أنقرة تؤكد الذهاب إلى منبج قبل وصول مسؤولين أميركيين

مقتل جندي تركي وإصابة 5 بهجوم على نقطة مراقبة في إدلب

TT

أنقرة تؤكد الذهاب إلى منبج قبل وصول مسؤولين أميركيين

هددت تركيا بضرب أي أسلحة يتم نقلها إلى عفرين التي تواصل فيها العملية العسكرية «غصن الزيتون» بدعم من فصائل من الجيش السوري الحر، نافية أن تكون هناك مشكلة في استخدام المجال الجوي في شمال سوريا. وكررت مطالبتها الولايات المتحدة بالانسحاب من منبج ووقف تزويد «وحدات حماية الشعب» الكردية بالأسلحة، مشددة على عزمها على «إعادة منبج إلى أصحابها الأصليين».
وأعلن في أنقرة أمس عن زيارتين إلى تركيا من قبل كل من مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، خلال أيام، لبحث عملية «غضن الزيتون» والخلافات بين أنقرة وواشنطن بشأن تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية وبقاء عناصرها في منبج.
ووصفت مصادر تركية الزيارتين بـ«الدقيقتين»، ذلك أن ماكماستر سيزور تركيا في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) بينما تأتي زيارة تيلرسون لاحقة على زيارته.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: «سنعيد منبج إلى أصحابها الأصليين، قلنا للأميركيين ألا يعملوا مع (المنظمة الإرهابية)، (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية)، وقالوا لنا إنهم سيخرجون من منبج، ثم أحضروا لها الميليشيات الكردية (حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني الذي تقول أنقرة إن الوحدات الكردية هي امتداده في سوريا)، مع أنه في الأصل يشكل العرب 90 في المائة من سكان منبج». وردا على أسئلة للصحافيين عقب كلمته أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي أمس، حول استمرار أميركا في إرسال أسلحة إلى «الوحدات» الكردية في شمال سوريا، قال إردوغان: «يبدو أن لديكم مخططات ضد تركيا أو إيران أو روسيا، لكن ليعلم الجميع أننا نقف على أرضنا بكل صلابة ورباطة جأش».
ولفت إلى استمرار إرسال شاحنات الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات الكردية بزعم التحالف معها في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي رغم إعلان الولايات المتحدة انتهاء تطهير المنطقة من «داعش».
وبشأن ما إذا كانت تركيا ستقدم على خطوات في إطار القانون الدولي ضد تزويد واشنطن «الوحدات» الكردية بالسلاح، قال إردوغان: «نقيم الأمر وسنقدم على الخطوات اللازمة». وأكد إردوغان في كلمته بالبرلمان أن عملية «غصن الزيتون» تتواصل بنجاح، وأنها نجحت حتى الآن في تحييد قرابة ألف «إرهابي» في المدينة... «ومن الآن فصاعدا لا يختبر أحد قوة تركيا وإصرارها على مواجهة التهديدات التي تواجهها... عملية (غصن الزيتون) تتواصل في عفرين بنجاح وسوف تتواصل في إدلب».
وأضاف: «من يسألوننا عن موعد انتهاء عملية عفرين (في إشارة إلى أميركا) نسألهم متى أنهوا عملياتهم في أفغانستان والعراق؟ ومن يقول لنا ما دخلكم بـ(منبج) نقول له: سنأتي إلى منبج لنسلمها لسكانها الأصليين».
في السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إن «كل أنواع الأسلحة والذخائر التي سيتم نقلها إلى عفرين من أي مكان في سوريا هي هدف لتركيا وسندمرها أينما رأيناها».
وأضاف بوزداغ أن القوات الجوية التركية ستستخدم المجال الجوي لمنطقة عفرين بشكل فعال، وشدد على أن تركيا لا تعاني من أي مشكلات بخصوص استخدام المجال الجوي لعفرين حاليا.
