المتسابقة السورية منال تغادر «ذا فويس» الفرنسي

كل شيء فيها كان يدعو للإعجاب والدهشة: جمالها المؤطر بحجاب رقيق، صوتها الأخّاذ، واختياراتها الغنائية التي تنقلت ما بين الإنجليزية والعربية في ابتهال انطلقت فيه من أغنية المطرب اليهودي الكندي ليونار كوهين، لتحولها في مقطعها الأخير إلى مناجاة بالعربية للذات الإلهية. لكن الشابة السورية الأصل منال ابتسام، التي كانت قبل أيام بين المتنافسين في النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس» وأول متحجبة تشارك فيه، اضطرت للانسحاب تحت الضغوط، لينطبق عليها المثل الفرنسي: «حكاية أجمل من أن تكون حقيقية».
سبب الانسحاب تغريدات قديمة وتعليقات في «فيسبوك» للمتسابقة البالغة من العمر 22 سنة، بينها واحدة نشرتها بعد الاعتداء الإرهابي الذي ذهب ضحيته 86 قتيلاً في مدينة «نيس»، جنوب فرنسا، في صيف 2016. وانتقدت منال تعامل الدولة الفرنسية مع الحادثة ووصفتها، في التغريدة، بممارسة الإرهاب الحقيقي.
من الذي نبش تلك التعليقات؟ لا شك أنّ من فعل ذلك حقّق هدفه حيث قامت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد «الصوت المحب»، الأمر الذي دفع منال إلى نشر تسجيل قصير على حسابها الرسمي في «فيسبوك»، أمس، شكرت فيه من تضامن معها وأعربت عن اعتذارها عمّا بدر منها في السابق، مؤكدة انسحابها من المضي في البرنامج الذي تبثه القناة الفرنسية الأولى.
قالت منال إنّها تؤمن بالسلام وقيم التسامح، كما تؤمن تماماً ببلد المهجر، فرنسا، إلا أنّها أشارت لما تعرضت له من أقاويل وضغوط خلال الأيام الماضية. كما أوضحت أنّها لم تكن تقصد أن تسيء إلى أحد. وأضافت «لقد عشت خلال الأيام الأخيرة لحظات صعبة جداً، لم أرغب أن أجرح مشاعر أي شخص، كانت رسالتي هي بثّ السّلام لا إثارة المشاكل».
وفي حين كانت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي، قد أبدت إعجابها بمنال بعد ظهورها المميز في الموسم السابع من «ذا فويس»، تغيرت الكفة في غير صالح المتسابقة التي تحمل في عروقها دماء سورية وتركية من جهة أبيها ومغربية جزائرية من جهة أمها، حيث نشر ناشطون في صفوف اليمين المتطرف صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تؤكّد تأييد المتسابقة المسلمة لمنشورات المفكر الإسلامي طارق رمضان، المحتجز حالياً لاتهامه في مزاعم اغتصاب، ولمواقف الممثل الساخر المثير للجدل ديودونيه.
لكنّ انسحاب منال ابتسام من البرنامج يضع القناة الفرنسية في مأزق نظراً لأنّ 70 في المائة من الحلقات قد انتهى تسجيلها حيث تظهر فيها المتسابقة السورية التي أدار لها جميع المحكمين كراسيهم، وبهذا لا بد من إعادة تسجيل حلقات من دونها.