تحالف انتخابي جديد في مصر يدعم السيسي سياسيا داخل البرلمان

يقوده موافي وموسى وجمال الدين.. والدعوة مفتوحة للأحزاب

تحالف انتخابي جديد في مصر يدعم السيسي سياسيا داخل البرلمان
TT

تحالف انتخابي جديد في مصر يدعم السيسي سياسيا داخل البرلمان

تحالف انتخابي جديد في مصر يدعم السيسي سياسيا داخل البرلمان

في الوقت الذي تكثف فيه الأحزاب المصرية استعداداتها لخوض انتخابات مجلس النواب الجديد (البرلمان) نهاية العام الحالي، بدأت مجموعة من التحالفات الانتخابية في الظهور لخوض المعركة والوقوف صفا واحدا في الانتخابات وداخل البرلمان بما يمكنها من التأثير في الحياة السياسية والنيابية المصرية.

أبرز تلك التحالفات، ما أعلن عنه عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر، بمشاركة رئيس المخابرات المصرية الأسبق مراد موافي، ووزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، كتحالف وطني يقف خلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويكون ظهيرا سياسيا وانتخابيا له داخل البرلمان.

وبينما أكد الرئيس السيسي أنه «لن يسعى لتأسيس حزب سياسي له أو دعم أي تيار سياسي بعينه»؛ قال مراقبون إن «الدستور الجديد وقانون الانتخابات يفرضان على الرئيس أن يكون له ظهير سياسي وحزبي داخل البرلمان يمكنه من إدارة شؤون البلاد، ذلك لأن صلاحيات الرئيس المحددة في الدستور مقيدة بموافقة أغلبية البرلمان، ولعل أبرزها اشتراط الحصول على تلك الأغلبية لمنح الثقة للحكومة، أو أن تقوم الأغلبية بالبرلمان بتشكيل الحكومة، وهو ما يفرض على النظام السياسي المصرية وجود توافق بين الرئيس وأغلبية البرلمان منعا لتضارب القرارات والمواقف».

وفي الوقت الذي يثار فيه الجدل حول شكل التحالف الانتخابي الجديد الذي سيقف خلف الرئيس السيسي، كشفت مصادر وثيقة الصلة باللواء مراد موافي عن أن «التحالف الذي يشارك في تأسيسه مع موسى وجمال الدين، وشخصيات سياسية أخرى مثل السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، تستهدف تجميع الأحزاب والقوى التي تخدم مصلحة الوطن». وقالت المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» إن «الدعوة مفتوحة لجميع الأحزاب والقوى السياسية لدخول التحالف الوطني الجديد، والمعيار الأساسي للاختيار هو خدمة الوطن».

وأوضحت المصادر أن «المشاورات قائمة والحوار بدأ مع مختلف الأحزاب التي ستشارك فيه، وإن كان هناك أحزاب بدأت في الموافقة والاشتراك مثل حزبي التجمع والمؤتمر». وكشفت المصادر عن أن رئيس المخابرات المصرية الأسبق اللواء موافي، لن يؤسس حزبا سياسيا جديدا؛ ولكنه سيعمل من خلال التحالف الانتخابي الجديد، قائلة إنه «لا يمارس هذا الدور السياسي من أجل معركة انتخابات البرلمان المقبلة، أو ليكون عضوا في مجلس النواب الجديد».

وحول ما يروجه البعض من وجود مخاوف بأن يضم التحالف الجديد بعض عناصر من الحزب الوطني المنحل (الذي كان يرأسه حسني مبارك الرئيس الأسبق)، قالت المصادر إن «هذه الصورة تروجها بعض الأحزاب والقوى المعارضة، من أجل تشويه التحالف الوطني قبل أن يبدأ».

في ذات السياق، أعلن عدد من شباب القوى الثورية عن تحالف جديد يدعم وجود الشباب في المرحلة السياسية المقبلة، حيث دشن اثنان من مؤسسي «حركة 6 أبريل» (التي حظرت السلطات نشاطها)، وهما عمرو عز وطارق الخولي، والأخير عضو في لجنة الشباب الخاصة بحملة الرئيس السيسي الانتخابية، ما أطلقا عليه «جبهة شباب الجمهورية الثالثة».

وقال الخولي لـ«الشرق الأوسط» إن «التحالف يستهدف في الأساس دعم وجود الشباب في الجمهورية الجديدة». وعن سبب الاسم قال: «أطلقنا عليها الثالثة، لأن الجمهورية الأولى كانت جمهورية مبارك التي سقطت في ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، والثانية جمهورية الإخوان التي سقطت في ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013».

وأوضح الخولي أن التحالف يرفع شعار «هنبني (سوف نبني) بلدنا»، ذلك لأن الدستور الجديد وضع للشباب مسؤولية كبيرة في النظام السياسي المصري، حيث خصص لهم مقاعد في المحليات والبرلمان، قائلا إن «التحالف يقوم بتدريب وتثقيف مجموعات كبيرة من الشباب، منهم العشرات لخوض انتخابات مجلس النواب، وما يقرب من خمسة آلاف شاب لانتخابات المحليات». وأضاف الخولي أن هناك حوارا مع القوى الشبابية المختلفة للمشاركة في التحالف، وحوارا آخر مع قيادات التحالفات الانتخابية التي يجري تشكيلها في الفترة الحالية، من أجل التنسيق السياسي والانتخابي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.