاتب الليبرالي المنشق فاتسلا هافل. ومن ثم صار هافل أول رئيس للبلاد بعد الشيوعية وآخر رئيس قبل انقسامهما إلى جمهوريتين، ولقد تولى على الأثر رئاسة تشيكيا.

رؤساء الجمهورية
- فاتسلاف هافل (مستقل): من فبراير (شباط) 1993 وحتى فبراير 2003، كان قبلاً رئيساً لـ«جمهورية التشيك والسلوفاك الاتحادية» بين 1989 و1992.
- فاتسلاف كلاوس (الحزب الديمقراطي المدني – يميني): من مارس (آذار) 2003 وحتى مارس 2013. كان قبلاً رئيساً للحكومة بين 1992 و1998.
- ميلوش زيمان (حزب الحقوق المدنية – شيوعي سابق تحول إلى اليمين الشعبوي): من مارس 2013 وحتى اليوم. كان قبلاً رئيساً للحكومة بين 1998 و2002.

رؤساء الحكومات منذ 1993
- فاتسلاف كلاوس (الحزب الديمقراطي المدني – يميني): من يوليو (تموز) وحتى يوليو 1996، ثم من يوليو 1996 وحتى يناير 1998 – دورتان شكل فيهما حكومتين.
- جوزيف تاشوفسكي (مستقل): من يناير 1998 وحتى يوليو 1998 - حكومة انتقالية.
- ميلوش زيمان (الحزب الديمقراطي الاشتراكي التشيكي – يساري): من يوليو 1998 وحتى يوليو 2002.
- فلاديمير شبيدلا (الحزب الديمقراطي الاشتراكي التشيكي): من يوليو 2002 وحتى أغسطس (آب) 2004.
- ستانيسلاف غروس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي التشيكي): من أغسطس 2004 وحتى أبريل (نيسان) 2005.
- ييري باروبيك (الحزب الديمقراطي الاشتراكي التشيكي): من أبريل 2005 وحتى سبتمبر (أيلول) 2006.
- ميريك توبولانيك (الحزب الديمقراطي المدني): من سبتمبر 2006 وحتى مايو (أيار) 2009.
- يان فيشر (مستقل): من مايو 2009 وحتى يوليو 2010 - حكومة انتقالية.
- بيتر نيتشاس (الحزب الديمقراطي المدني): من مايو 2010 حتى يوليو 2013.
- ييري روسنوك (مستقل): من يوليو 2013 وحتى يناير 2014.
بوهوسلاف سوبوتكا (الحزب الديمقراطي الاشتراكي التشيكي): من يناير 2014 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2017.
- آندرس بابيش (حزب «آنو» – يمين): منذ ديسمبر 2017، وحتى الآن.



دوما بوكو... رئيس بوتسوانا «العنيد» يواجه تحديات «البطالة والتمرد»

دوما بوكو
دوما بوكو
TT

دوما بوكو... رئيس بوتسوانا «العنيد» يواجه تحديات «البطالة والتمرد»

دوما بوكو
دوما بوكو

لا يختلف متابعو ملفات انتقال السلطة في أفريقيا، على أن العناد مفتاح سحري لشخصية المحامي والحقوقي اليساري دوما بوكو (54 سنة)، الذي أصبح رئيساً لبوتسوانا، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. «عناد» الرئيس الجديد قاده، وعلى نحو مذهل، لإزاحة خصمه الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه حزب قويّ هيمن على السلطة قرابة 6 عقود مرّت على استقلال بوتسوانا. ويبدو أن وعورة طريق بوكو إلى الانتصار لن تحجب حقيقة أن وديعة الفقر والفساد والبطالة و«تمرّد الاستخبارات»، التي خلفها سلفه ماسيسي، ستكون أخطر الألغام التي تعترض مهمة بوكو، الذي دشّن مع بلاده تداولاً غير مسبوق للسلطة، في بلد حبيسة جغرافياً، اقترن فيها الفقر مع إنتاج الماس.

إلى جانب «العناد في ساحة القتال» والتواضع المُقترن بالثقة في النفس، يبدو أن رهان الانتصار للفقراء والطبقات الدنيا هو المحرّك الرئيسي في المسارات المتوقعة للرئيس البوتسواني الجديد دوما بوكو. وبالفعل، لم يبالغ الرئيس المنتخب في أول تصريحاته لوسائل الإعلام عندما خاطب شعبه قائلاً: «أتعهد بأنني سأبذل قصارى جهدي وعندما أفشل وأخطئ، سأتطلع إليكم للحصول على التوجيه».

هذه الكلمات قوبلت باهتمام واسع من جانب مراقبين، بعد أداء بوكو (54 سنة) اليمين الدستورية أمام حشد من آلاف من الأشخاص في الاستاد الوطني بالعاصمة خابوروني، في مراسم حضرها قادة مدغشقر، وناميبيا، وزامبيا وزيمبابوي، وبدأت معها التساؤلات عن مستقبل بوتسوانا.

