ديانا كرزون تسجل «حنا كبار البلد» بصوتها .. وسميرة توفيق مستاءة

الأغنية أنتجها التلفزيون الأردني في عام 1972 بصوت القديرة سميرة توفيق

ديانا كرزون
ديانا كرزون
TT

ديانا كرزون تسجل «حنا كبار البلد» بصوتها .. وسميرة توفيق مستاءة

ديانا كرزون
ديانا كرزون

بعد تقديمها باقة من الأغاني الناجحة كان آخرها أغنية «من أمس لليوم» والتي لاقت صدى وانتشارا واسعا في جميع أنحاء المنطقة، أصدرت النجمة ديانا كرزون في عيد الجلوس الملكي الأردني أغنية «حنا كبار البلد» من كلمات المشير حابس المجالي ألحان الموسيقار جميل العاص، الأغنية إنتاج التلفزيون الأردني لعام 1972 بصوت الفنانة الكبيرة سميرة توفيق، وقد إعادة غنائها كرزون بتوزيع جديد بلمسات الموزع خالد مصطفى، كما إضافة موال من كلمات عمر ساري ولحن محمد بشار.
من المعروف أن أغنية «حنا كبار البلد» من أشهر الأغاني الوطنية والتي قام بغنائها كثير من المطربين الشباب في الأردن، إلى أن قدمتها كرزون بشكل جديد مع إضافة الموال والتوزيع الجديد للأغنية، وقد اشتهرت كرزون بتقديمها أشهر الأغاني الوطنية في الأردن مثل «ملك الإخلاص»، «راسك بالعالي»، «أردن الشومات»، «هيلا يا أردنية»، وقامت بعمل جلسة تصوير خاصة للفيديو بالزي الرسمي وارتديت «وسام التفوق» وسام الحسين بن طلال، والتي حصلت عليه من جلالة الملك عبد الله الثاني في عيد الاستقلال للإنجازات التي قامت بها خلال حياتها.
الجدير بالذكر أن كرزون كانت عضوا في الفرقة القومية عام 1999 التابعة لوزارة الثقافة الأردنية، وكانت تقوم بغناء كل الأغاني الوطنية للفنانة سميرة توفيق حتى حصولها على لقب سوبر ستار العرب عام 2003 وكانت أولى أغانيها أغنية «فدوة لعيونك يا أردن» والتي قامت بغنائها توفيق، كما كانت كرزون تلقب «جونيور سميرة توفيق» وكانت دائماً تقوم بغناء كل أغانيها لحبها لفنها حتى قدمت أول أغنية استوديو وهي «حنا كبار البلد» إهداء منها للأردن.
من جهتها .. أبدت المطربة سميرة توفيق استياءها من تصرفات الفنانة الأردنية ديانا كرزون إثر إعلانها عن تقديمها أغنية جديدة بعنوان «حنا كبار البلد». وأشارت لينا رضوان ابنة شقيقة مطربة زمن الفن الجميل بأن هذه الأغنية نفذت وكتبت خصيصا لخالتها التي قدمتها في مناسبة رسمية على التلفزيون الأردني في عام 1972.
وأشارت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من الخطأ إعادة غناء عمل ما لسميرة توفيق ولكن شرط أن يتم بلياقة الفنان الراقي، فلا يستبيح تغييب الفنان الأصلي للأغنية». وتضيف: «لقد كان من الحري بكرزون أن تتصل بخالتي وتستأذنها في تقديم هذه الأغنية التي كتبها خصيصا المشير حابس المجالي لسميرة توفيق ولحنها جميل العاص». وكانت كرزون قد أصدرت هذه الأغنية في مناسبة «عيد الجلوس الملكي» بعد أن أضافت إليها موالا كتبه لها عمر ساري وهي من ألحان محمد بشار وقد وقع توزيعها الموسيقي الجديد خالد مصطفى. وأكدت رضوان بأن هذه الأغنية هي بعهدة الإذاعة الأردنية التي تملك إرث سميرة توفيق الفني بغالبيته. وتساءلت عما إذا الإذاعة المذكورة هي التي قامت بهذه الخطوة مؤكدة بأن أغاني سميرة توفيق تلاقي رواجا كبيرا لدى الشباب اليوم كونها تعيدهم إلى زمن الفن الأصيل. وتابعت: «ستتواصل خالتي شخصيا مع المسؤولين في الإذاعة الأردنية للوقوف على حقيقة الأمر وعما إذا هي من سمحت لكرزون بتقديم (حنا كبار) التي تعد أغنية وطنية بامتياز».
ومن المتوقع أن تغادر المطربة سميرة توفيق لبنان للقيام بجولة خاصة على بعض البلدان العربية وبينها الأردن وكذلك دولة أبوظبي الإماراتية، والتي عادة ما تزورها لإجراء فحوصات طبية فيها تتولى دولة الإمارات في تقديمها دوريا لها وعلى نفقتها الخاصة حرصا منها على صحة سميرة توفيق.
وختمت لينا رضوان حديثها: «الفنان في النهاية يحصد ما يزرع وسميرة توفيق لم تزرع سوى الأصالة والفن الجميل والراقي خلال مشوارها الطويل، وهو الأمر الذي نلمسه اليوم عن قرب من خلال دعوتها إلى الغناء في مناسبات رسمية في العالم العربي». وكانت المطربة اللبنانية سميرة توفيق قد شاركت في العام الماضي في إحياء حفل عيد الاستقلال الخاص بالمملكة الأردنية، الذي جرى خلاله تكريمها من قبل الملك عبد الله بن الحسين الثاني الذي قلدها وسام التميز من الدرجة الأولى تقديرا لمسيرتها الفنية. وغنّت يومها بمشاركة الفنانة الأردنية زين عوض مجموعة من أغانيها القديمة.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».