وكانت تقارير تحدثت عن توقف الطيران الحربي التركي عن استخدام المجال الجوي في شمال سوريا في عملية «غصن الزيتون» بسبب استياء روسيا من إسقاط إحدى طائراتها الحربية السبت الماضي في إدلب، وأنها بدأت تحظر على الطيران الحربي التركي التحليق هناك وتطالب أنقرة بوقف عملية «غصن الزيتون».
وطلبت روسيا من تركيا المساعدة لاستعادة حطام مقاتلتها «سوخوي25»، التي أُسقطت في إدلب والتي لا تزال موسكو تعمل على تحديد الجهة التي تقف وراء إسقاطها ونوع الصاروخ المستخدم ومنشئه، وكيفية دخول هذا النوع من السلاح إلى سوريا.
والسبت الماضي، أكدت وزارة الدفاع الروسية، سقوط إحدى مقاتلاتها في سوريا ومقتل قائدها، بعد استهدافها من قبل مسلحين.
وكان محمد راشد، المتحدث باسم «جيش النصر»، أحد فصائل الجيش السوري الحر، أبلغ وكالة «الأناضول» التركية بأن مضادات الطائرات التابعة لفصيله أسقطت الطائرة الروسية أثناء استعدادها لقصف منطقة سراقب، في ريف إدلب الشرقي.
وصعدت روسيا هجماتها على إدلب، خلال الأشهر الأخيرة، لدعم حملة لقوات النظام والميليشيات المتحالفة معه للتوغل في إدلب التي تشكل مع ريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي، إحدى مناطق خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها في محادثات آستانة بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران.
في سياق قريب، أعلن الجيش التركي مقتل أحد جنوده وإصابة 5 آخرين في هجوم بالصواريخ وقذائف الـ«مورتر» نفذه مسلحون أول من أمس خلال إقامة القوات التركية نقطة مراقبة في إدلب في إطار اتفاق خفض التصعيد.
وذكر الجيش، في بيان، أن القوات التركية ردت على الهجوم، دون أن يحدد هوية منفذيه، لافتا إلى أن فردا مدنيا في الوحدة التركية أصيب.
وكان الجيش بدأ إقامة الموقع أول من أمس جنوب غربي مدينة حلب فيما يمثل أعمق موقع يقيمه في شمال غربي سوريا بموجب اتفاق آستانة، وهذه النقطة هي الرابعة من بين 12 نقطة سيقيمها الجيش التركي داخل إدلب.
وتقع نقطة المراقبة قرب قرية العيس على مسافة نحو 5 كيلومترات من الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وحلفائها.
وتعرضت قافلة عسكرية تركية كبيرة كانت متجهة إلى المنطقة ذاتها الأسبوع الماضي لهجوم واضطرت للتراجع. وتعد المنطقة من آخر المعاقل الرئيسية في أيدي قوات المعارضة السورية.
على الصعيد الميداني، واصلت المدفعية التركية المتمركزة في ولايتي هاطاي وكليس الحدوديتين مع سوريا قصفهما لمواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، فيما استمرت التحركات وإرسال التعزيزات للقوات التركية المتمركزة على الحدود مع دخول عملية «غصن الزيتون» يومها الثامن عشر أمس.
وسيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على معسكر تدريب تستخدمه التنظيمات الإرهابية غرب عفرين كان يحتوي على عنابر وقاعة طعام وقاعات رياضة.
كما تمت السيطرة على قرية «ديكمه طاش» وتل «سرغايا» المتاخمين لمدينة كليس والمطلين على الطريق السريعة الواصلة بين ولايتي كليس وهاطاي التركيتين، وفي الوقت نفسه، استمر القصف المدفعي التركي على جبل درماك، بحسب وكالة «الأناضول» الرسمية.
وأعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي أمس تحييد 970 من «أعضاء التنظيمات الإرهابية» منذ بدء عملية «غصن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي في عفرين.
وذكر بيان لرئاسة الأركان، أمس، أن القوات التركية حيدت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 23 إرهابيا من «الوحدات» الكردية وتنظيم داعش وتنظيمات يسارية متطرفة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.