من هو دوما بوكو؟

وُلد دوما جديون بوكو عام 1969، في قرية ماهالابي الصغيرة التي تبعد 200 كلم عن العاصمة خابوروني، وترعرع وسط أسرة متواضعة، لكن اللافت أنه كان «يتمتع بثقة عالية في النفس واحترام أهله وذويه في طفولته وصباه»، وفق كلام لأقاربه لوسائل إعلام محلية. وهذه الصفات الإيجابية المبكرة، اقترنت لدى الرئيس الجديد بـ«إيمان عميق بالعدالة»، وفق عمته، وربما أكسبته هذه الصفات ثقة زملاء الدراسة الذين انتخبوه رئيساً لاتحاد الطلاب في المدرسة الثانوية.

أكاديمياً، درس بوكو القانون في جامعة بوتسوانا، لكنه - بعكس أقرانه اليساريين في العالم - كان منفتحاً على إكمال دراسته القانونية في الولايات المتحدة، وبالذات في كلية الحقوق بجامعة هارفارد العريقة، حيث تشربت ميوله اليسارية بـ«أفكار ديمقراطية» انعكست على مستقبله السياسي. أما عن المشوار المهني، فقد ذاع صيت بوكو بوصفه أحد ألمع محامين بوتسوانا.

مشوار التغيير

نقطة التحول في رحلة الرئيس الجديد باتجاه القصر الرئاسي، بدأت بتوليه زعامة حزب «جبهة بوتسوانا الوطنية» عام 2010.

يومذاك، كانت «الجبهة» تتمسك بأفكار شيوعية تلاشت مع أفول شمس الإمبراطورية السوفياتية، إلا أن بوكو بحنكته وواقعيته، مال بها نحو اشتراكية «يسار الوسط». ولم يتوقف طموح بوكو عند هذه النقطة، بل خطا خطوة غير مسبوقة بتشكيله ائتلاف «مظلة التغيير الديمقراطي» عام 2012، وهو تحالف من الأحزاب المعارضة للحكومة بينها «الجبهة». وأطلق بهذا الائتلاف عملياً «شرارة» التغيير بعد إحباط طويل من هزائم المعارضة أمام الحزب الديمقراطي البوتسواني، المحافظ،، الذي حكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1966.

طوال 12 سنة، لعب المحامي اليساري الديمقراطي بوكو دوراً حاسماً في قيادة الائتلاف، ولم ييأس أو يستسلم أو يقدم تنازلات على الرغم من الهزائم التي لحقت بالائتلاف.

وفي غمار حملة الدعاية بانتخابات الرئاسة البوتسوانية الأخيرة، كان المحللون ووسائل الإعلام منشغلين بانعكاسات خلاف قديم بين الرئيس (السابق) ماسيسي وسلفه الرئيس الأسبق إيان خاما، في حين ركّز بوكو طوال حملته على استقطاب شرائح من الطبقات الدُّنيا في بلد يفترسه الفقر والبطالة، وشدّدت تعهدات حملته الانتخابية عن دفاع قوي عن الطبقات الاقتصادية الدنيا في المجتمع وتعاطف بالغ معها.

ووفق كلام الصحافي إنوسنت سيلاتلهوا لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) كان بوكو «يناشد أنصاره الاقتراب من الناس والاستماع إلى شكاواهم». وبجانب أن أسلوب الرئيس الجديد - الذي استبعد الترشح لعضوية البرلمان) - كان «جذاباً وودوداً دائماً» مع الفقراء وطبقات الشباب، حسب سيلاتلهوا، فإن عاملاً آخر رجَّح كفّته وأوصله إلى سدة السلطة هو عودة الرئيس الأسبق خاما إلى بوتسوانا خلال سبتمبر (أيلول) الماضي من منفاه في جنوب أفريقيا، ليقود حملة إزاحة غريمه ماسيسي عبر صناديق الاقتراع.

انتصار مفاجئ

مع انقشاع غبار الحملات الانتخابية، لم يتوقع أكثر المتفائلين فوز ائتلاف بوكو اليساري «مظلة التغيير الديمقراطي» بالغالبية المطلقة في صناديق الاقتراع، وحصوله على 36 مقعداً برلماناً في انتخابات 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقارنة بأربعة مقاعد فقط للحزب الديمقراطي. وبالتالي، وفق دستور بوتسوانا، يحق للحزب الذي يسيطر على البرلمان اختيار الرئيس وتشكيل حكومة جديدة. ولقد خاضت 6 أحزاب الانتخابات، وتقدم أربعة منها بمرشحين لرئاسة الجمهورية، في حين سعى ماسيسي لإعادة انتخابه لولاية ثانية رئيساً للدولة.

تكابد بوتسوانا التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة

مستويات عالية جداً من البطالة نسبتها 27.6 % فضلاً

عن معدلات فقر تقترب نسبتها من 38 %

وبقدر ما كانت هذه الهزيمة صادمة للحزب الديمقراطي والرئيس السابق ماسيسي - الذي سارع بالاعتراف بالهزيمة في حفل التنصيب - فإنها فاجأت أيضاً بوكو نفسه، الذي اعترف بأنه فوجئ بالأرقام.

