بين «إحلال السلام» والتطورات الدبلوماسية... اكتشف أهمية أولمبياد بيونغ تشانغ السياسية

النسخة 23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية (أ.ف.ب)
النسخة 23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

بين «إحلال السلام» والتطورات الدبلوماسية... اكتشف أهمية أولمبياد بيونغ تشانغ السياسية

النسخة 23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية (أ.ف.ب)
النسخة 23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية (أ.ف.ب)

ساعات قليلة تفصل العالم عن الانطلاقة الرسمية للنسخة الـ23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، وسط تقارب بين الكوريتين و"توتر" على خلفية المنشطات الروسية، يلقي بظلاله - كما البرد القارس - على الافتتاح.
وتنشغل الصحافة الكورية كما العالمية بنقل أخبار هذا الحدث، وتسلط الضوء على الأبعاد السياسية لدورة الأولمبياد هذه.
- العلاقة بين الجنوب والشمال
بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1953، لم تهدأ شبه الجزيرة الكورية نهائيا، فتعيش أجواء من الحرب الباردة منذ تلك الفترة. وازدادت حدة التوترات بين الكوريتين بعد تجربة كوريا الشمالية النووية الأخيرة عام 2017 التي أغضبت جارتها الجنوبية والمجتمع الدولي أيضا.
وبعد أشهر من الترقب والحذر وسط توتر عسكري وسياسي بين الشمال والجنوب، والشمال والولايات المتحدة، اتخذ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون قرار المشاركة في الألعاب التي تستمر حتى 25 فبراير (شباط)، وصولا الى حد إرسال شقيقته كيم يو-جونغ لترؤس الوفد الشمالي.
ووافقت كوريا الشمالية التي قاطعت أولمبياد سيول الصيفي عام 1988، على حضور أول أولمبياد لها في الجار الجنوبي، بعد محادثات أدت الى نزع فيتل التوتر في شبه الجزيرة الكورية في الشهر الأول من هذا العام.
وأكد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن أن مشاركة بيونغ يانغ في دورة الألعاب الأولمبية بيونغ تشانغ الشتوية 2018 ستلعب دورا إيجابيا في عقد "أولمبياد السلام"، وبالإضافة إلى ذلك، ستتيح فرصة لتحسين العلاقات بين الكوريتين.
- توحيد الفرق
وصرح الرئيس مون قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية في يوم 25 يناير (كانون ثاني) 2017 إنه "سيشكل فريق التشجيع المشترك بين الكوريتين لعقد أولمبياد السلام"، مؤكدا أنه يعتبر أمرا ضروريا لتحسين العلاقات المتوترة بينهما.
وقررت كل من الكوريتين الاشتراك بفريق نسائي واحد في مسابقة هوكي الجليد والسير سويا تحت علم واحد في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
والعلم سيتكون من خلفية بيضاء ناصعة تحمل سماء زرقاء على شكل خريطة الكوريتين، دون رسم حدود بينهما.
- استفزاز طوكيو
يمثل الظل الأزرق المستخدم في العلم المشترك للكوريتين الأراضي الواقعة في بحر اليابان والتي تسيطر عليها كوريا الجنوبية.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة اليابانية عن احتجاج بلاده على العلم نظرا لإيمان اليابان بسيادة الأراضي المعروفة باسم تاكيشيما، والتي تعتبرها جزءا منها.
وكانت اليابان قد فتحت مؤخرا متحفا لسرد قصة الجزر وهو ما دعت سيول لاحقا إلى إغلاقه، ويأتي هذا العلم كرسالة سياسية لليابان بعدم تنازل كوريا الجنوبية عن الأراضي المتنازع عليها.
- حظر روسيا
لاقى الحظر الشامل على الرياضيين الروس بسبب المنشطات تنديدات روسية سياسية وشعبية واسعة.
لذلك، عمدت اللجنة الاولمبية الدولية الى فتح "ثغرة" للسماح لأكثر من 160 روسيا "نظيفا" بالمشاركة في الألعاب تحت علم محايد، مانحة الأمل لرياضيين روس آخرين بالحصول على فرصة الوجود في الألعاب من خلال الاستئنافات القانونية.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القرار بانه نابع من "دوافع سياسية". كما وصف الاستبعاد المحتمل لبلاده بـ"الإهانة" التي تأتي في وقت تستعد فيه روسيا لاستضافة الحدث الرياضي الأكثر متابعة حول العالم: مونديال 2018 لكرة القدم.
واتفقت كل من اليابان وروسيا هذا الأسبوع، على ان هدفهما المشترك فيما يتعلق بقضية كوريا الشمالية هو جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية، وأكد البلدان على مواصلة التعاون الوثيق، بما فى ذلك ضمان الامتثال لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضية.
-الولايات المتحدة مستعدة
توترت العلاقات الأميركية-الكورية الشمالية بشكل كبير العام الماضي، خاصة بعد تجارب كوريا الشمالية النووية، وخاض البلدان حربا كلامية، حيث سخر الرئيس دونالد ترمب من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مطلقا عليه تسمية "رجل الصاروخ". وهدد كيم جونغ اون من جهته بتدمير الولايات المتحدة باسلحة نووية.
وأعلن نائب الرئيس الاميركي مايك بنس أمس (الاربعاء) في طوكيو ان واشنطن تستعد للكشف عن "أشد" عقوبات اقتصادية تفرضها على كوريا الشمالية حتى الآن، مؤكدا ان بلاده لن تسمح لبيونغ يانغ بان تستغل الالعاب الاولمبية الشتوية المرتقبة هذا الاسبوع في الجنوب.
وتأتي زيارة بنس التي تستغرق ثلاثة ايام الى اليابان فيما تسعى واشنطن لتعزيز علاقاتها مع حلفائها في المنطقة وابقاء الضغط على النظام في بيونغ يانغ رغم تحسن الاجواء في شبه الجزيرة الكورية في الآونة الاخيرة.
وفي خطوة للتعبير عن ما تصفه واشنطن بـ "تجاوزات" النظام في مجال حقوق الانسان، سيحضر نائب الرئيس الاميركي حفل افتتاح الالعاب الاولمبية في بيونغ تشانغ برفقة والد السجين السابق لدى كوريا الشمالية اوتو وارمبير الذي توفي بعد عودته الى بلاده.
من جهته، أفاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي سيتوجه على غرار بنس الى كوريا الجنوبية لحضور الالعاب الاولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، "انا اثمن المحادثات بين الشمال والجنوب نحو انجاح العاب بيونغ تشانغ، لكن يجب ان نواجه واقع ان كوريا الشمالية تواصل برامجها النووية والصاروخية". وأضاف ان الحلفاء سيحثون دولا اخرى على "الا تنخدع بحملة الترويج التي تقوم بها كوريا الشمالية".
وبالرغم من تصاعد حدة اللهجة، امتنع بنس عن استبعاد عقد لقاء مع الوفد الكوري الشمالي الذي سيحضر ايضا حفل الافتتاح، ما أعطى أملا ضئيلا بتحقيق اختراق دبلوماسي وأظهر استعداد أميركا للحوار.
-زيارة رؤساء العالم
تتجه الأنظار الى ما اذا كان هذا الحدث الرياضي المهم سيجمع رؤساء العالم بهدف إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. وتتوقع العديد من الأوساط الدبلوماسية والصحف العالمية من أن تقام سلسلة محادثات بين دول شمال شرقي آسيا في حال وصل زعماء الصين واليابان وروسيا إلى كوريا الجنوبية.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