اتهامات متبادلة بين العبادي والبرلمان

على خلفية اقتطاع نسبة من رواتب الموظفين للجيش و{الحشد}

TT

اتهامات متبادلة بين العبادي والبرلمان

اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجلس النواب ولجنته المالية ضمناً بالوقوف وراء موضوع الاستقطاعات الضريبية الإضافية البالغة 3.8 في المائة من رواتب الموظفين، والتي أدرجت ضمن موازنة 2016 وتكرر ورودها في بنود الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018. وأثارت نسبة الاستقطاع منذ ذلك التاريخ استياء واعتراض نواب وشرائح كثيرة من الموظفين.
وقال العبادي في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، أول من أمس: {هي الآن (الموازنة) لدى مجلس النواب وهو يستطيع أن يرفعها (الاستقطاعات) كي لا تحدث مزايدات انتخابية}. وأشار إلى أن نسبة الاستقطاع أضافها مجلس النواب في 2016، وأنه لم يوافق على إضافتها إلى الموازنة قبل عامين عندما طلبت منه اللجنة المالية في مجلس النواب ذلك، {وهم من يتحمل مسؤوليتها}.
وينص البند المتعلق بنسبة الاستقطاع في الموازنة على أن {تستقطع نسبة 3.8 من مجموع الرواتب والمخصصات من جميع موظفي الدولة والقطاع العام والمتقاعدين كافة لسد احتياجات الدولة ونفقات الحشد الشعبي واغاثة النازحين}. ويطالب كتاب رسمي صادر عن نائب رئيس اللجنة المالية النائب فالح الساري نهاية الشهر الماضي وزارة المالية بعدم استقطاع النسبة المقررة من مرتبات الموظفين لأنها {غير قانونية ولا تستند إلى شرعية دستورية أو قانونية}.
ورفضت عضو اللجنة المالية ماجدة التميمي اتهامات رئيس الوزراء، معتبرة أنها {تأتي في سياق دعاية انتخابية مبكرة يطلقها... هذا ديدن السيد العبادي. للأسف يرمي الكرة في ملعب الآخرين للتنصل من المسؤولية}.
وأقرت التميمي بإضافة اللجنة المالية نسبة الاستقطاع من الموظفين في موازنة 2016، لكنها قالت لـ{الشرق الأوسط} إن {الأمر تغير بعد ذلك}. وأوضحت أن {الاستقطاع بدأ عام 2016، أيام هجمة داعش وانهيار أسعار النفط وارتفاع النفقات العسكرية، فلم يكن أمام اللجنة المالية إلا التفكير بنسبة الاستقطاع لتغطية نفقات الحشد الشعبي وآلاف النازحين}.
وتؤكد أن {الحكومة وضعت نسبة استقطاع قدرها 4.8 في موازنة 2017، لكن اللجنة المالية أصرت على خفضها إلى 3.8، فاعترضت الحكومة بحجة أنها اعتبرتها إيرادات دخل وخصصت نفقاتها، فأصرت اللجنة على نسبة 3.8}.
واستغربت التميمي انتقادات العبادي، مشيرة إلى أن {حكومته هي من كررت هذا العام وضع نسبة الاستقطاع في موازنة 2018... وهناك دليل قاطع على أن الحكومة هي من تتحمل المسؤولية وليس البرلمان أو اللجنة المالية، والدليل أن حكومة العبادي طعنت في نحو 30 بند في موازنة 2017، لكنها لم تطعن في البند المتعلق بنسبة الاستقطاع، فلماذا لم تفعل إن كانت لا تريدها؟ والغريب أنها أدرجتها في موازنة العام الحالي}. وشددت على {تمسك البرلمان وأعضاء اللجنة المالية} برفع بند الاستقطاع {لأن الحرب على داعش انتهت وانخفضت معها النفقات العسكرية إلى جانب التحسن الذي شهدته أسعار النفط}.
ووجه عضو هيئة رئاسة مجلس النواب همام حمودي اللجنة المالية بإعادة النظر في فقرات الموازنة الاتحادية لعام 2018 المتعلقة باستقطاعات رواتب الموظفين والترفيعات الخاصة بهم، مبيناً أن {الاستقطاعات فرضت قبل ثلاث سنوات في وقت انخفاض أسعار النفط}.
وشدد مكتبه في بيان على {وجوب تعديل مادة أخرى في الموازنة تتعلق بعدم إمكانية ترفيع الموظف أو حتى منحه العلاوة، لعدم توافر تخصيصات مالية أو درجات وظيفية جديدة}. ولفت إلى أن {العام الحالي شهد تحسناً ملحوظاً في أسعار النفط، مما يتوجب حذف هاتين الفقرتين، لا سيما وأنهما متعلقتان بحقوق شريحة مهمة وواسعة من شرائح المجتمع وتلامس حاجة الفرد العراقي بشكل مباشر}.
ولم ينجح مجلس النواب حتى الآن في تمرير مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2018، نتيجة الاعتراضات الشديدة على بعض بنوده من قبل الكتل الكردستانية وبعض القوى السنية والشيعية.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).