تعزيز العدالة الاجتماعية

لعل بين «أسرار» نجاح بوكو، التي رصدها ديفيد سيبودوبودو، المحلل السياسي والأستاذ في جامعة بوتسوانا، «بروزه زعيماً حريصة على تعزيز العدالة الاجتماعية». وفي مسار موازٍ رفعت أسهمه خبرته الحقوقية وخاصة حقوق قبيلة الباساروا (السان)، وهم السكان الأصليون في بوتسوانا، وفق موقع «أول أفريكا». هذا الأسبوع، دخلت وعود الرئيس الجديد محك التجربة في مواجهة مرحلة بلد يعاني مرحلة «شكوك اقتصادية»؛ إذ تكابد بوتسوانا التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، مستويات عالية جداً من البطالة تبلغ 27.6 في المائة، فضلاً عن معدلات فقر تقترب نسبتها من 38 في المائة، وفق أرقام رسمية واستطلاعات رأي. وخلص استطلاع حديث أجرته مؤسسة «أفروباروميتر» إلى أن البطالة هي مصدر القلق «الأكثر إلحاحاً» للمواطنين مقارنة بالقضايا الأخرى.

الأرقام السابقة تصطدم بوعود أعلنها بوكو برفع الراتب الأساسي وعلاوات الطلاب ومعاشات الشيخوخة، والاهتمام بشريحة الشباب، علماً بأن نحو 70 في المائة من سكان البلاد دون سن الـ35 سنة. ويتمثل التحدي الأكبر بتعهد الرئيس بـ«تنويع الاقتصاد» الذي يعتمد في 90 في المائة من صادراته على الماس. لذا؛ قال الباحث سيبودوبودو لموقع «أول أفريكا» شارحاً: «حكومة بوكو في حاجة إلى تحويل الاقتصاد بحيث يخلق فرص العمل، وهذا أمر صعب في خضم ركود سوق الماس، أكبر مصدر للدخل في البلاد». في المقابل، يرى المحلل السياسي ليسولي ماتشاشا أن الرئيس بوكو «شغوف بالمعرفة والتعليم، ولديه دائماً فهم جيد للشؤون والقضايا الداخلية الجارية في بوتسوانا... وكذلك فهو جاد في إصلاح البلاد».

... الدافع الحقوقي

وفي موازاة الهاجس الاقتصادي، يبدو أن الدافع الحقوقي سيشكل عنصراً مهماً في أجندة بوكو الرئاسية؛ إذ عبر في مقابلة مع «بي بي سي» عن عزمه منح إقامة مؤقَّتة وتصاريح عمل لآلاف المهاجرين الذين وصلوا خلال السنوات الأخيرة بشكل غير نظامي إلى البلاد من الجارة زيمبابوي. وفي معرض تبريره هذا القرار، أوضح بوكو: «إن المهاجرين يأتون من دون وثائق؛ ولذا فإنَّ حصولهم على الخدمات محدود، وما يفعلونه بعد ذلك هو العيش خارج القانون وارتكاب الجرائم». ثم تابع مستدركاً: «ما يجب علينا فعله هو تسوية أوضاعهم».

ترويض مديرية الاستخبارات

لكن، ربما تكون المهمة الأصعب للرئيس الجديد هي ترويض «مديرية الاستخبارات والأمن»، التي يرى البعض أنها تتعامل وكأنها «فوق القانون أو هي قانون في حد ذاتها».

وهنا يشير الباحث سيبودوبودو إلى تقارير تفيد بأن الاستخبارات عرقلت التحقيقات التي تجريها «مديرية مكافحة الفساد والجرائم الاقتصادية» في قضايا فساد، تتمثل في تربّح بعض أقارب الرئيس السابق من المناقصات الحكومية، وأنباء عن انخراط الجهاز الاستخباراتي في أدوار خارج نطاق صلاحياته، وتضارب عمله مع الشرطة ومديرية الفساد. «وبناءً على ذلك قد تبدو مهمة بوكو صعبة في إعادة ترتيب مؤسسات الدولية السيادية، علماً بأن (مديرية الاستخبارات والأمن) كانت مركز تناحر بين الرئيس السابق وسلفه إيان خاما، كما أن المؤسسات التي كان من المفترض أن توفر المساءلة، مثل (مديرية مكافحة الفساد) والسلطة القضائية، جرى إضعافها أو تعريضها للخطر في ظل صمت الرئيس السابق».أخيراً، من غير المستبعد أن يفرض سؤال محاكمات النظام السابق نفسه على أجندة أولويات الرئيس الجديد، وفق متابعين جيدي الاطلاع، مع الرئيس السابق الذي لم يتردد في الإقرار بهزيمته. بل، وأعلن، أثناء تسليم السلطة، مجدداً أن على حزبه «التعلم الآن كيف يكون أقلية معارضة».